الإثنين 25 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

سياسة

المنبوذون التائهون.. الإخوان تبحث عن ملاذ آمن بأفغانستان.. وخبير: الجماعة الإرهابية تنكر الهزيمة وتبحث عن بداية جديدة.. وأستاذ علوم سياسية: أعدت خطة محكمة لنقل أموالها

ارشيفية
ارشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

تعيش جماعة الإخوان، وتنظيمها الدولي، أسوأ أيامها، في ظل الهزائم الفادحة التي تلقتها بمعظم أماكن انتشارها ونفوذها، بدءا من مصر، مرورا بتونس والجزائر والمغرب، السودان، وقريبا في ليبيا. 
هزائم الجماعة الإرهابية، امتدت لخسارة نفوذها في الشطر الشرقي أيضا من الوطن العربي، الكائن بقارة آسيا، حتى باتت مطاردة ومنبوذة من شعوب المنطقة بأسرها، وليس لها ظهيرا إلا في تركيا التي تكاد أن تطردهم أيضا. 
المعلومات الواردة من أنقرة، تفيد بتلقي قادة الجماعة، الذين احتوتهم الحكومة التركية على مدار السنوات الماضية، تعليمات بمغادرة الأراضي التركية، والبحث عن ملاذات آمنة في مناطق أخرى، خارج محيط الشرق الأوسط. 
هذه المعلومات تترافق مع مطالب متزايدة، داخل دوائر صنع القرار بالولايات المتحدة الأمريكية، ولا سيما في الكونجرس، بإدراج الجماعة ضمن قوائم المنظمات الإرهابية، بالإضافة إلى سيطرة حالة من الغضب، على قادة أوروبا، والإدارة الأمريكية، ضد التنظيم الدولي للجماعة، نظرا للدور الخطير الذي يلعبه عبر أتباعه في ليبيا، من أمثال خالد المشري، رئيس مجلس الدولة الاستشاري، والمفتي المعروف بآرائه المتطرفة الصادق الغرياني، وعدد كبير أيضا من أعضاء المجلس الإخواني، بحثا عن تعطيل الانتخابات التي يجمع العالم على ضرورة إجرائها في موعدها. 
وتشير صورة المشهد في الشرق الأوسط، إلى نهاية الإخوان الوشيكة، ما دفع التنظيم الدولي إلى اتخاذ إجراءات ميدانية موسعة، لتهريب أموال الجماعة إلى الدول التي تصلح ملاذات جديدة له، وعلى رأسها أفغانستان. 
وشهدت الأسابيع الماضية، رصد اتصالات موسعة بين التنظيم الدولي للجماعة، وقادة حركة طالبان، من أجل فتح المجال لدخول الجماعة إلى هناك، والعمل من أجل استعادة قوتها، وحشد أتباع جدد.   

 


تحذيرات مهمة  

هذه التطورات دفعت عددا كبيرا من الخبراء إلى التحذير من تحركات الجماعة لتهريب الأموال، إلى سوريا ومنها إلى أفغانستان، وهو ما يرى المحللون أنه يحمل خطورة شديدة على أمن العالم، لا سيما إذا تمت خطة الإخوان، وتم تهريب أموال التنظيم الدولي إلى أفغانستان، في ظل حالة السيولة وغياب المؤسسات القوية التي تعيشها تلك الدولة حاليا، تحت قيادة طالبان. 
الدكتور فتحي العفيفي أستاذ الفكر الاستراتيجي، بجامعة الزقازيق، يرى أن اكتمال خطة الإخوان لنقل أموالها إلى أفغانستان، يعني تهديد أمن العالم، وإزهاق الأرواح. 
وأوضح العفيفي أن السماح بوصول الأموال الإخوانية إلى أفغانستان، يعني فتح الباب من جديد ليستعيد الإرهاب قوته، ويجد الفرصة لإراقة الدماء مرة أخرى. 
وأشار إلى أن المعلومات التي يتداولها المحللون تشير إلى أن الإخوان يجمعون الآن ثروات التنظيم الدولي، في بريطانيا، وكندا، والسويد، والتي كانت تستثمر في أسواق العقارات، والبورصات بهذه الدول وغيرها، لتهريبها نحو وسط آسيا.   

 

هشام النجار



ويقول هشام النجار الباحث في شؤون الجماعات المتطرفة، إن تنظيم الإخوان أصبح لا أنياب في الشرق الأوسط، وبالتالي ليس أمام قياداته سوى الفرار من المنطقة. 
وأضاف: "مشكلة الجماعة وتنظيمها الدولي، أنهم لن يقنعوا بالهزيمة، وإنما سيبحثون عن بداية جديدة، ستكون هذه المرة من آسيا، وستكون أشد عنفا مما سبق، بعد أن انكشف الغطاء عن أهدافهم الأصلية، ولم يعد هناك ما يدعوهم للتخفي وراء السلمية التي ادعوها وخدعوا بها كثير من الشعوب على مدار عقود مضت. 
وأشار النجار إلى أن الرابطة الدولية للتنظيمات الإسلامية، التي تمثل مرتكزا رئيسا لجماعة الإخوان في بريطانيا، وأوروبا بوجه عام، هي التي تقود تحركات التنظيم الدولي لجمع أمواله من كل مكان في العالم، وتحويله إلى آسيا، وعلى وجه التحديد أفغانستان.  
وتابع النجار: "تحجيم عدد كبير من دول الشرق الأوسط، لنشاط الجماعة، يدفعها نحو الاتجاه إلى آسيا، وهو ما يجب ألا تتوقف عنده هذه الدول، إذ إن عليها أن تنسق فيما بينها لمحاصرة الجماعة ومنعها من التمدد في أماكن أخرى".  
 

 

د. إكرام بدر الدين

خطة محكمة  

من جهته أبدى الدكتور إكرام بدر الدين، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، تأييده للآراء السابقة، فيما يتعلق بوجود خطة محكمة من التنظيم الدولي للإخوان، لنقل أمواله إلى أفغانستان، وكذلك ضرورة تضييق الخناق على هذه الخطة ومنع إتمامها، لخطورتها على أمن العالم. 
وأوضح بدر الدين أن الجماعة صارت مضطرة للخروج من تركيا، في أعقاب التطورات الأخيرة التي تشهدها المنطقة، لافتا إلى أن قيادات الجماعة عقدت اجتماعات متوالية في عدد من دول أوروبا، للاتفاق على البديل المناسب، للوجود في الشرق الأوسط، حيث وقع الاختيار على أفغانستان، وكان ذلك سببا في إجراء اتصالات موسعة مع طالبان، خلال الأسابيع الماضية. 
وأشار بدر الدين، إلى أن لجوء الجماعة إلى طالبان، يعود إلى العلاقة المتينة السابقة بين الطرفين،
التي دعمتها الجماعة بتقديم المال ومواد الإغاثة الإنسانية، للحركة ولعموم الجهاديين في أفغانستان، إبان فترة الصراع التي شهدتها تلك الدولة، خلال الاحتلال السوفيتي لها، وما بعده. 
وتابع: "انتقال الإخوان إلى طالبان، يحقق لهم هدفا آخر، يتمثل في الحصول على مزيد من الأمن، لأن انهيار العلاقات بين طالبا، وتركيا، يجعل أنقرة غير قادرة على التحكم في مصير عناصر الجماعة، عقب دخولهم إلى أفغانستان"، مشيرا إلى أن طالبان تنظر للوجود التركي في آسيا، باعتباره احتلالا، وبالتالي فلا مجال للاتفاق بينها وبين أنقرة، بشكل يضر بجماعة الإخوان، خاصة في ظل ما يعرف به النظام التركي من براجماتية شديدة سياسيا واقتصاديا.