أعلن المركز الأوروبي المتوسطي لرصد الزلازل، تسجيل هزة أرضية بقوة 5.5 درجة على مقياس ريختر بمنطقة أرخبيل فيجي جنوب المحيط الهادئ.
وأشار إلى أن "مركز الهزة وقع على بعد 406 كيلومترات شمال غربي عاصمة فيجي سوفا، التي يبلغ عدد سكانها نحو 77.3 ألف نسمة".
وأضاف: "الهزة وقعت على عمق 30 كم تحت سطح الأرض"، واستبعد المركز أي خطر لحدوث موجة تسونامي نتيجة للهزة.
يذكر أنه في صيف العام 551 ضرب زلزال عنيف القسطنطينية وأجزاء أخرى من الامبراطورية البيزنطية، فدمّر كثيرًا من المدن تدميرًا تامًا، ومنها بيروت (بيريتوس آنذاك) درّة فينيقيا، التي تحوّلت كنوزها الأثرية ومعالمها الحضارية أكوامًا من الأنقاض سحقت تحتها ألوف السكان والوافدين. وقد نجمت عن الزلزال موجة بحرية كاسحة (تسونامي) أغرقت كثيرين في البحر وعلى الشاطئ.
المؤرخ يوحنا مالالاس (490-570) كتب عن تلك الكارثة: في اليوم السادس من شهر تموز (يوليو) حدث زلزال مروّع في كل أرض فلسطين والجزيرة العربية وبلاد ما بين النهرين وانطاكية وفينيقيا البحرية.
وفي هذا الرعب عانت المدن الآتية: صور وصيدون وبيريتوس وبيبلوس (جبيل) وتريبوليس (طرابلس) وأجزاء من مدن أخرى، وقضى أناس كثيرون.... وانهار جزء من جبل محاذ للبحر يدعى ليثوبروسوبون، وسقط في البحر، وكوّن ميناء باتت السفن الضخمة قادرة على الرسو فيه (حيث رأس شكا حاليًا). ووقت حدوث الزلزال تراجع البحر مسافة كبيرة، وغرقت سفن كثيرة، وبقدرة الله عاد البحر لاحقًا إلى قاعه الأصلي.
وكتب يوحنا الافسوسي (507-586): عبرة للأجيال المقبلة، سنسرد عن كارثة رهيبة حدثت في مدينة بيريتوس في أثناء الزلزال الذي دمر المدن. ففي خضّم الارتباك الرهيب، عندما ارتد البحر بقدرة الله وتراجع عن بيروت ومدن فينيقيا الساحلية الأخرى مسافة ميلين تقريبًا، أصبحت الأعماق الرهيبة مرئية. وفجأة صار في الإمكان مشاهدة مناظر مدهشة وسفن غارقة بحمولاتها. وبعض السفن التي كانت راسية في الموانئ استقرت على قاع البحر، وبقيت بقدرة الله منتصبة وجافة بعدما انحسرت المياه بعيدًا.
وسارع سكان المدن والبلدات الساحلية الى البحر في اندفاعة جسورة لينهبوا الكنوز الضخمة التي تراءت لهم في القاع. ورآهم آخرون يعودون مثقلي الأحمال، فسارعوا إلى القاع كي لا تفوتهم الكنوز المحجوبة التي كشفها الزلزال فجأة. وكان الجميع يتراكضون هنا وهناك بارتباك. فجأة أتت موجة هائلة لم يلاحظها أحد أعادت البحر الى عمقه الأصلي، فالتهم في أعماق مياهه المدوّمة جميع أولئك البائسين. ومثل فرعون، نزلوا إلى الأعماق وغرقوا كالحجارة، كما هو مكتوب، وطرح الله مياه البحر فوقهم، ووجدت أجسادهم طافية على الأمواج كالنفايات.
وفي أنقاض المدينة المدمرة بالزلزال شب حريق عظيم رمّد كل شيء. حتى الحجارة تحوّلت الى كلس. عندئذ أرسل الله المطر من السماء لمدة ثلاثة أيام بلياليها، فأخمد النيران التي أحرقت بيريتوس. ومن نجا من هجمة البحر وانهيار المدينة خرّ جريحًا أو هالكًا من العطش، لأن قنوات المياه في المدينة دمرت».
عندما زار انطونيوس البلاسنتي (من إقليم بياسينزا في شمال ايطاليا) المنطقة المنكوبة سنة 570 في رحلة حج إلى فلسطين، مرّ عبر طرابلس وجبيل وبيروت.
ووصف خط رحلته على النحو الآتي: «دخلنا سوريا عن طريق انثارادوس (أرواد)، ومن ثم دخلنا الى تريبوليس التي دمرها الزلزال في زمن الامبراطور يوستينيانوس. ومن هناك أتينا إلى بيبلوس التي دمرت أيضًا مع سكانها... ثم قدِمنا الى بيريتوس الرائعة التي كانت فيها مدرسة الحقوق قبل زمن وجيز. الزلزال دمّر المدينة، وأخبرنا رئيس أساقفتها أن ثلاثين ألف شخص معروفين ممن حددت أسماؤهم، في ما عدا الأجانب، هلكوا في وقت وجيز».