على مدى أيام، أثبتت مصر للعالم أجمع أنها بالفعل "أرض الأحلام"، حيث استضافت أكثر من ٣٠ دولة شاركوا في الدورة الخامسة من الملتقى الدولي لفنون ذوى القدرات الخاصة "أولادنا"، الذي انطلق هذا العام تحت شعار "سوا نرجع فرحتنا" برئاسة سهير عبدالقادر، ورعاية خاصة من الرئيس عبدالفتاح السيسي.
وشهد الملتقى فعاليات موسيقية وغنائية واستعراضية وتشكيلية، بجانب ورش العمل وعروض الأفلام والمسابقات المختلفة التى قدمتها العديد من الفرق المتنوعة الجنسيات، ولكن لأولادنا المصريين علامات بارزة تركوها في أذهان جمهوره الملتقى منذ اللحظات الأولى.
وكان أبرزهم الطفل زين هيثم، الذي لفت الأنظار إليه بخفة دمه وحركاته السريعة على المسرح عندما أطل على الجمهور وهو يضرب إيقاعات سريعة على إحدى الطبول، وهو طفل مصاب بما يعرف بمتلازمة "البروجيريا" أو الشيخوخة المبكرة، التى بدأت أعراضها تظهر عليه قبل أن يكمل عامه الأول، فتساقطت أسنانه وتغيرت ملامح وجهه وأصبح يشبه الطفل العجوز، ولكن أسرته بدعمه وتشجيعه على ممارسة الفنون حتى أصبح أيقونة بارزة من ذوى القدرات الخاصة.
كذلك سببت دينا طارق، بطلة السباحة والتنس الأرضي، بهجة كبيرة، حيث قررت الاحتفال بزفافها مع جمهور الملتقى، فارتدت فستان زفاف من تصميم هانى البحيري.
ونجحت دينا طارق في ترك بصمة نجاح في عالم الـ "داون سيندروم"، فأصبحت بطلة في السباحة والجمباز والتنس الأرضي، وشاركت في العديد من بطولات العالم وحصلت على الكثير من الجوائز والميداليات، كما تعد أول راقصة باليه من ذوى الهمم، بجانب اختيارها سابقا من أبرز السيدات المؤثرات في الوطن العربي.
وجذبت هديل ماجد الأنظار إليها من خلال مشاركتها الغناء مع المطربة المغربية سميرة سعيد بالملتقى، ولكنها ليست المرة الأولى التي تتمكن فيها من لفت الأنظار، فسابقا طلبت من الرئيس عبدالفتاح السيسي بجرأة أن يستمع إليها وهى تغنى، وهى الأمنية التى تحققت لها على الفور، لتتكشف بعدها موهبة "هديل" في الغناء حتى لقبت بأم كلثوم ذوى القدرات الخاصة، ولم يمنعها كونها كفيفة من إجادة الغناء بعدة لهجات، والسير بقوة على طريق تحقيق حلمها.
وتضمن الملتقى هذا العام الكثير من الفعاليات التي أقيمت في دار الأوبرا المصرية وجامعة حلوان ومستشفى سرطان الأطفال ٥٧٣٥٧ ومحافظة الفيوم، ولكن للمرة الأولى يقدم الملتقى جزءا من فعالياته بجامعة الجلالة، حيث قدمت فرقا من تونس والمغرب ونامببيا وزيمبابوي عروضها هناك.
شارك في دورة هذا العام ٢١ فرقة للاستعراض والموسيقى والغناء، وعرض فيها ١٧ فيلما عن الفنون التشكيلية، بجانب إقامة سوق للحرف اليدوية بعنوان "أولادنا.. تراثنا".
كرمت تلك الدورة العديد من الرموز المصرية والعربية والأجنبية، على رأسهم الدكتور أحمد مرسي لدوره في نشر وتوثيق التراث المصرى، ومنير غبور عن دوره في إحياء رحلة العائلة المقدسة، اسم الراحلة إيفيلين بوريه عن دورها في إحياء صناعة الفخار في قرية تونس بالفيوم، وزين بولبوليا من جنوب أفريقيا عن نجاحه الفنى كرمز من رموز ذوى القدرات الخاصة، والفلسطينية حنين أبوغوش عن دورها في نشر صورة إيجابية عن ذوى القدرات الخاصة، والسعودى عبدالله بانعمة كرمز ناجح من رموز ذوى القدرات الخاصة ومبادرته "برنامج العمرة" لأولادنا وذويهم، مركز الشارقة للخدمات الإنسانية عن دوره في تنمية ذوى القدرات الخاصة.
