أعلن ملتقى الشربيني الثقافى، برئاسة الكاتب الصحفي محمود الشربيني، إطلاق جائزة مسابقته الإبداعية في دورتها الأولى، وإهدائها لروح ابن منية شبين القناطر الشاعر المبدع رفعت سلام.
ناقش الملتقى خلال أمسيته التي أقيمت بنادي أدب شبين القناطر الثقافي، العديد من القضايا المهمة، على ضوء الكتب الثمانية التي من بينها: كتاب "دفاعا عن العقلانية" لمؤلفه الدكتور جابر عصفور، ورواية منى العساسي "جبل التيه"، وكتاب "ليل الخلافة العثمانية الطويل.. سيرة القتل المنسية" لمحسن عبد العزيز، ومجموعة قصص قصيرة بعنوان "تراب السكك" للدكتور أنور نصير، و"اللعب مع طائر مخيف" لحسين عبد العزيز، إلى جانب قراءات في ثلاثة دواوين أخرى في مقدمتها ديوان "حكايات لجبين كاترين" للشاعرة العراقية د.نداء عادل، وقد قدمت الديوان وقرأت بعضا من قصائده الشاعرة فاطمة هزاع، وديوان "للهوي جياد" للشاعرة رشا الخطيب، و"نقوش فرعونية" للشاعر المبدع حسام العقدة .
وقد شارك في الملتقى كوكبة من المبدعين والنقاد والكتاب في مقدمتهم الناقد والشاعر الدكتور محمد السيد إسماعيل، والكاتب الصحفي محمد جاد هزاع، والكاتب الصحفي مجدي صالح، والباحث في الإسلام السياسي حسام الحداد، وكوكبة كبيرة من الشعراء والفنانين الذين أثروا الليلة بعدد من القصائد والاغاني والالحان وهم: الشاعرة فاطمة هزاع، والشاعرة أمينة عبدالله، والشاعرة الدكتورة نانسي نبيل، والشعراء محمد عبدالعزيز، وصابر قدح، وسامي خليفة، نور الدين نادر، بالإضافة إلى الفنانين الموسقيين والمطربين محمد شريف، ومحمود الهاروني .
في بداية الملتقى أعرب الكاتب الصحفي محمود الشربيني، عن أمله في عقد المزيد من الملتقيات المفيدة، وحث فيها الأعضاء على اصطحاب أولادهم وأقاربهم، وحتي العمال، والصنايعية، والكادحين، وبسطاء الناس، باعتبارهم المستفيد الأول والمستهدف الأكبر بالمنتجات الثقافية، من أجل التنوير والتغيير.
وقال الشربيني، إننا نقدم في هذا الملتقي مناقشة ثمانية كتب نستهدف بها التعريف بإحدث إصدارات المطابع، لمواكبة الإبداع العربي الجديد والمصري في القلب منه، وسبب مناقشتهم دفعة واحدة هو عدم تمكن مؤلفيها من الحضور بأنفسهم لظروف صحية كظروف الدكتور جابر عصفور مثلا
وقد تحدث الدكتور محمد السيد إسماعيل، عن كتاب "دفاعا عن العقلانية" وعن تاريخ الدكتور جابرعصفور، وسيرته ومسيرته المعروفة قائلا: إن كتاب الدكتور جابر عصفور ينقسم إلى ٣ أقسام رئيسية يدور الفصل الأول حول مفهوم العقلانية ووجودها التاريخي لدى المعتزلة في العصور الوسطى "العصر الوسيط الإسلامي" ومعركتهم الشهيرة ضد السنة والجماعة، حين حاولوا تقديم العقل على النقل، والإيمان بأن القرآن مخلوقا لا أزلي.
كما تناول الحديث الذي أثار معركة كبرى انتهت بالتفريق بين الدكتور نصر وزوجته الدكتورة ابتهال يونس وهجرتهما إلى إحدى الجامعات الغربية وكان سبب المعركة قول الدكتور نصر: إن القرآن منتج ثقافي وفهم الآخرون هذا الكلام خطأ، فرغم تأكيده كثيرا أن هذا لا يعني أن القرآن ليس وحيا من عند الله، أو يلغي مصدره السماوي، الا أنهم لم يقبلوا منه ذلك، بالإضافة إلى قضايا أخرى عديدة، تناولها في الفصل الثالث مثل تعليقه على خطاب شيخ الأزهر، وكتاب حمدى زقزوق، ويؤكد الدكتور جابر في كتابه قيمة العقلانية والتنوير بوصفهما السبيل الوحيد للخروج من مأزق التعقب وإشاعة جو التسامح وحرية الاعتقاد والتعبير واستقلال الجامعة المصرية وكل دعاة الدولة المدنية معه في ذلك المفصل.
وتناول الكاتب الصحفي مجدي صالح، الحديث عن كتاب "الإمام على وأصول الحكم.. قراءة فى عهد الإمام على لمالك الأشتر" وهو كتاب كاشف عن كثير من ملامح الحكم الرشيد، المستلهم من الإسلام، وظهر في كتابه إلى مالك الأشتر الذي عينه واليا على مصر في ذلك الوقت، وإن لم يتسنَّ له الحكم.
وأشار صالح إلى مؤلف الكتاب الذي توقف أمام موقف كوفي عنان السكرتير العام للأمم المتحدة السابق، الذي أعرب عن إعجابه بهذه المبادئ للإمام على خاصة عبارة "وأشعر قلبك الرحمة للرعية، والمحبة لهم، واللطف بهم، ولا تكونن عليهم سبعا ضاريا، تغتنم أكلهم، ومن شدة إعجابه بها علق بقوله: "يجب أن تتصدر كل واجهات المؤسسات الحقوقية في العالم، وأن يتم تدريسها للكافة".
وقال الكاتب الصحفي محمد جاد هزاع :"يجب أن يبني على هذا الكتاب وأكثر، وأن يواصل الباحث العمل عليه وسماع الأراء، ومناقشة فكره، بالإضافة إلى عقد مؤتمرات عامة لمناقشة دراسة حركات التغير على ضوء هذه العهد.
وقال مؤلف الكتاب حسام الحداد: إن الوثيقة عمرها ألف عام، وتقديري أن أهميتها يمكن إدراكها على وقع الكلمة التي كتبها عنها كوفي عنان ويقول فيها: "إن على حكام العالم أن يقرأوا رسالة علي بن أبي طالب لحاكمه على مصر".
أما عن مسألة الحكم الرشيد تابع الحداد: لم يكن هناك حكم رشيد، بداية من السقيفة وبيعة أبو بكر ورفع الحضور مهاجرون وأنصار السيوف بعضهم على بعض، فكان الخلاف على من يحكم وليس على الدين، وإذا ما تتبعنا ما قام به الخلفاء منذ ولاية أبي بكر وإكراه الإمام علي على البيعة، وحروب الردة مرورا بعمر ونهب ثروات العراق ومصر لصالح المدينة وتجهيز الجيوش لإقامة إمبراطورية، وصولا لعثمان وتولية أقربائه واحتكار المال والسلطة في البيت الأموي نهاية بمقتله وهذا موثق في كتب التاريخ التي كتبها السنة، ومنذ ذلك الوقت أصبح الإسلام أمويا تم تدوينة نهاية العصر الأموي وبداية العصر العباسي، فالإسلام الذي بين أيدينا الآن هو إسلام هذه الفترة وليس إسلام الرسول والصحابة، كان الإسلام في عصر الرسول محوره القرآن، وكان القرآن هو النص المحوري والأساسي، أما في الدولة الأموية صارت الأحاديث هي النص الأساسي وتوارى القرآن إلى الهامش، ومع نهاية العصر العباسي سار الفقه هو النص الأساسي والأحاديث هي الهامش وتوارى القرآن.
وفي مداخلة قال الشاعر محمد عبد العزيز: "استغرب ما قيل عن السقيفة سائلا هل السيوف رفعت في السقيفة فعلا؟ فأجاب الكاتب حسام الحداد: "نعم والدليل أورده "ابن كثير" وغيره في كتبهم"
وقدم الكاتب الصحفي محمود الشربيني، كتاب "المعنون ليل الخلافة العثمانية الطويل.. سيرة القتل المنسية" وهو آخر إصدارات الكاتب الصحفي محسن عبدالعزيز، الذي يقع في نحو ١٤٤صفحة يتكئ مؤلفه محسن عبدالعزيز على التاريخ، فهو يقرأ الحدث بظروفه التاريخية، ومع أننا نتفق معه في ماقاله: "التاريخ دائمًا يجيب على الأسئلة الصعبة، ويحسم الحيرة، الا أننا نختلف معه عندما يكمل جملته ويقول: "وغالبًا يعيد ذاته بالنص، ربما الحرف"، فنحن من مدرسة تؤمن بأن الإنسان لا ينزل النهر نفسه مرتين، أي أن المياه في كل مرة ليست هي نفس المياه.
وأضاف: الكتاب ليس تأريخًا لدولة السفاحين العثمانيين، لكنه يصور لمحات من تاريخهم التخريبي الدال في رأيه على أخلاق هؤلاء الرعاة القساة.
وأشار الشربيني إلى أكثر الفصول جدلا فصل بعنوان "الخليفة لايحج" وفيه يتحدث عن أوهام فكرة الخلافة التي تتلبس المسلمين السطحيين، فلم يتوقفوا عند أفعالها المشينة، ويتهم "محسن" هؤلاء السطحيين بأنهم هم أنصار تيار الإسلام السياسي ويعود بجذورهم.
