قبل بدء امتحانات المرحلة الابتدائية المقرر عقدها فى يناير المقبل، لم تنته حالة من الجدل المثارة بشأن المناهج الجديدة لطلاب الصف الرابع الابتدائى بين أولياء الأمور والمدرسين أيضًا، والتى ظهرت على مواقع التواصل الاجتماعي.
فلم تتوقف الشكوى حول صعوبة هذه المناهج، وعدم استيعاب وفهم الطلاب لها، الأمر الذى دفع الدكتور طارق شوقى وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، للحديث عن مناهج الصف الرابع الابتدائى على وجه الخصوص.
قال الدكتور طارق شوقي، لأولياء أمور تلاميذ رابعة ابتدائي: "أرجو أن نبذل الجهد لفهم المناهج الجديدة، وألا نعتمد على القيل والقال على مواقع التواصل الاجتماعى والجروبات، لقد بذلت الدولة المصرية جهودا كبيرة جدًا كى توفر لأبنائنا مناهج حديثة، لتنشئة جيل مؤهل بالمهارات المطلوبة فى زمانهم، لكى يقود هذا الجيل مصرنا الحبيبة فى السنوات القادمة بإذن الله".
وناشد شوقي، جميع أولياء أمور طلاب ٤ ابتدائى بضرورة مشاهدة الفيديو الذى أذاعته قناة مدرستنا التعليمية، مؤكدًا أنه يشرح ببساطة الجديد فى المناهج وفى شكل التعلم، ليلاحظ الجميع جودة برامج قنوات «مدرستنا»، والتى تغنى الجميع عن الدروس الخصوصية، حيث يبدأ بث حصص البرامج التعليمية للصف الرابع الابتدائى على قناة مدرستنا وتقدم بأمتع طرق التدريس ومن مصادر وخبرات احترافية فى التعليم والتعلم، وفقًا لما أعلنه وزير التربية والتعليم". ودعا، الطلاب والمعلمين وأولياء الأمور لمتابعة قناة مدرستنا للتعرف على الطرق الصحيحة لتناول المناهج الجديدة، مؤكدًا أن تلاميذ الصف الرابع الابتدائى على موعد مع تجربة مميزة تدعمهم طوال رحلتهم فى الفصل الدراسى الأول والثاني.
احذروا السوشيال ميديا
أوضح شوقي: "تنوع وسائل الهجوم على جهود الدولة المصرية لتطوير التعليم قبل الجامعى، وتقديم الأفضل لأبنائنا فى مدارسنا الحكومية، وتردد على مواقع التواصل، وفيديوهات استغاثة ركيكة على اليوتيوب أن المناهج كبيرة والمواد كثيرة، وأنها زادت من ٥ مواد إلى ١٣ مادة وهكذا»، مؤكدًا أن مناهج العام السابق موجودة لمن يريد الاستدلال بدلًا من الوقوع فى فخ السوشيال ميديا، وترديد ما يكتب بلا بحث أو تحقق، هذه هى مواد العام السابق والحالى لمن يريد الحقيقة ولنسأل لماذا يتعمد البعض التضليل ولى الحقائق؟".
أولياء الأمور يستغيثون
تقول «رنا الصفتي» إحدى أولياء الأمور: "أنا معاك فى تطوير التعليم بس مش بالغشم وعدم الإدراك والفعل بالمناهج للصف الرابع كمنهج جديد التطوير بيبدأ مع أطفال الكى جى مش مع أطفال درسوا بطريقه أبسط بكثير من المنهج اللى حضرتك نزلتو مرة واحدة وليس تدريجيا، كان ممكن تبدأ التطوير بلافتات وملاحظات فى كل مادة من المنهج الجديد لتشويق الطالب من معلومات بسيطة أول مرة يسمع عنها مش منهج كامل متكامل لا يدرس بالطريقة المستفزة دى حضرتك استفزيت براءة الطفل وكرهتهم فى التعليم وكرهت أولياء الأمور والمدرسين والمدرسات فى إلقاء المعلومات التى لا يستوعبها طفل اتعلم البساطة والتدريج فى التعليم".
واستكملت «رنا»: "أنا من رأى الشخصى أنى أطفال كى جى يستوعبوا منهج رابعة ابتدائى عن طفل سنة رابعة نفسه، وجرب كده شوف هتلاقى الطفل الصغير بيستوعب ويتأسس ونشأ بالتطوير، وأدرك أنه ده منهجه ويجبر عليه، حضرتك عملت كارثة كبيرة أن الأطفال تكتئب نفسيًا ومعنويًا على الصدمة العلمية غير المخططة بالمرة تدريجيًا وأنهم يستوعبون المنهج بالكم الكبير ده والكلام الكبير ده حرام، ده اسمه تدمير شامل لحقوق الطفل، وعملت فجوة ما بين الأطفال وأهاليهم خليت الأطفال بيتمنون أيام كورونا ولا يذاكروا.. ليه كده بس حرام غير الثانوية العامة اللى حطمت أولادنا فيها بنظام فاشل بردو".
منهج كثيف
كما تتفق معها فى الرأى «رشا» إحدى أولياء الأمور المتضررة من منهج الصف الرابع الابتدائي، قائلة: "طفل عنده ٩ سنين يستوعب كل ده إزاي، رابعة ابتدائى المقرر عليهم ٤٨ درس سيانس ٦٠ درس ماث، ١٩ درس دراسات، ٢٦ درس دين،٣٠ درس أكونكت، و٣٠ درس عربى والكونكت بلس، غير أن الطفل غير مؤهل بعد سنتين قاعد فى البيت ارحموا الأطفال والآباء والأمهات، سلمتنا يا سيادة الوزير للمدرسين حرام.. ارحمونا، اعملوا المنهج على ترمين امتى كل ده هيتذاكر، وتبقى بتحلم وإحنا بنحلم مين هيستوعب كل ده حرام عليك #ارحموا_سنة_رابعة".
المناهج القديمة
وتضيف «رانيا مصطفى»، إحدى أولياء الأمور، أن منهج الصف الرابع الابتدائى يوازي كفاءة طالب جامعي، وليس طفلا يبلغ من العمر ٩ سنوات، فإن هذا المنهج خليط من كلية طب بيطرى على طب بشرى على ناشونال جيوغرافيك، متسائلة: «هل هو تطوير أم تعجيز؟»، فإن الطلاب لن يتخرجوا على الجامعة مباشرةً، مطالبة بعودة المناهج القديمة أو تقسيم المناهج الجديدة على الترم الأول والثاني.
صعوبة المناهج على الطلاب والمدرسين
يوضح الدكتور مجدى حمزة، الخبير التربوي، أن أولياء الأمور يقولون إن هذه المناهج تم أخذها من الجامعات، متسائلًا: «هل يعقل أن طالب فى سنة ٤ ابتدائى يدرس مناهج أكبر من عقله وسنه؟، فأين التطوير فى هذا الأمر؟»، مشيرًا إلى أن هناك هجوما كبيرا على وزير التربية والتعليم من قبل أولياء الأمور بسبب مناهج طلاب الصف الرابع الابتدائي، ووفقًا لما أعلنه الوزير أن التطوير للمناهج شمل من الصف الأول وحتى الرابع الابتدائي، إلا أن أولياء الأمور وجدوها صعبة جدًا، وكذلك المعلمون أيضًا لم يستطيعوا شرحها للطلاب وتوصيل المعلومات إليها.
ويواصل حمزة، فى تصريح خاص لـ«البوابة نيوز»، أن صعوبة هذه المناهج لطلاب الصف الرابع الابتدائى سيساهم فى زيادة إقبال الطلاب على الدروس الخصوصية بقوة، وعودتها مرة أخرى لتفادى حالة عدم الفهم التى يعانى منها الطلاب، لافتًا إلى أنه هناك مناهج تنيمة قدرات الطلاب فى الرياضيات ودراسة مبادئ الرياضيات بجانب مادة الرياضيات نفسها، ووجد المعلمون صعوبة كبيرة فى شرح هذه المناهج الجديدة، فإن صدور الوزارة القرارات المتتالية غير الواضحة والصريحة يثير القلق لدى الطلاب وأولياء الأمور.
ويؤكد، أن الدول المتقدمة تعمل على زيادة الشغف وحب الطلاب للدراسة والمدرسة، وليس تصعيب الأمور عليهم كما يحدث حاليًا فى مصر، فإن المناهج صعبة جدًا للصف الرابع الابتدائي.
منهج غير متوافق مع الأعمار
ويضيف الدكتور محمد عبد العزيز، أستاذ العلوم والتربية بجامعة عين شمس، أن منهج الصف الرابع الابتدائى والحديث عن مدى صعوبته كان رد وزير التربية والتعليم على هذا الأمر ردا يفتقد للرد العلمى المناسب فى هذا الموقف، فإن الشكوى جاءت من عناصر العملية التعليمية من المدرسين والطلاب وأولياء الأمور، موضحًا أن منهج العلوم على سبيل المثال فى هذه المرحلة التعليمية كانت تشمل مشكلات فى عرض المادة العلمية ومشكلات أخرى تربوية فى عرضها بالكتاب المدرسي.
ويتابع عبد العزيز، فى تصريح خاص لـ«البوابة نيوز»، أن المنهج فى الصف الرابع الابتدائى غير متوافق مع المرحلة العمرية للطلاب، وكان تطوير المنهج مفاجأة معتمدة على معايير مختلفة تمامًا عن معايير التعليم وتطويره فى المراحل التعليمة ابتداءً من الصف الأول الابتدائى وحتى الثالث الابتدائي، مشيرًا إلى أن تطوير المنظومة التعليمية يتطلب تطويره منذ المراحل الأولى «ك.ج. ١» وحتى الصف الثانوي، فإن اللغة العلمية فى كتاب العلوم المدرسى للصف الرابع الابتدائى جاء باللغة العربية والتى يصعب على الطلاب فهمها ولا تتفق معهم فى هذه المرحلة، وكذلك المادة المقدمة باللغة الإنجليزية أيضًا، فإن الوزارة اعتمدت فى التطوير على تطوير المحتوى التعليمى والكتاب المدرسى فقط.
آليات التطوير التعليمي
وأشار إلى أن تطوير المنظومة التعليمية يتطلب النظر إلى جميع عناصر العملية التعليمية، والكتاب جزء من المنهج، فقد اعتمد المطورون للمناهج على تطوير الكتاب والمادة التعليمية دون النظر إلى البيئة أو المناخ التعليمى مثل المعامل المدرسية والفناء والحصص وغيرها من الأمور التى لم تؤخذ فى الاعتبار، فإنه هناك مشكلة فى عجز عدد المدرسين داخل المدارس، وتم تخفيض عدد الحصص لهذا السبب، ولم يحدث التعاقد مع المدرسين على الحصص مما أدى إلى تقليص عدد الحصص على حساب المنهج، مضيفًا أن الوزارة لم تنظر إلى رد الفعل على تطوير المحتوى التعليمى الملئ بالمشكلات، فكان لا بد أن تقوم الوزارة بالاستماع إلى الخبراء والمطورين والمدرسين والطلاب وحل هذه المشكلات.
وأردف، أن وزير التربية والتعليم خرج للإعلام فى نقاش منفرد عن تطوير المناهج، ويتم صرف الملايين ولكنها دون عائد، فى ظل استمرار الشكاوى من أولياء الأمور بسبب معاناة الطلاب، فإن ولى الأمر غير مؤهل لشرح المادة العلمية لأبنائه، فإن الوزارة اعتمدت فى التطوير على المعيار الدولى دون قياسه على المعيار القومى أو الإقليمي، بدليل اختلاف المعايير فى المراحل قبل الصف الرابع الابتدائي، وغياب الامتحانات، دون مراعاة غياب الطلاب عن التعليم خلال السنة الماضية بسبب جائحة كورونا، دون أن يتعلموا شيئا حقيقيا، فإن الشعارات الرنانة لقياس مهارات وقدرات الطلاب لم تحدث.
وأوضح، أن تطوير التعليم يتطلب تبنى معايير للتطوير، وصياغتها على أرض الواقع والتحديات التى تقف عائقا لهذا التطوير، قائلًا: «النظام التعليمى لا بد أن ينبع من رحم الوطن» أو الواقع الفعلى للدولة.
التعليم الحقيقى ينمى المهارات
كما يقول الدكتور طلعت عبد الحميد، أستاذ أصول التربية بجامعة عين شمس، إن طلاب الصف الرابع الابتدائى يعانون من أزمة التطوير، فإن تحديث المناهج الدراسية تمت بطريقة خاطئة لا تتناسب مع أعمار هؤلاء الطلاب وثقافتهم المحدودة، مطالبًا بضرورة التكوين والتحصيل الجيد للمواد التعليمية وإيصالها لهم بشكل مبسط وسلس، مؤكدًا أن المؤسسات التعليمية من أهم المؤسسات الموجودة فى مصر، وعودة المدارس لا بد أن يكون الهدف منها هو التعليم الحقيقى للطلاب من خلال الفهم وتنمية المهارات والاتجاهات وتنمية مواطن.
ويوضح عبد الحميد، فى تصريح خاص لـ«البوابة نيوز»، أن التعليم حاليًا ينصب بشكل كبير على الاهتمام بالامتحان وتحصيل الدرجات فقط، واختزالها فى المعلومات على المنصات المختلفة فقط، مضيفًا أن وزارة التربية والتعليم وقعت فى خطأ أساسى وهو عدم إعلان الوزير عن السياسة المحددة لإدارة الوزارة أمام الجميع، فعند وجود سياسة معلنة ومحددة لا بد قبل تطبيقها أن يتم تنفيذ ورش عمل ولقاءات لتوضيح ما ستقوم به الوزارة.
وأردف، أن الوزير فى الوقت الحالى يوميًا يصدر قرارا جديدا، وهذا أمر خاطئ فضلًا عن تغيير نظام الامتحانات وتحويلها إلى الاختيار من متعدد، فهذا الأمر ليس بتعليم حقيقى لبناء جمهورية جديدة يستطيع أبناؤها مستقبلًا أن يكونوا أفرادا منتجين ومفيدين لمجتمعهم.
تبسيط العلوم
ويرى الدكتور أيمن البيلي، الخبير التعليمي، أن مناهج التعليم تخضع لقواعد علمية تُراجع من المركز القومى للمناهج التابع لوزارة التربية والتعليم، فلا يوجد منهج صعب وآخر سهل، ولكن الفكرة تكمن فى طريقة عرض المناهج فى الكتاب المدرسى فى المرحلة الابتدائية، مشيرًا إلى أن المناهج التعليمية فى مصر لا تتبع مناهج تبسيط العلوم، فإن الأزمة ليست فى المادة المعروضة ولكن فى طريقة عرضها، وهى أزمة أولياء الأمور والطلاب. ويقول البيلي، إنه كان هناك مشروع «المعلمون أولًا» للتدريب على طرق التعلم والتدريس فى ظل تطوير المناهج حاليًا، فإن خريجى التربية لا يستطيعون تدريس مناهج الصف الرابع الابتدائي، الأمر الذى ينذر بوجود أزمة حقيقية، وهناك صعوبة فى عرض المعلومة داخل الكتاب المدرسي، فلم يجر تدريب للمعلمين على هذا المنهج من قبل المديريات التعليمية الابتدائية، وعمل ورش لتدريبهم على هذه المناهج.
تحويل الطلاب لمناهج الدمج.. إحدى وسائل الهروب
ويؤكد، أن الوزارة تعتمد على السياسة المفاجئة فى القرارات وتطوير المناهج ونظام الامتحانات، كما هو حدث فى المرحلة الثانوية وتغيير نظام الامتحان بالبابل شيت وتغيير نظام البوكلت، مما يدل على عدم وجود خطة إستراتيجية حقيقية، كما أن تطوير المناهج لم يعتمد على ثقافة إجراء حوار مجتمعى شامل وأخذ آراء الخبراء والمتخصصين، موضحًا أن أحد نواتج عدم التخطيط هو التذمر بين أولياء الأمور والطلاب، ولجوئهم لتحويل أبنائهم من نظام التعليم العادى إلى مناهج الدمج لطلاب ذوى الاحتياجات الخاصة سواء بطء التفكير أو السمع أو الحركة أو البصر، بعمل خطاب طبى يحصلون فيه على النسبة المقررة للتحويل إلى نظام الدمج بسهولة، للهروب من التعليم العادى وصعوبة المناهج الحديثة، التى تفتقد للحوار وبناء أسس للطلاب فى التفكير العلمي، فلا يمكن لوم أولياء الأمور على غضبهم، مطالبًا بضرورة بحث آلية التطوير التى قامت بها الوزارة وكيفية مراجعتها.
إحباط البيت المصرى بسبب تطوير التعليم
ويقول الدكتور أشرف فضالي، الخبير فى شئون التعليم، إن النقلة فى المناهج التعليمية التى قامت بها الوزارة غير مناسبة للمرحلة العمرية لطلاب الصف الرابع الابتدائي، فلا بد من تجهيز الطالب من بداية العملية التعليمية من مرحلة «ك. ج. ١»، وليس تقديم منهج متصاعد ومتراكم لهم فى الصف الرابع الابتدائي، لا صلة له بالصفوف التعليمية قبلها أو بعدها، الأمر الذى يسبب حالة إحباط للطلاب وداخل البيت المصري.
"المجتمع المدنى" ومناقشة تطوير المناهج
ويواصل فضالي، فى تصريح خاص لـ«البوابة نيوز»، أنه قبل تطوير المنهج الدراسى كانت تحتاج وزارة التربية والتعليم لمناقشة الخبراء والمتخصصين والمجتمع المدنى فى هذا التطوير، ومراعاة المرحلة العمرية للطلاب وفترة التعليم عن بعد بسبب أزمة جائحة فيروس كورونا المستجد لمدة عامين، واعتماد الطلاب على الأبحاث فقط فى نهاية العام الدراسي، مؤكدًا أن التعليم التراكمى فى نظام الصف الرابع الابتدائى يحتاج إلى مدارس ومدرسين مجهزين وطالب مجهز لاستقبال المادة العلمية التراكمية، فكان من المفترض أن يتم تقسيم المناهج على الصفوف التعليمية الابتدائية كافة، فإن الكتاب المدرسى مضغوط جدًا، وامتحانات الصف الرابع الابتدائى ستكون صدامية بكم هائل من المعلومات بالنسبة للطلاب، وبدأ شعار «لذة التعليم» يختفى بين الطلاب فى الوقت الراهن.
وأردف، أن المستشارين الذين قاموا بتطوير المناهج يختلف فكرهم تمامًا عن الواقع فى الشارع المصري، فهناك إشكاليات عديدة، وكان الأمر يتطلب أن يكون التطوير تدريجيا بدايةً من المرحلة الأولى التعليمية، مشيرًا إلى أن مجلس النواب انحاز لأولياء الأمور والطلاب بعد تفاقم الأزمة على السوشيال ميديا وزيادة غضبهم وأزمة تأخر الكتب المدرسية، كما أنها لم تعرض على المجتمع المدنى والمتخصصين لإبداء الرأى فيها، الأمر الذى فتح فجوة للدروس الخصوصية وزيادة شرعيتها أيضًا، نتيجة عدم اندماج مدرس المدرسة مع المنهج الجديد، لتقدم أعمارهم داخل المدرس وعدم تعيين مدرسين جدد وتلاقيهم خبرات المدرسين الكبار فى المجال التعليمي.
التعليم مستقبل وطن وأمن قومي
ويؤكد، أن الوزارة تعتمد يوميًا على القرارات المفاجئة الجديدة، فإن النظام التعليمى الحقيقى يكون مجهزا من حيث القرارات والمناهج الحديثة وتحديد سير العملية التعليمية قبل بدايتها ودخول الطلاب للمدارس، ومشاركة كافة مؤسسات الدولة فى هذا التطوير لأن التعليم هو مستقبل وطن ومسألة أمن قومي، وليس قرارات مفاجئة قبل امتحانات الترم الأول المزمع عقدها فى أقل من شهر.
امتحانات طلاب الصف الرابع الابتدائى ونظام التقييم
أكد الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، أن امتحانات الصف الرابع الابتدائى لن تخرج عن المقررات التى درسها التلاميذ، موضحًا أنه فى حالة حدوث أى طوارئ تحول دون امكانية الانتهاء من جميع المناهج قبل الامتحان لن يجد التلميذ أى أجزاء لم يتم دراستها فى الامتحانات.
وأوضح شوقي، أن الامتحانات ستكون عبارة عن امتحانات قصيرة مدتها ٢٥ دقيقة، تستهدف أسئلتها قياس فهم التلاميذ لمخرجات التعلم المستهدفة من المقررات المدروسة، وليس قياس الحفظ، مشيرًا إلى أن أدوات تقييم الطلاب هي: «الاختبارات - المهام الأدائية - المواظبة على الحضور للمدرسة وحضور بنسبة لا تقل عن ٨٠٪ بالنسبة للتربية الرياضية والتربية الفنية والتربية الموسيقية».
كشف، أن نتيجة التقييم تتمثل فى صورة أربعة ألوان تعبر عن مدى اكتساب المتعلم للمعارف والمهارات، كالتالي: «اللون الأزرق أن المتعلم قد فاق التوقعات فى اكتساب المعارف والمهارات ( ٨٥ إلى ١٠٠)- اللون الأخضر يوضح أن المتعلم قد امتلك المعارف والمهارات المطلوبة (من ٦٥ لأقل من ٨٥)- اللون الأصفر يوضح أن المتعلم فى حاجة إلى بعض الدعم (من ٥٠ لأقل من ٦٥)- اللون الأحمر يوضح أن المتعلم لم يتقن هذه المعارف والمهارات ولا زال يحتاج إلى الكثير من الدعم (من ١ لأقل من ٥٠)، موضحًا أن مجموع الدرجات لكل المقررات متساوية، وتحسب من ١٠٠ درجة، وتعطى للطالب فى صورة ألوان.
ويتابع، أنه يتم حساب الاجتياز من خلال احتساب المتوسط الحسابى لمجموع درجاته لكل فصل دراسى (مجموع درجات الفصل الدراسى الأول + مجموع درجات الفصل الدراسى الثانى مقسومة على ٢) على أن يتم تحويل الدرجات إلى ألوان، وفى حالة استمرار حصول الطالب على اللون الأحمر فى أحد المقررات الدراسية أو أكثر بعد اختبارات الدور الثانى عليه بإعادة السنة الدراسية مرة أخرى.