الإثنين 20 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة البرلمان

حصانة «النقاب» هل تُسقط؟.. تصريحات «الشوباشي» تحرك المياه الراكدة.. واللجنة الدينية بالبرلمان: لم يصلنا مشروعات قوانين بحظر النقاب

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

أثارت تصريحات النائبة البرلمانية فريدة الشوباشي، بشأن تجريم النقاب، ‏الجدل مجددًا حول الأزمة التي تصدرت المشهد منذ عام 2015، وأعلنت ‏الشوباشي نيتها التقدم بمشروع قانون لحظر النقاب، مضيفًة أن النقاب ليس ‏فرضًا، الأمر الذي دفع المحامي أيمن محفوظ، إلى التقدم بشكوى لمجلس ‏النواب لإسقاط عضويتها.‏

تصريحات «الشوباشي» تحرك المياه الراكدة.. واللجنة الدينية: لم يصلنا مشروعات قوانين بحظر النقاب

النائبة فريدة الشوباشي

في عام ٢٠١٥ أصدرت جامعة القاهرة قرارًا بمنع عضوات هيئة التدريس ‏من دخول الحرم الجامعي بالنقاب، وشهدت أروقة محكمة القضاء الإداري ‏العديد من الطعون ضد قرار الجامعة رقم ١٤٤٨ لسنة ٢٠١٥، ولكن انتهي ‏الأمر بتأييد المحكمة الإدارية العليا للقرار بحظر ارتداء النقاب داخل أروقة ‏الجامعة، واستندت المحكمة في قرارها إلى أن النقاب يعيق ‏التواصل ‏واستقبال المعلومة أثناء العملية التعليمية.‏ برلمان ٢٠١٦ شهد جدلًا كبيرًا بعدما أعلنت النائبة غادة عجمي، في نوفمبر ‏‏٢٠١٨، تقدمها بمشروع قانون بحظر النقاب في الأماكن العامة والمصالح ‏الحكومية، لافتة أن الهدف من المشروع هو دعم جهود الدولة في محاربة ‏الإرهاب‎.‎
وأكدت «عجمي» حينها، أن مشروع القانون ينص على "حظر ارتداء ‏النقاب أو البرقع أو تغطية الوجه في الأماكن العامة، بكافة أنواعهما أو ‏صورهما، في أي وقت وتحت أي ظرف، وتعاقب كل من ترتدى النقاب في ‏الأماكن العامة بغرامة لا تقل عن ألف جنيه، وفي حالة العودة أو تكرار ‏ارتداء النقاب أو البرقع تتم مضاعفة الغرامة".‏ وشهد الشارع المصري حالة من الجدل بسبب تصريحات النائبة فيما قوبل ‏مشروع القانون بالرفض من العديد على مواقع التواصل الاجتماعي، وهدأت ‏حدة الأمور بعد تصريحات المتحدث الرسمي باسم مجلس النواب آنذاك، ‏الدكتور صلاح حسب الله، بأن النائبة لم تتقدم بأي مشروعات قانون ‏للمجلس في هذا الصدد.‏
الأمر نفسه تكرر في دور الانعقاد الثاني من الفصل التشريعي الثاني ‏للبرلمان، بعد إعلان النائبة فريدة الشوباشي عضو المجلس، عزمها التقدم ‏بمشروع قانون يمنع ويجرم ارتداء النقاب، مشيرًة إلى أن النقاب يعتبر شكلا من ‏أشكال التخفي.‏
وقالت: "جميعنا عاصرنا أبشع الحوادث التي استخدم النقاب بها، وكيف كان ‏سترًا للمجرمين، ولا يوجد أي دولة بالعالم تسمح بأي شكل من أشكال ‏التخفي، وأن هذا الوضع دخيل على مصر، والنقاب ليس له من العفة في ‏شيء".‏
وتابعت عضو مجلس النواب: "أن الحجاب في منتصف السبعينيات بمصر لم ‏يكن علامة على العفة والشرف، وغيرها من المظاهر التي استحدثها ‏المتأسلمون، وإنما كان العمل والتصرفات هي التي تدل على ذلك".‏
تصريحات "الشوباشي"، أدت إلى تجدد الحديث حول أزمة النقاب والحجاب، ‏وثار العديد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي ضد الشوباشي، التي لم ‏تتقدم حتى كتابة هذه السطور بمشروع قانون رسمي إلى مجلس النواب.‏
على صعيد متصل، قال عماد خليل، عضو لجنة الشئون الدينية بالبرلمان، ‏إن اللجنة لم يصلها أي مشروعات قوانين خاصة بحظر النقاب، ولم تتم ‏إحالة أي قوانين في هذا الشأن للجنة.‏

شيخ الأزهر: النقاب زينة وليس شرعًا.. والحجاب أمر لكل المسلمين

فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد ‏الطيب

في برنامجه الديني "الإمام الطيب"، تناول فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد ‏الطيب القضية الأكثر جدلًا، وقال: «إن النقاب ليس فرضًا في الدين ولا ‏سنة، لكنه ليس مكروهًا وليس مستحبًا ولا ممنوعًا، فهو في دائرة المباح، ‏فالمرأة التي تلبس النقاب يجب عليها ألا تقول إنها تلبس النقاب من أجل ‏الشرع، وأيضًا من تخلعه لا تقول أنا أخلعه لأن الشرع أمرني بذلك، فالنقاب ‏بالنسبة للمرأة كأنها تلبس خاتما أو تخلعه.. هو من باب الزينة».‏
وأكد الإمام الأكبر، أن اعتقاد المنتقبة أن الإسلام كله متمثل في هذا النقاب، ‏وإذا خلعته كأنها خلعت الإسلام، اعتقاد غير صحيح، ويجب أن نعالج هذه ‏القضية فقهيًا، وبالنسبة للحجاب بمعنى غطاء الرأس والشعر فهو أمر لكل ‏نساء المسلمين وذُكِر في القرآن الكريم، وأجمعت الأمة عليه.‏
فيما أكد مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية في فتوى رسمية، أن ‏الحجاب فرضٌ ثبت وجوبُه بنصوص قرآنيةٍ قطعيةِ الثبوتِ، والدلالة لا تقبل ‏الاجتهاد، وليس لأحدٍ أن يخالف الأحكام الثابتة، كما أنه لا يُقبل من العامة أو ‏غير المتخصصين - مهما كانت ثقافتهم- الخوض فيها‎.‎
واستشهد مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية ببعض من الآيات ‏القرآنية قطعية الثبوت والدلالة التي نصت علىٰ أن الحجاب فرضٌ علىٰ كل ‏النساء المسلمات، مثل قول الله تعالي: {وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ ‏أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ ‏بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ...}، وقوله: {يَا أَيُّهَا ‏النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ ‏أَدْنَىٰ أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللهُ غفورًا رحيمًا}.‏
 

حقوقى: الأزمة تنتقل لأعضاء المجلس الدولى لحقوق الإنسان

أيمن نصري رئيس المنتدى العربي الأوروبي للحوار وحقوق ‏الإنسان ‏بجنيف


قال أيمن نصري رئيس المنتدى العربي الأوروبي للحوار وحقوق ‏الإنسان ‏بجنيف، إنه منذ بداية عام ٢٠١٠ بدأت دول الاتحاد الأوروبي منع ‏ارتداء النقاب ‏على أراضيها وفرضت غرامات متفاوتة وأولى هذه الدول ‏فرنسا، التي تحظر ‏ارتداء النقاب في الأماكن العامة ووسائل النقل، وتبعتها ‏عدة دول أوروبية أهمها ‏بلجيكا - النمسا - الدنمارك - بلغاريا وسويسرا التي ‏أقرت هذا القانون في ٩ ‏مارس ٢٠٢١.‏
وأكد «نصري» في تصريح لـ"البوابة نيوز"، أن الدول الأوروبية تستند في ‏حظر ‏النقاب على أسباب أمنية بحتة نتيجة لعدم قدرة الأجهزة الأمنية في ‏الأماكن ‏العامة ووسائل النقل التعرف على هوية الشخص وهو الأمر الذي ‏استخدمته ‏الجماعات الإرهابية والمتطرفة في تنفيذ عمليات إرهابية استهدفت ‏المواطنين في ‏الأماكن العامة ورجال إنفاذ القانون، وهو الأمر الذي أدي إلى ‏ضغط كبير من ‏الشارع الأوروبي بإجراء تعديلات قانونية تحظر ارتداءه في ‏الأماكن العامة من ‏خلال استفتاءات شعبية.‏
وأوضح نصري، أن ‏معظم الدول الأوروبية دساتيرها علمانية وليست مبنية ‏على الأيدولوجية الدينية، ‏وبالتالي ترفض هذه الدول استخدام الرموز الدينية ‏سواء كانت إسلامية أو ‏مسيحية أو يهودية في الأماكن العامة، للحفاظ على ‏هوية الدولة المدنية وضمان عدم ‏دخولها في صراعات دينية تؤثر على الأمن ‏والسلم المجتمع، وتجر المجتمع إلى ‏دائرة التعصب الديني والطائفي، وهو ‏الأمر الذي عانى منه الغرب على مدى ‏سنوات في العصور الوسطي.‏
وتابع «نصري»: من المنظور الحقوقي يعتبر المجلس الدولي لحقوق ‏الإنسان، ‏حظر النقاب خطأ ولا يتماشي مع المعايير والضوابط الدولية، ‏معتبرًا هذا القانون ‏يحد من حرية المرأة في إظهار دينها ومعتقداتها وينتهك ‏حقوق الإنسان، وهو ‏الأمر الذي يرفضه بعض الدول الأعضاء بالمجلس ‏وخاصة من دول الاتحاد الأوروبي، ويعتبرونه يتعارض مع الأمن ‏القومي ‏الوطني لهذه الدول ويعد تهديدًا للسلامة والصحة ويتنافى بشكل كبير ‏مع المبادئ ‏المدنية، التي هي أساس الدستور ويعزز بشكل كبير من دخول ‏الدين في الحياة ‏العامة، وهو الأمر المرفوض شكلًا وموضوعًا ويتعارض ‏بشكل كبير مع ‏المجهودات المبذولة للإبقاء على الدين ومظاهره داخل دور ‏العبادة فقط.‏
واستطرد، الفترة القادمة سوف تشهد مزيدًا من الخلافات بين أطراف هذا ‏الصراع، ‏وهي الدول التي تدرس حظر النقاب على أراضيها وبين بعض ‏التيارات الدينية ‏المتحفظة، والتي تضغط بشكل كبير لمنع تمرير هذه ‏القوانين، وتعتبر النقاب جزءًا ‏من العقيدة الإسلامية مدعومة من المجلس ‏الدولي لحقوق الإنسان، والذي هو جهة ‏رصد فقط، ومن المتوقع أن تكسب ‏الحكومات هذا الصراع مدعومة بالحركة ‏الشعبية الأوروبية والتي يتزعمها ‏اليمين المتطرف، والذي شهد صعودا كبيرا في ‏السنوات القليلة الماضية ‏ويسعى بشكل كبير بالقضاء على كل المظاهر الدينية ‏بشكل عام وعلى ‏رأسها حظر النقاب، استجابة لضغوط الشارع والذي ساهم بشكل ‏كبير في ‏صعود اليمين المتطرف لقمة السلطة السياسية، لتنفيذ مطالب المواطن ‏في ‏انتخابات نزيهة جاءت فيها النسب متقاربة جدًا وهو الأمر الذي يؤكد ‏على شراسة الصراع السيسي وتقاربه.‏

مطالبات بإسقاط عضوية فريدة الشوباشى

المحامي أيمن محفوظ 


قدم أيمن محفوظ المحامي بالنقض، شكوى رسمية لمجلس النواب على ‏الموقع الإلكتروني للمجلس، مطالبًا بإسقاط عضوية النائبة فريدة الشوباشي ‏بعد تصريحاتها الأخيرة.‏

وقال محفوظ في شكواه، إن التصريحات التي أثارت الجدل، تعدت فيها ‏النائبة خطوط لا يمكن تعديها، خاصة أنها تتصدر للفتوى دونما أن يكون لها ‏حق في ذلك الأمر.‏

وأضاف، أنه رغم اتفاقي معها على مسألة النقاب، إلا أن جمعها الحجاب ‏والنقاب في سلة واحدة أمر غير مقبول، مشيرًا إلى أن تلك التصريحات تعد ‏مخالفة للائحة الداخلية لأعضاء البرلمان، والتي تحظر على عضو المجلس ‏أن يأتي أفعالًا داخل المجلس أو خارجه تخالف أحكام الدستور أو القانون أو ‏هذه اللائحة، طبقًا لنص المادة ١١٣ من الدستور.‏
وتابع: أنه وفقًا لما نصت عليه المادة ١١٠ من الدستور بجواز إسقاط ‏عضوية أحد الأعضاء إذا أخل بواجباته التي انتخب من أجلها، مطالبًا بتوقيع ‏عقوبة يقررها مجلس النواب كما نص عليه القانون، وعدم تصدرها للفتوى ‏الشرعية لكونها غير مؤهلة لذلك، وعدم الإدلاء بتصريحات هدفها إشاعة ‏الجدل في أمور مقدسة وقضايا شبه محسومة واتخاذ اللازم قانونًا.‏