مع بداية فصل الشتاء، بدأت الهيئة العامة للخدمات البيطرية في اتخاذ عددًا من الإجراءات لحماية المواشي من الأمراض الوبائية، خاصة مرض الحمى القلاعية، والتسمم الدموي، وجدري الاغنام، و طاعون المجترات الصغيرة.
وذلك يأتي في إطار اهتمام الدولة بمشروعات توفير اللحوم الحمراء محليًا، ومن بين الإجراءات توفير التحصينات اللازمة بكميات تتناسب مع تعداد الثروة الحيوانية مع مستلزمات التحصين من أدوات الأمان الحيوي "سرنجات – سنون – بالطو - أدوات ذات الاستخدام الواحد قفازات، وغطاء رأس، و غطاء حذاء.
فضلاً عن التحصين ضد الأمراض من خلال الحملات القومية قبل دخول المرض مثل حملة الحمى القلاعية والوادى المتصدع واستهداف 90% من الحيوانات المعرضة للإصابة، والتحصين بلقاح النيموباك للحيوانات الصغيرة حتى عمر 18 شهرا.
و خاطبت الهيئة المحليات بضرورة بالرش المستمر للبرك والمستنقعات وإزالة القمامة وأماكن تكاثر الناموس الناقل لبعض الأمراض، والسيطرة على حركة الحيوانات والتوصية بغلق أسواق الحيوانات الحية الموجودة بنطاق بؤرة الاصابة بالأمراض الوبائي.
وقال السيد القصير وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، إن حملات تطعيم المواشي مستمرة منذ بداية شهر نوفمبر الجاري، لافتًا إلى أن إجمالي ما تم تحصينه ضد مرض الحمى القلاعية وحمى الوادي المتصدع والتي أوائل نوفمبر بجميع محافظات الجمهورية بلغ حوالي 1.2 مليون رأس، وذلك للحفاظ على الثروة الحيوانية من الأوبئة.
وأضاف الوزير، أنه تم تحصين 612 ألفا و231 رأس ماشية ضد مرض الحمى القلاعية بينها "325 ألفا و367 رأس أبقار، و203 آلاف و354 رأس جاموس، و75 ألفا و861 رأس أغنام، و7649 رأس ماعز" حتى 20 نوفمبر الحالي.
وأشار إلى أنه تم تحصين 605 آلاف و741 رأس ماشية ضد مرض حمى الوادي المتصدع بينها "321 ألفا و222 رأس أبقار، و200 ألف و971 رأس جاموس، و75 ألفا و861 رأس أغنام، و7649 رأس ماعز، و38 رأس جمال حتى 20 نوفمبر أيضًا.
ولفت الوزير إلى أن الهيئة العامة للخدمات البيطرية تناشد المُربين التجاوب مع الحملة والحرص على تحصين مواشيهم لحمايتها من الأمراض والأوبئة.
من جهته، أشاد حسين عبد الرحمن أبو صدام، نقيب الفلاحين، بجهود الدولة في التصدي للأمراض الفيروسية التي تنتشر خاصةً في فصل الشتاء، مدللاً على ذلك بحملات التطعيم المستمرة التي تقوم بها وزارة الزراعة والتي تسببت في انخفاض وتراجع أعداد المواشي النافقة.
وقال للبوابة نيوز، إنه خلال سنوات سابقة كانت أمراض الجلد العقدي والأمراض الفيروسية تنتشر بشكل أسرع، لكن حاليًا تغير هذا الوضع واستقرت الأوضاع، وذلك بسبب توفير الأمصال لهذه الأمراض، مطالبًا كل الأطباء البيطريين بضرورة الالتزام بالتعليمات الطبية الخاصة بالتطعيمات بتغيير "سن الحقنة" لعدم نشر العدوى بين المواشي.
وتابع أبو صدام، أن بعض الأطباء البيطريين يتحججون بقلة عدد السرنجات المتوفرة لديهم، لكن بعضهم يستسهل ولا يغير السرنجة، مضيفًا بضرورة توفير الأدوية البيطرية في المراكز الطبية، لأن كثير من المربين والفلاحين يضطرون لشراء هذه الأدوية من القطاع الخاص والذي تكون أسعاره مرتفعة جدًا.
وأضاف، أن بعض الأدوية الموجودة في القطاع الخاص تكون غير مطابقة للمواصفات، لذا يجب تشديد الرقابة على مراكز بيع الأدوية، موضحًا أن نجاح مشروع البتلو الذي تنفذه الدولة منذ سنوات لتغطية جزء كبير من اللحوم الحمراء محليًا، يعتمد بشكل كبير جدًا على توافر العناية البيطرية.
كما يجب توفير أطباء بيطريين في العيادات البيطرية في القرى والنجوع، نظرًا لعدم توافر ذلك في بعض الوحدات البيطرية، إضافة إلى أن كثير ما يضطر طبيب الوحدة البيطرية إلى التنقل بين الحظائر لإعطاء التطعيمات للمواشي وذلك يتطلب توفير على الأقل طبيبين في الوحدة البيطرية، وفقًا لنقيب الفلاحين.
واختتم حديثه، بضرورة توفير الأمصال والأدوية البيطرية، واستمرار حملات التطعيم للمواشي، إضافة لضرورة تركيب وحدة بيطرية في كل سوق مواشي، لتقوم بالكشف على الداخلة والخارجة من السوق، للحد من انتشار الأمراض.