أكد الكاتب التونسي باسل الترجمان، والخبير في شئون الجماعات المتطرفة، أن تصنيف حركة حماس كمنظمة إرهابية لا يأتي في إطار ما يمكن أن نسميه بالمراجعات التي تقوم بها أجهزة الأمن والإدارة البريطانية لجماعة الإخوان الإرهابية والتنظيمات المتفرعة عنها وإنما جاء كهدية تقدمها بريطانيا للحكومة الإسرائيلية، وفي إطار الخدمات المتبادلة، والعلاقات التاريخية التي تربط بين إسرائيل وبريطانيا.
وأضاف "الترجمان" في تصريحات خاصة لـ"البوابة نيوز"، أن الحديث عن تصنيف حماس يأتي خارج إطار الدعم والمساندة التي تقدمهما بريطانيا لجماعة الإخوان الإرهابية التي أُنشئت على يد البريطانيين، حيث تحميها لندن وتتخذ منها قاعدة لكل قيادتها التي تقف وراء كل المصائب والشرور التي يشهدها كثير من دول العالم.
ولفت "الترجمان" إلى أن بريطانيا معنية بالحفاظ على هذه الجماعة، لأنها خدمت على مر تاريخها كل مشروعات الفتنة والتقسيم والحروب الأهلية والفوضى في كل البلاد التي وجدت بها، ولا أحد ينسى جرائم الإخوان، وكيف ساهمت في تدمير العديد من الدول وخاصة بعد ما سميناه بـ"الخراب العربي".
وتابع، أن التصنيف البريطاني تصنيف دعائي إعلامي يصب في خدمة إسرائيل، وليس له أي أثر على علاقة الجماعة ببريطانيا، وأعتقد أن الإخوان في بريطانيا لن تقوم بالتعليق على هذا الأمر، وستعتبر نفسها غير معنية به لأنه في ضوء سياسة العلاقات العامة بين بريطانيا وإسرائيل.
يشار إلى وزيرة الداخلية البريطانية بريتي باتل، أعلنت أنها تسعى خلال الأيام المقبلة لتصنيف حركة حماس الفلسطينية بجناحيها السياسي والعسكري كمنظمة إرهابية، قائلة: إن حماس تمتلك قدرات إرهابية هائلة، بما في ذلك إمكانية الوصول إلى أسلحة كثيرة ومتطورة، بالإضافة إلى منشآت للتدريب الإرهابي".
ومن المقرر، بحسب وسائل إعلامية، أن القرار إذا دخل حيز التنفيذ بعد مناقشة مقررة في البرلمان الأسبوع المقبل، فإن العضوية في حماس أو الترويج لها ستُعاقب بالسجن لمدة تصل إلى 14 عامًا، بموجب قانون مكافحة الإرهاب البريطاني.
وخلال زيارتها للولايات المتحدة الأمريكية، الجمعة الماضية، لفتت وزيرة الداخلية إلى ضرورة عدم الفصل بين جناحي الحركة العسكري والسياسي، متهمة حماس بمعادة السامية بشكل شرس وأنها لن تتساهل في معها مطلقًا.