أصدرت مؤسسة ماعت للسلام والتنمية وحقوق الإنسان تقرير جديد بعنوان "محفوف بالمخاطر.. أوضاع الصحفيين في اليمن خلال عام 2021 " وقد ركز التقرير على الانتهاكات التي يتعرض لها الصحفيين في اليمن والتي تُعد من أسوأ بيئات العمل الصحفي حول العالم، فوفقًا للتصنيف العالمي لحرية الصحافة يحتل اليمن المرتبة 169 من أصل 180 بلدًا، ويعزى وقوع اليمن في مرتبة متأخرة، واحتلاله ذيل التصنيف العالمي لحرية الصحافة، إلى كونه يعد بيئة غير مواتية لحرية الإعلام، وغير آمنة لعمل الصحفيين، فمنذ يناير 2021 بلغت عدد الانتهاكات التي ارتكبتها جميع الأطراف المتحاربة في اليمن 64 حالة انتهاك، شملت 16 حالة اختطاف واحتجاز لصحفيين، و8 حالات تهديد وتحريض ضد صحفيين، و7 حالات اعتداء على صحفيين وممتلكات خاصة بهم ومقارات إعلامية، و7 حالات منع من التغطية ومصادرة ممتلكات ومقتنيات إعلامية، و4 حالات تعذيب لصحفيين في المعتقلات، و4 حالات حرمان من التطبيب والرعاية الصحية للصحفيين المختطفين، وحالتي إيقاف لوسائل إعلام، وحالة إيقاف لصحفي عن العمل، و7 حالات محاكمات غير عادلة لصحفي. وتصدرت مليشيا الحوثي قائمة الأطراف المنتهكة لحقوق الصحفيين في اليمن.
وفي هذ السياق أكد أيمن عقيل الخبير الحقوقي الدولي ورئيس مؤسسة ماعت ،ان اليمن تعد من أسوأ بيئات العمل الصحفي حول العالم، إذ أن الحماية المكفولة للمدنيين بمن فيهم الصحفيين بموجب القانون الدولي الإنساني ظلت عُرضة لانتهاك جميع الأطراف المتحاربة في خضم النزاع اليمني المسلح لا سيما في ظل تفشي ظاهرة الإفلات من العقاب، إذ لا زال الصحفيون في اليمن يواجهون انتهاكات حقوقية واسعة النطاق بما في ذلك القتل العمد، والاعتقال والإخفاء القسريين، والمحاكمات غير العادلة، والتعذيب وغيره من أنماط سوء المعاملة بعد مرور سبعة أعوام على نشوء النزاع اليمني المسلح، ولا يزالون يحيون في وضع محفوف بالمخاطر، ومضطرون لدفع أثمان باهظة كنتيجة مباشرة لممارسة عملهم
وأضاف عقيل أن الغالبية العظمى من الصحفيين العاملين في النزاعات المسلحة لا يُقتلون بسبب حالات مهددة للحياة إذ يجدون أنفسهم فيها، ولكنهم يُغتالون مباشرة بسبب تقاريرهم، ولا يجري التحقيق إلا في عدد قليل جدًا من هذه الاغتيالات، ولا تجري ملاحقة أي شخص قضائيًا في 90 % تقريبًا من الحالات.
من جانبه قال أحمد عيسي الباحث بمؤسسة ماعت إن ما شجع الأطراف المتحاربة في اليمن على التمادي في الاعتداءات المتكررة بحق الصحفيين طيلة فترة النزاع اليمني، هو غياب المسائلة وشيوع الإفلات من العقاب على الجرائم التي ترتكبها هذه الأطراف بحق الصحفيين، الأمر الذي يؤسس لحقيقة راسخة مفادها، أن حرية الإعلام لن تكون أبدًا حقيقة واقعة، وستبقى مجرد وعد خاوٍ، ما دام استمر تعرض الصحفيين للقتل العمد أو المضايقات بسبب عملهم، وما بقى يفلت من يهاجمهم من العقاب.