حوار- أبانوب عيد
تصوير- هند الوزيرى
أكد الأب فيلبس عيسي، راعى كنيسة السريان الأرثوذكس فى مصر، وكاهن كنيسة السيدة العذراء أننا نعيش فى مصر فى أحضان أبوية ونشعر أن هذه البلد مرحبة بالكل بدون تمييز أو تعصب.
وأضاف فى حواره مع البوابة نيوز إذا كانت بلدى الحبيبة هى سوريا فبلدى الثانية فى قلبى هى مصر وكنيسة السيدة العذراء هى كنيسة أنشئت عام 1935م الواقعة بمنطقة غمرة بمحافظة القاهرة، وأشار إلى أنه يقضى خدمته الثانية فى مصر، كما خدم من قبل رعاياه فى الأرجنتين، مع الجالية التى هاجرت من سوريا بعد الحرب العالمية الثانية، وخدم بالكنيسة لمدة أربع سنوات ثم عاد إلى دير مار أفرام السريانى بدمشق. والى نص الحوار.
- ما المرة الأخيرة التى زرت فيها بلدك الحبيب سوريا؟
كنظام كنسى يسمح لى بفترة خلوة شهر كل سنة وقمت بالذهاب منذ 3 أشهر.
واذا كانت بلدى الحبيبة هى سوريا فبلدى الثانية فى قلبى هى مصر.
- ماذا عن تاريخ الكنيسة السريانية فى مصر؟
يعود تاريخ الكنيسة إلى قرون طويلة وفى البداية دعنا نتحدث عن القديس مار أفرام السريانى عندما أتى إلى مصر فى القرن الرابع الميلادي. وقصد برية «شيهيت» وقضى بها ثمانى سنوات وكان معه عكاز وقد غرس هذه العصا فى الأرض ونمت العصا الجاف وصارت شجرة مثمرة وإلى الآن ما زالت بحيوتها حتى بعد مرور أكثر من ستة عشر قرنًا ومكانها بدير السريان بوادى النطرون. وبعدها أتى الرهبان السريان إلى هذا المكان وعاشوا فيه مائتين سنة مع أخواتهم الأقباط.إلى أن تضالت الحياة الرهبانية ثم انقطعت إلى سنة 1914 حينما شن الاقراد والعثمانيين حملة اضطهاد ضد السريانيين مما ادى إلى موت مئات الاف وسميت بـ «مجازر سيفو» ونتج عن هذه المجازر هجرة الكثير من السريانيين إلى مصر وفى عهد الملك فؤاد وهب قطعة أرض وتم بناء الكنيسة التى أنا اخدم فيها الآن وهذا يعد عربون محبة للشعوب المهاجرة إلى هذا المكان.
- ما العلاقة بين الكنيسة السريانية والكنيسة القبطية الأرثوذكسية؟
نحن والكنيسة القبطية تجمعنا عقيدة مستقيمة وتاريخ مشترك وأيضا يجمعنا بعض الإباء المشتركين مثل عالم اللاهوت ساويرس الانطاكى الذى تحتفل به الكنيستان به ومار أفرام والكثير من الآباء التى تحتفل نفس الكنيستين بهم فى عيد نياحتهم.
ونحن ككنيستين نتشارك نفس الأسرار المقدسة وكمثال نحن نستطيع أن نصلى نفس القداس كشعب واحد بلا فرق.
ونحن حافظنا على المجامع الثلاثة المقدسة مجمع نيقية والقسطنطينية وأفسس وهناك علاقات متبادلة وزيارات متبادلة وأنا حاليا أمثل الكنيسة السريانية فى كثير من المناسبات الدينية والاجتماعية ومن أجمل الأشياء التى تحدث أنه يطلق علينا الكنائس الشرقية القديمة بجوار باقى الكنائس.
وبرعاية الأنبا رافائيل نقوم بعمل قداس مشترك ثانوى وفى كل مرة تستضيف الكنيسة شقيقتها الأخرى.
ونعمل أيضا احتفالا للألحان تخص كل كنيسة وكل كنيسة غنية بتراث واسع من الألحان والمرددات المختلفة وكلنا مثل حديقة متعددة الألوان تفوح منها روائح ذكية عطرة كل كنيسة تقدم جمال وروعة هذه الألحان التى تعكس العقائد المسيحية وسير أعمال القديسين.
- ماذا عن طقس أو ليتورجية الصلاة داخل الكنيسة السريانية، وما الأسرار الكنسية وما عددها؟
نحن طقسنا انطاكى سريانى أرثوذكسى واللغة المستخدمة فى الطقس اللغة السريانية والعربية والأسرار هى الأسرار 7 المقدسة مثل كل الكنائس الأرثوذكسية الرسولية ولها الحانها الثمانية الخاصة بها وتتنوع فى كل مناسبة بالإضافة إلى سير الآباء القديسين.
- من هو بطريرك أو بابا الكنيسة السريانية، ولاى مجمع يتبع؟
إغناطيوس أفرام الثانى هو بطريرك انطاكيا وسائر المشرق وفى كل عام ينعقد مجمع لمناقشة كل الأمور الخاصة بالرعايا بجميع انحاء العالم والمجمع يتألف أكثر من ثلاثين مطران لكل أبرشيات العالم.
- ماذا عن الأحوال الشخصية والقوانين الكنسية الأخرى داخل الكنيسة السريانية؟
نحن فى مصر تعد جاليتنا بالعدد القليل مقارنة بباقى الجاليات ولهذا السبب نرتبط بالاحوال الشخصية الخاصة بالكنيسة القبطية الأرثوذكسية ولكن لنا بعض الأحوال الشخصية المختلفة باعتبار أننا نتبع بطريرك الكنيسة إغناطيوس أفرام الثاني.
ونحن نمثل كنيستنا فى أى اجتماعات تطلبها الدولة سواء وزارة العدل أو باقى الوزارات ولكن بالعموم غير مختلفين لأن مصدر التشريع الرئيسى هو الكتاب المقدس.
- ماذا عن وضع المسيحيين فى الشرق الأوسط؟
عندما نقرأ البشائر الأربعة فى الإنجيل نجد أنه سيكون لكم،أنا أرى أنه شرق ينزف منذ سنين طويلة الجرح بداء بالعراق الحبيب الذى خسر الكثير من أبنائه ولا يزال ينزف والنزيف طال سوريا وأن الكنيسة قد تعبت ولكن الله يبعث السلام فى النفوس أن أبواب الجحيم لن تقوى عليها ولكننا هنا فى مصر فى أحضان أبوية نشعر أن هذه البلد مرحبة بالكل بدون تمييز أو تعصب نحن هنا كأفراد قائمين على الكنيسة نشعر بالامتنان حين تهتم القيادات الحكومية بى كنيستنا وخاصتا الجانب الأمنى حينما تخصص أشخاصا ليلا نهارا يحرس هذا المكان وكلنا نسيج واحد مصرى سورى وفى أى بلد عربى تعد مصر هى كاللوحة الفنية التى رسمها الخالق ولا يستطيع أحد يفسد هذه الصورة البديعة.
- ما علاقة كنيستكم بالكنائس الأخرى «العلاقات المسكونية»؟
نحن ككنيسة سريانية أرثوذكسية نحن السباقين فى أى دعوة
فى أن نكون جزءا وعضوا فعالا فى الكنيسة. والجميع يتمنى بأن نكون جميعا كنيسة واحدة جامعة مقدسة رسولية.
- ماذا عن علاقتكم بالأزهر الشريف؟
مصر هى بلد مبارك نقول بالكتاب المقدس مبارك شعب مصر وهناك العديد من الأطياف وجميعهم يكمل الآخر بالبنيان.ونسعى إلى أن تكون مصر من جميل إلى أجمل ونحن فى رمضان نقوم بعمل ثلاث موائد ونسميها بالمعنى المسيحى أغابى أى لقمة المحبة وهذا يعبر عن مدا التواصل والترابط بيننا الكنيسة تفتح أبواها والجامع يفتح أبوابه والجميع يأكل فى نفس واحد بمحبة كاملة.
- فى الفترة الأخيرة شهدنا تزايدا لخطابات الكراهية والخطابات التى تدعو للعنف والتطرف فكيف نواجه هذه الخطابات؟
فكر المسيح ورسله وكل من يتبعه عندهم دائما روح المحبة والوصية العظمى أحبوا بعضكم بعضا وحتى أحبوا اعداءكم وهى الوصية الأصعب وصعبة التنفيذ وهناك أفكار سامه تنشر للإنسان العربى أو المصرى حتى تتقسم وكل مملكة منقسمة على ذاتها تخرب نحن فى كنيستا والشيوخ الأفاضل نحاول أن نوجهه إلى الشعب رسالة تربوية توعوية مستنيرة نحن نصلى إلى الله أن يحفظ البلاد من كل ضرر الله وصانا وقال «اثمروا وأكثروا واملاوا الأرض» وهو بالطبع ليس على المستوى السكنى بل على المستوى المعيشى والروحانى ويجب علينا أن نتصدى إلى هدة الكراهية لأنها لو انتشرت سيكون خطرا على بلادنا.
- كيف ترى الدور الذى يقوم به الرئيس عبد الفتاح السيسي؟
روح الله فينا ترشدنا إلى طريق الصواب والتحلى بالصفات الحميدة المحبة ٫الرحمة ٫العدل ٫الحرية ٫الطيبة عندما يشير الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى هذه المفاهيم القيمة الواردة فى القرآن والإنجيل أى أنه يعيد النظر إليها ويرفع من شأن هذا الإنسان.
للأسف الكراهية والعنف والاستغلال والاعتداءات الشرسة جعلت شأنه ينزل لمرحلة محزنة. من الذى يستطيع أن يخرج الإنسان من الحفرة الذى أوقعنا فيها إبليس. نحن نستطيع أن نواجه هذا فالإنسان هو العقل الناطق يستطيع أن يدير هذا الكون، يقدر أن يبدع وينتج ويحول الخير الموجود إلى خير. نحن نضم صوتنا إلى سيادة الرئيس ويرتفع هذا الصوت صوت الحق. نحن نريد المواطن المصرى والعربى بشكل عام أن يعيد القيم الذى فقدها ليست هناك مشكلة نمشى فى طريق ضيق اذا كان نهاية الطريق واضح.
- ماذا عن دور الكنيسة ومطالبات الأزهر والفاتيكان بتفعيل دورهم لمواجهة التغيرات المناخية؟
مثلما تحدثنا عندما نتعامل بفكر الوحدة هذا الفكر يقودنا جميعا إلى النقاش والحوار والاجتماعات الكثيرة.
نحن يستوجب أن نواجه هذه التغيرات التى تحدث رغما عنا، وليس بإرادة الإنسان يستلزم أن نكون جاهزين للمواجهة بوحدتنا ونستطيع أن نضع خطة عملية مستقبلية من أجل مواجهة هذه التحولات الكثيرة التى من الممكن أن تحدث وأن الأزهر أو الكنيسة القبطية والفاتيكان يمثلون شريحه كبيرة من البشر ومع استمرار التعاون نستطيع مواجهة أى شيء.