"أنا لست نكرة أو صفحة مطوية في ذاكرة النسيان، أنا من أصيب في عمله أو ولد بإعاقة فلم أضعف، ولم أستكين، أنا الموظف والعامل والفني والتاجر والمزارع والطبيب والطالب والمعلم، أنا طه حسين، و«روزفلت» و«بيتهوفن الفنان»، أنا من تخطى صعاب الحياة ومشى قدمًا لتنمية العمران"..
كلمات تعبر عن واقع حال الدكتور رضا فضل، أول شخص من ذوي الهمم يحصل على الدكتوراه في الرسم والتصوير، ولد عام ١٩٨٢ بمركز دسوق بمحافظة كفر الشيخ، نموذج للتحدي والأمل والكفاح، ولد بدون كفين وساعدين، لكنه رفض الإعاقة طوال حياته وأقنع نفسه بأنه شخص طبيعي، فرفض خدمة من حوله باستثناء أهله في المراحل الأولى من نشأته، فخدم نفسه حتى في الأشياء الصغيرة، وبعد التحاقه بمراحل التعليم الأساسي، وجد في نفسه فنانا ورساما فتعلم الرسم على يد معلمه وبدأ في منافسته حتى تفوق على أستاذه، وقدم في مسابقات عديدة، من الأدنى إلى الأعلى حتى وصل المنافسة على مستوى المحافظة وحصد المركز الأول.
يروي الدكتور رضا فضل الأستاذ بكلية التربية أنه أثناء تسلمه جائزة المركز الأول على المحافظة في الرسم نصحه أعضاء لجنة التحكيم بالاتحاق بالتعليم العام ليدخل كلية الفنون الجميلة، لكن حبه في التعليم الأزهري؛ جعله يصر على إثبات ذاته الفنية وهو داخل الأزهر، وبعد أن حصل على الشهادة الثانوية نصحه والده بالالتحاق بكلية داخل محافظته تيسيرًا عليه في التنقلات والسفر لكنه رفض نصحية والده وأصر على الالتحاق بكلية التربية الفنية بجامعة الأزهر بالقاهرة ليكمل ما بدأ من فنون تسرى داخل وجدانه.
فتقدم لامتحان القدرات بالكلية وحصل على المركز السادس ولكنه أحزنه ذلك لرغبته فى التفوق وتقلد المراكز الأولى دوما ولم يمض ٤ سنوات حتى تخرج وحصد المركز الأول على دفعته بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف.
وبعد أن تخرج فى الكلية عام ٢٠٠٣ وأثناء انتظاره التعيين الجامعي، طرحت وزارة التربية والتعليم وظيفة مدرس وبعد قبوله تم استبعاده لعدم اللياقة الطبية، حزن حزنًا شديدا لاحتياجه تلك الوظيفة لينفق على نفسه.
وأكمل دراساته العليا وحصل على الماجستير والدكتوراه في «الرسم والتصوير»، وعين مدرسا بكلية التربية الفنية، بنفس جامعته التي تخرج فيها، ليدرس لطلاب جامعة الأزهر الفن والرسم ويحترف الرسم التشكيلي ويجسده في لوحات وأبحاث تتحدث على أنه بإمكان ذو الإعاقة أن يعبروا عن مشاعرهم في لوحات بديعة تبهر الناظرين وتجسد الإبداع في أروع صوره، ويعبر عن أفكاره بـ"الفم والقدم" في أبحاث ولوحات ليحلموا ويحققوا أحلامهم ويشعروا وتعرض لوحاتهم في معارض وتباع بأغلى الأثمان، حيث كان يلتقط الريشة بفمه أثناء رسم لوحاته، وأحيانا أخرى يلتقطها بـ«قدمه».
ويقول أستاذ التربية الفنية، "من أهم لوحاتي لوحة الشهيد محمد الدرة لمشاهدتي الفيديو وقتها وتأثري الكبير به، وجسد اللوحة بشكل يوضح بأن هناك أملا وجمال الصورة جعل الشئون المعنوية بالقوات المسلحة تقتني اللوحة في متاحفها، وكذلك قمت بتجسيد حياتي في لوحات عديدة تعبر عن مراحل حياتي منذ كنت صغيرا حتى الآن وتعلمت التصوير الفوتوغرافي والخط العربي واحترفتهما لفترة.