الإثنين 25 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

ما كل هذه الإنسانية يا "وزيرة الدولة للهجرة وشئون المصريين بالخارج" ؟ ( ٣ )

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

 بدأ توافُد ثلاثة من مشايخ الأزهر وتحديدًا ثلاثة من أعضاء لجنة الفتوى وهُم (الشيخ عبدالحميد متولى والشيخ سيد عرفه وشيخ ثالث)، وحضر والد زوج إبنه السيدة المُغتربة _ حاملًا معه ملفات كثيرة _ وهو مُتأهِب ومُستعد للمواجهة، وبدأ الإجتماع لإقناع والد زوج إبنه السيدة المغتربة لكى يساعد فى عودة الطفلين إلى مصر.

 كانت الوزيرة نبيلة مكرم فى غاية الثبات فى حوارها، كانت تُردد دائمًا أن هدفها من هذا الإجتماع هو فقط عودة الطفلين إلى مصر _ أٌم الدنيا _ بكل السُبُل، عودتهما إلى مصر النيل والأهرامات وأبوالهول والمتحف والآثار والحضارة والحُسين والسيدة والأزهر، وقالت موجهه كلامها لوالد زوج إبنه السيدة المُغتربة: مصر لا تترُك أبناءها ونُريد عودة الطفلين إلى مصر، لابد أن نراهما فى مصر لينعما بالأمن والأمان والإستقرار، نحن هنا نساعد فى جبر خواطر الطفلين وسنعمل على رجوعهما لمصر مهما كانت المصاعب لكن _ بِدَورك _ عليك أن تُقدِم تنازُلات وتُساعد فى عودتهما، أتحدث إليك كوزيرة فى الحكومة المصرية التى تهتم بأبناءها فى الخارج، أنتظر منك مساعدة لعودتهما بعيدًا عن الخلافات الأسرة مع عائلة والدتهما المتوفية، أرجوكم لا تحرِموا الطفلين من مصر ؟ تخلوا عن عنادكم وتحلوا بالطيبة ؟ وضَعوا مصلحة الطفلين فى المُقدمة وكونوا رٌحماء بهما، فقد حدثتني والِده زوجة إبنك كثيرًا عن أن الطفلين يرغبان فى العودة لمصر وعليك المساعدة فى تحقيق رغبتهما.

.. كان والد زوج إبنه السيدة المٌغتربة مُتحفزًا وجاء بملف ضخم فى يده به أوراق من قضايا قام برفعها ضد أسرة زوجة نجله فى المحاكم المصرية والمحاكم فى الدولة العربية الشقيقة بعضها أحكام قضائية لصالحه وبعضها ضده، وصمم على شرح موقفه لكن معالى الوزيرة قالت له: نحن هنا من أجل الطفلين فقط، لاعلاقة لنا بالخلافات بينك وبين عائلة زوجة إبنك، أنا وزيرة مُهمتى راحة المصريين بالخارج، سأعمل معك على إنهاء عودتهما لكن عليك إثبات حُسن النية لأننى تحدثت مع أسرة زوجة إبنك المتوفية ووعدونى بأنهم سيوافقون على كل الشروط المهم أن يعود الطفلين لمصر.

.. هنا ظهر دور رجال الأزهر الثلاثة وساهموا بدور كبير فى إقناع والد زوج إبنه السيدة المُغتربة بضرورة نكران الذات والإبتعاد عن الكيد والمكايدة العائلية، وفى نفس الوقت أجرت معالى الوزيرة نبيلة مكرم عدد من المكالمات التليفونية مع عدد من المسئولين فى الدولة العربية الشقيقة للإستفسار عن مصير القضايا التى تم رفعها بين العائلتين، ذللت الوزيرة كل الصعاب، شعرنا جميعًا بأنها تعمل فقط على عودة الطفلين إلى مصر.. وبعد ساعة ونصف من الاجتماع قالت الوزيرة: هدفنا لم شمل الأسرة المصرية.

.. هُنا جاءت للوزيرة فكرة مبادرة مهمة وقالت: لعل هذه المشكلة تكون بادرة حسنة لتدشين مبادرة جديدة سنُعلن عنها وهى ( مبادرة لم شمل الأسرة المصرية بالخارج )، ليُعلن رجال الأزهر الثلاثة الحاضرين بأنهم سيكونوا سُعداء لو شاركوا بها.. وتم الإتفاق على الإعلان عن مبادرة لم شمل الأسرة المصرية بالخارج مع أول إجتماع لـ "بيت العائلة المصرية" بجانب مبادرة "خلينا سند لبعض"

.. الوزيرة نبيلة مكرم أدلت بتصريحًا فى غاية الأهمية وقالت نصًا: لم يكن سهلًا إستعادة الثقة بين المصريين بالخارج ووطنهم مصر.. فقلت لها: ماذا تقصدين يا معالى الوزيرة ؟ هل تقصدين أن مُهمتك كانت صعبة وشاقة ؟.. قالت: نعم كانت مهمة صعبة لكن عملنا كان جاد ونجحنا فى التواصل مع المواطنين طوال عام ٢٠٢٠ فى ظل أزمة كورونا، تواصلنا وساعدنا الطلاب بالخارج، ساهمنا فى حل مشكلات المصريين فى عدد من الدول الأفريقية، وفرنا الدعم لكثير من المصريين العالقين فى الدول العربية وأعلنا مبادرة ( نورت بلدك ) بالتعاون مع وزارة التخطيط لتكوين قاعدة بيانات دقيقة تتضمن المعلومات الرئيسية عن العائدين للعمل على دمجهم فى المشروعات القومية فى مختلف المحافظات.

.. بعد إنتهاء اللقاء قلت للوزيرة: عليكى أن تعلمى أن "أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس" و"خير الناس أنفعهم للناس" و"لن ينسي الله خيرًا قدمته وهَمًا فرجته" وأنتى من هؤلاء الناس.