أكد وزير الخارجية البحريني الدكتور عبد اللطيف بن راشد الزياني، ضرورة الحرص في استخدام الدبلوماسية وتحليل البيانات في النهج المتبع تجاه الردع وتنفيذه حتى يمكن العمل من أجل أن تكون منطقة الشرق الأوسط منطقة آمنة ومزدهرة لجميع شعوبها، وأن تكون منطقة مترابطة تقوم على ركيزتي التعايش والاعتماد المتبادل.
وذكرت وكالة أنباء البحرين (بنا) أن ذلك جاء خلال الجلسة الحوارية الثالثة بمؤتمر حوار المنامة التي عقدت، بمشاركة كل من نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردني أيمن الصفدي، ونائب رئيس الوزراء وزير خارجية العراق فؤاد حسين، تحت عنوان "الدبلوماسية والردع".
وتطرق الزياني إلى القضايا ذات الصلة بمنطقة الخليج والشرق الأوسط، إضافة إلى مسائل أوسع تتعلق بالسلم والأمن الدوليين، حيث قال: إن تعريف "الردع" في العلاقات الدولية يركز على السعي للتأثير على سلوك الفاعل لردع مسار عمل معين، مع احتمال فرض عقوبات أو عواقب سلبية أخرى بينما نميل تقليديًا إلى النظر إلى "الردع" بطريقة "الحرب الباردة" القديمة، ممثلة في دولة أو مجموعة دول تسعى للتأثير على سلوك دولة أخرى من خلال التهديد الصريح أو الضمني باستخدام القوة أو العقوبات.
وأضاف الزياني أن الردع لم يعد ينطبق فقط على سلوك الدول القومية لأن العالم اليوم يواجه عدة تحديات من مجموعة من الجهات الفاعلة الحكومية وغير الحكومية، بما في ذلك التنظيمات الإرهابية والمليشيات والجماعات التي تعمل بالوكالة، مشيرًا إلى أن ما قد يكون فعالًا كرادع ضد دولة قومية قد لا يكون فعالًا في حالة الجهات الفاعلة غير الحكومية، مؤكدًا ضرورة تبني وجهة نظر أكثر شمولًا، وهي تشمل الردع بجميع أشكاله مما يتيح أن نرى بشكل أوضح كيف يمكن ربطه بتعريف واسع للدبلوماسية الحديثة.
وأوضح أهمية تجاوز رؤية الردع من خلال عدسة العمل العسكري أو العقوبات، وهو ما يمكن أن نطلق عليه ردع "القوة الصلبة"، مشيرًا إلى أنه في حقبة ما بعد كوفيد19، نحتاج إلى النظر إلى الردع على أنه نطاق أوسع من النتائج المحتملة التي يمكن الاستفادة منها للتأثير على سلوك الخصوم المحتملين، لذا يمكن استكمال الردع "بالقوة الصلبة"، بالردع الإلكتروني، والردع الاقتصادي، والردع الاجتماعي، مشيرا إلى أن الدبلوماسية تلعب دورًا رئيسيًا في الردع الفعال وهي ضرورية لضمان أن يلبي النهج المتبع الجوانب الأربعة للردع الفعال وهي؛ المصداقية، والقياس، والتنسيق، والاتساق.
من جانبه، أكد أيمن الصفدي أن المنطقة اليوم تحتاج إلى ما هو أكثر من الردع، فهي بحاجة إلى الحلول الجذرية، مشيرا إلى أن المنطقة عانت جراء كثير من الصراعات والأزمات التي تتسبب بآثار كثيرة وألقت بظلالها على كثير من مفاصل الحياة.
وأضاف الصفدي خلال الجلسة الثالثة - أنه لا بد من تحديد المجالات التي نعمل عليها، كي نستطيع أن نتخطى الصراعات والنزاعات، مشيرا إلى أن الردع قد يعني التعاطي مع الحلول على المدى القصير، ولكننا نحتاج للانتقال إلى حلول طويلة الأمد من خلال دبلوماسية عملية، وحول الملف الفلسطيني الإسرائيلي أكد وزير الخارجية الأردني أهمية التشجيع على حل الدولتين.
بدوره، أكد فؤاد حسين ضرورة خلق بيئة آمنة في المنطقة، منوها بالجهود الكبيرة التي بذلها العراق، والتي ما كانت لتحقق أهدافها دون مساندة الأشقاء، لاسيما الدول المنضوية تحت لواء مكافحة الإرهاب، منوها أن الانتصار على الإرهاب وفر لنا فرص الانتقال إلى مرحلة إعادة الإعمار والبناء للمؤسسات.
وقال وزير الخارجية العراقي إن العالم اليوم يمر بظروف صعبة تتطلب من الجميع التكاتف وتضافر الجهود، خاصة جائحة كورونا التي فرضت ظروفًا صعبة على شعوب العالم، الأمر الذي يستدعي تعاونا من الجميع، مشيرا إلى أن أبرز مثال على تكاتف الجهود الدولية ما تمخض عن اكتشاف اللقاحات والعلاجات المضادة لفيروس كورونا، مؤكدا ضرورة التوزيع العادل للقاحات على دول العالم.
بوابة العرب
حوار المنامة.. البحرين تؤكد ضرورة استخدام الدبلوماسية لجعل منطقة الشرق الأوسط آمنة ومزدهرة
تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق