حمل الأسبوع الماضى أنباء غير سارة بشأن معركة البشرية فى مواجهة فيروس كورونا المستجد "كوفيد ١٩"، حيث تحدثت تقارير عن دخول دول العالم فى الموجة الخامسة من الوباء الذى ظهر قبل عامين فى الصين، ووصل إلى شتى بقاع المعمورة وحصد ملايين الأرواح.
وقالت صحيفة "ذا صن" البريطانية فى تقرير لها، إن المملكة المتحدة يمكن أن تحذو حذو ألمانيا وفرنسا بعد الارتفاع الكبير فى عدد الإصابات مؤخرا، وأوضحت الصحيفة أن لندن يمكن أن تتبع إجراءات من شأنها تقييد حركة غير المطعمين بلقاح كورونا.
وأشارت "ذا صن" إلى أن النمسا منعت ٢ مليون شخص غير محصنين من مغادرة منازلهم إلا للطعام أو العمل، ومن المتوقع اتخاذ تدابير مماثلة، بالإضافة إلى حظر استخدام وسائل النقل العام أو دخول المطاعم والمقاهي.
وقال البروفيسور جون أشتون، المدير الإقليمى السابق للصحة العامة فى شمال غرب إنجلترا، "قد يتحقق ذلك" فى المملكة المتحدة أيضًا، فى إشارة للإجراءات ضد الأشخاص الذين لم يتلقوا لقاح كورونا، مضيفا "علينا جميعًا أن نؤدى دورنا، وفى الوقت الحالي، يبدو الأمر كما لو أن الأمر قد انتهى، ونحتاج حقًا إلى العودة إلى ارتداء الكمامات الطبية، والالتزام بالتباعد الاجتماعي، منوها إلى أن "هذا لا يتعلق بالحقوق المدنية، إنه يتعلق بالفوز فى المعركة مع هذا الفيروس وليس الاستسلام، وهو ما يبدو أنه يدافع عنه مجتمع الأعمال".
ولفت أشتون إلى أنه "لا يزال هناك ملايين الأشخاص الذين لم يتم يتلقوا الجرعة الثانية من اللقاح فى المملكة المتحدة، وهذه مشكلة لأن الفيروس لا يزال ينتشر، وبينما ينتشر الفيروس، هناك احتمال لمزيد من السلالات الجديدة".
وفيما يتعلق بالوضع فى باقى الدول الأوروبية، قالت "ذى صن" إن ألمانيا تستعد لتشديد قيودها على غير الملقحين بعد أن ضرب معدل الإصابة لمدة سبعة أيام رقمًا قياسيًا جديدًا لليوم العاشر على التوالى الأربعاء الماضي، وهناك خطط لجميع السكان الذين يطلبون إثبات وجود لقاح أو اختبار سلبى أو مناعة طبيعية عند استخدامهم لوسائل النقل العام - على الرغم من عدم وضوح كيفية تنفيذ ذلك، وقد تحد الإجراءات المستقبلية من التجمعات ومبيعات المشروبات الكحولية وإغلاق الحانات والجامعات والفنادق وحتى أسواق عيد الميلاد.
وتابعت الصحيفة البريطانية قائلة إن السلطات فى النمسا المجاورة لألمانيا شددت الإجراءات إلى أقصى درجاتها، وبدأت الاثنين الماضى إغلاقا على مستوى البلاد للأشخاص غير المطعمين الذين لم يصابوا بفيروس كورونا مؤخرًا، فيما أعلنت جمهورية التشيك عن ٢٢٤٧٩ حالة إصابة بفيروس كورونا الجديد يوم الثلاثاء، وهى أعلى حصيلة مسجلة منذ بدء الوباء".
وقالت الحكومة الألمانية الجديدة إنها تريد منع الأشخاص غير الملقحين من الذهاب إلى العمل والسفر فى وسائل النقل العام وسط ما تصفه أنجيلا ميركل بمستويات الإصابة "الدراماتيكية".
وقالت صحيفة "ديلى ميل" البريطانية أن الحكومة الإيطالية تسعى لفرض نفس الإجراءات بسبب الموجة الرابعة المتسارعة بشدة من فيروس كورونا، فى البلد الأكثر تضررًا فى الاتحاد الأوروبى – حيث يبلغ عدد وفيات "كوفيد ١٩" فى إيطاليا أكثر من ١٣٣٠٠٠، وكانت هناك ٧٨١٥ حالة إصابة جديدة بالوباء، بزيادة ٢٨٪ فى نفس اليوم من الأسبوع الماضي.
وقال ماسيميليانو فيدريجا، حاكم مدينة فريولى فينيتسيا جوليا فى شمال شرق إيطاليا إنه لا ينبغى أن يعانى من تم تطعيمهم ضد كورونا من عمليات الإغلاق الجديدة، ويجب أن تنطبق القيود فقط على أولئك الذين لم يتلقوا اللقاح، ويتفق حكام مدن توسكانا وكالابريا وليجوريا وبيدمونت مع "فيدريجا".
وكان رئيس الوزراء السابق ماتيو رينزى نشر تغريدة عبر حسابع الرسمى بموقع التدوينات القصيرة "تويتر" قال فيها: 'أنت لست مطعما؟ ابق فى المنزل.
وفى ألمانيا وصفت المستشارة أنجيلا ميركل، وضع كورونا فى العملاق الأوروبى بأنه "مأساوي" ودعت إلى اتخاذ إجراءات أكثر صرامة للحد من الوباء، ودعت إلى قوانين جديدة من شأنها أن تؤدى تلقائيًا إلى إجراءات إغلاق صارمة فى أى ولاية تصل إلى حد معين لدخول الأشخاص للمستشفيات بسبب كورونا.
وأشارت "ديلى ميل" إلى أن الحكومة الألمانية المقبلة حذرت من أنه سيتم منع الأشخاص غير الملقحين من الذهاب إلى العمل والسفر فى وسائل النقل العام، وستوصى الحكومة الجديدة أيضًا بأن يعمل الجميع من المنزل ما لم يكن لديهم "سبب تجارى مقنع".
