أشعل إعلان الفنانة إلهام شاهين عن نيتها تقديم مسرحية «المومس الفاضلة» من إخراج الفنانة سميحة أيوب جدلًا كبيرًا خاصة عقب تقدم نائب برلمانى بطلب إحاطة لرئيس الوزراء ووزيرة الثقافة، معتبرا أن هذه النوعية من الأعمال لا تناسب المجتمع ووصفها بـ«الفن الإباحى».
دفع ذلك الجدل الفنانة سميحة أيوب لتتساءل عما إذا كان النائب الذى تقدم بطلب الإحاطة قرأ النص المسرحى أم لا، وعلقت قائلة: «عيب والله.. عيب إن واحد فى البرلمان ويعمل عشوائيات». بينما أعرب المخرج الكبير محمد فاضل عن استيائه من طلب الإحاطة واصفًا إياه بالكارثة القومية، وأرسل خطابًا مفتوحًا لوزيرة الثقافة يطالبها بعدم الرد، موضحًا أن طلب الاحاطة يجب سحبه لا الرد عليه.
حالة الجدل هذه تذكرنا بفترات سابقة أثارت وقتها العديد من الأعمال ضجة بسبب مناقشتها موضوعات شائكة وأخرى تتضمن مشاهد جنسية وغيرها يتناول قضايا جرئية وترصد «البوابة» أبرز الأعمال السينمائية والمسرحية التى أحدثت ضجة كبيرة.
«الحسين ثائرًا»
مسرحية «الحسين ثائرًا» لـ«عبدالرحمن الشرقاوى» التى اعترضت عليها الرقابة بدعوى رفضها أن يجسد ممثل دور سارق أو غيرها من الأنماط السلبية ويأتى بعدها ليجسد شخصية «الحسين»، فحاول مخرج العرض التحايل على الموقف، وعرضها فى بروفات «جنرال» لمدة شهر، لمنح الأزهر فرصة أطول ليتراجع عن موقفه، وأتاحت تلك الحيلة تقديم المسرحية أمام عدد كبير من الجمهور، وكان يقوم بدور الحسين رضى الله عنه الفنان «عبدالله غيث»، بينما أدت «أمينة رزق» شخصية السيدة زينب رضى الله عنها وشارك فى بطولتها يوسف وهبى وفردوس عبدالحميد وأشرف عبدالغفور.
توالت بعدها الأحلام على أمل تغيير وجهة نظر الأزهر والسماح بتقديم المسرحية وكانت من ضمن أحلام الفنان الراحل نور الشريف تقديمها وحاول بمعاونة الدكتور أشرف زكى للحصول على موافقة شيخ الأزهر أحمد الطيب، كما حاول المخرج جلال الشرقاوى تقديم مشروع المسرحية لمجمع البحوث الإسلامية فى الأزهر ولكن باءت المحاولات بالفشل.
«نائب عزرائيل»
أيضًا باءت محاولات عرض مسرحية «نائب عزرائيل» بالفشل، وهى مسرحية مأخوذة عن رواية الكاتب الراحل يوسف السباعى «نائب عزرائيل»، وتدور أحداثها حول «عزرائيل» ملك الموت عندما يخول مهامه لبنى آدم ويطالبه بقبض أرواح البشر نيابة عنه لانشغاله بميعاد مع حورية من حوريات الجنة فيغير البشر قانون الموت وبدلًا من قبضه لأرواح الناس يحاول إنقاذها.
«زيارة للجنة والنار»
كما فشلت محاولات عرض مسرحية «زيارة للجنة والنار» للكاتب الكبير مصطفى محمود، حيث اشترى المخرج جلال الشرقاوى حقوق تقديمها من مؤلفها، كما حصل على موافقة مبدئية من شيخ الأزهر وقتها الشيخ محمد سيد طنطاوى ولكن لم تخرج المسرحية للنور ورفضها الأزهر بعد وفاة الدكتور محمد سيد طنطاوى ثم رفضتها الرقابة أيضًا، وخاصة أن المسرحية تتناول فكرة مقابلة وجوه سنعرفها فى الجنة والنار من عالمنا.
«حسنة إبليس»
واعترضت الرقابة أيضًا على مسرحية بعنوان «حسنة إبليس» وهاجمها بعض رجال الدين بدعوى أنه ليس لإبليس أى حسنة، وطالبوا بوقفها لإساءتها وازدرائها للدين وللدعوة والدعاة، ومن هنا كانت مطالبتهم بوقف عرضها وخاصة أن الرقابة سبق واعترضت على اسمها.
«بالألوان الطبيعية» و«بحب السيما»
وفى السينما هناك عدد كبير من الأفلام التى أثارت ضجة كبيرة فى موضوعاتها، منها فيلم «بالألوان الطبيعية» الذى رفض الأزهر عرضه بسبب شخصية بطل الفيلم الذى يتحدث إلى الله وكأنه صديق له واحتواء الفيلم على كلمات تتنافى مع الدين. وأيضًا فيلم «بحب السيما» الذى تم عرضه عام ٢٠٠٤، الذى أثار جدلًا كبيرًا عند عرضه، كما تم رفع دعاوى كثيرة من رجال دين ومحامين مسيحيين ضد الفيلم، بسبب الطريقة التى يتناول فيها العمل الأسرة المسيحية، والعمل من تأليف هانى فوزى وإخراج أسامة فوزى وجسد محمود حميدة، ليلى علوى والطفل يوسف عثمان.
«حين ميسرة» و«حلاوة روح»
أما فيلم «حين ميسرة» اعترض الأزهر عليه حيث ظهرت فيه غادة عبدالرازق، وسمية الخشاب، فى مشاهد سحاق، وهو ما رفضه الأزهر بدعوى أنه ينشر الأفكار المتنافية مع الدين الإسلامى، حتى أن بعض علماء الأزهر طالبوا بتحويل الفنانتين إلى النيابة للتحقيق معهما، كما واجه فيلم «حلاوة روح» للفنانة هيفاء وهبى انتقادات عديدة، وطالبوا بوقف عرضه.
«يوسف وأخواته» الذى تحول لـ«المهاجر»
وللراحل يوسف شاهين تجربة مثيرة مع الرقابة حينما قدم سيناريو فيلم بعنوان «يوسف وأخواته» تأليف رفيق الصبان للحصول على ترخيص بتصويره، وتم رفضه بسبب تحريم تجسيد الأنبياء على الشاشة، وبعدها أعيدت كتابة السيناريو مرة أخرى ليتحول إلى فيلم «المهاجر»، حيث وافقت الرقابة على تصوير الفيلم بعد أن أبدى رئيسها فى ذلك الوقت حمدى سرور بعض الملاحظات التى تم تعديلها فى سيناريو الفيلم، فضلًا عن وضع عبارة قبل بداية الفيلم تؤكد أن أحداثه لا تمت إلى قصة أو حادثة فى التاريخ، ولا تتعرض لشخص أى من الأنبياء وأنها مجرد رواية سينمائية لفترة خصبة فى التاريخ المصرى القديم. وكان من بطوله خالد النبوى ويسرا ومحمود حميدة، وحاز العمل على إعجاب المشاهدين، إلا أن أحد المحامين حرك دعوى قضائية ضد الفيلم بدعوى أن شخصية بطل الفيلم «رام» تتطابق مع شخصية النبى يوسف التى وردت فى القرآن الكريم، واستطاع المحامى وقف عرض الفيلم، ورفع المخرج الراحل يوسف شاهين دعوى قضائية وحصل على موافقة بعرض الفيلم بعد تغيير بعض المشاهد.
«الرسالة»
أما فيلم «الرسالة» الذى أنتج عام ١٩٧٦ واجه تهمة تجسيد شخصية سيدنا حمزة رضى الله عنه وبعض الصحابة، وكذلك فيلم «القادسية» للمخرج صلاح أبوسيف عام ١٩٧٩، حيث جسد أحد الممثلين شخصية الصحابى الجليل سعد بن أبى وقاص، أحد العشرة المبشرين بالجنة، وهو ما واجه انتقادات شديدة.