رفض الشاب الثلاثينى «رامى عرابى» الانصياع لتهديد بلطجى حاول فرض إتاوة عليه، عن طريق إجباره على تصليح مركبة التوك توك الخاصة بالثانى دون مقابل.
تذكر الأول وقتها أطفاله وأسرته التى يتولى مسئوليتها، ليزداد إصراره على عدم دفع الإتاوة وعدم العمل دون مقابل، ليقرر الجانى إنهاء حياته بطعنة غادرة كتبت معها آخر سطر فى رحلة «أسطورة الخير» بالمرج، بعدما تناسى القاتل مساعدة القتيل له خلال السنوات الماضية.
رغم مرور أيام على الواقعة، وهدوء الأوضاع فى المنطقة الشاهدة على الحادث، لكن الواقعة ظلت فارضة نفسها على دائرة حديث الأهالي، البعض يعيد تفاصيل ما حدث، وما سبق ذلك من أحداث، إلا شخص يجلس بين هؤلاء بذهن شارد وبوجه يبدو عليه الشحوب، لا يتحدث مع أحد غير أن عينه رابضة على مدخل عقار منزل، يحدق بعينيه يمينا ويسارا، وبعد الاقتراب منه وسؤاله عن المجنى عليه قال: «أنا عصام أخو القتيل»، والذى بدأ يروى لمحرر «البوابة»، تفاصيل مقتل شقيقه قائلا: «زرع الخير فحصد الشر، أخويا كان عايش حياته كلها للخير وملوش خلافات مع حد، فمع الضوء الأول للشمس معنلة عن نهار جديد يستيقظ شقيقى للذهاب للعمل فى ورشة لتصليح التكاتك، بعد أن يوصل نجلته الكبرى للمدرسة خوفًا عليها، وبعد انتهاء العمل يأتى ليطمئن على والدتى ووالدى محملًا بـبشاير الخير، ما بين طعام وجنيهات تساعدهم على شراء متطلباتهم اليومية والأدوية التى قررها الأطباء لهما مؤخرًا».
وأضاف: «قبل نحو عامين حضرت سيدة لورشة شقيقى وطلبت منه التوسط لشراء مركبة توك توك لنجلها المدعو محمد عادل والشهير بـحماصة، وهو الأمر الذى تحقق بالفعل، لكنه لم يدر أنه سيرد له الخير بالشر، واعتقد الجميع حينها أن حماصة سوف تتبدل أحواله من البلطجة لشخص يريد العمل والكسب بالحلال من خلال العمل على التوك توك، ليحدث ما لم يكن فى الحسبان، ليفاجئ الجميع أنه أصبح أكثر عنفا عما كان عليه سابقًا، لدرجة جعلته كاد أن يذبح أحد أهالى المنطقة قبل ذلك خلال مشاجرة كان هو السبب فى إشعال فتيل نيرانها».
وأوضح: «جرت أمور شقيقى طبيعية، سيناريو شبه يومى متكرر، تحمل خلالها عددا من المضايقات التى قام بها «حماصة»، فكان يتوجه له بشكل دائم ويطلب منه تصليح التوكتوك له، محدثًا إياه قائلا: «صلح لى التوك توك عشان أنت اللى جبته ليا، رغم أن التوك توك عند شرائه منذ عامين كانت حالته جيدة، ورغم ذلك كان أخى يوافق ويتحمل لعدم التشاجر معه، حتى فاض الكيل به، ورفض تصليح التوك توك له، ذلك القرار الذى قوبل بوابل من الشتائم أطلقها المتهم وقتئذ ثم توعد شقيقى بالقتل والانتقام منه فى أقرب وقت»، متابعًا: «لحظات قاسية مرت على رامى بسبب قيام القاتل بالتوجه إليه دائما، ويقول له: «أنا مش هسيبك ونهايتك هتكون على أيدى»، ليرد عليه أخى قائلًا: «أنا عندى بيت وعيال وناس بصرف عليها وخسارة اتحبس فيك يا حماصة».
وتابع: «يوم الواقعة بعد انتهاء شقيقى من العمل جلس على أحد المقاهى ليحتسى كوبًا من الشاي، وبعدها فوجئ بقدوم المتهم نحوه يطلب منه عدم الجلوس على المقهى ومغادرتها لتنشب بينهما مشادة كلامية قام على إثرها المتهم بإحضار سلاح أبيض «مطواة» وسدد للمجنى عليه طعنة نافذة فى الفخذ اليمنى ليسقط على الأرض غارقًا فى دمائه، ويلقى مصرعه فى الحال».
وناشد شقيق الضحية المستشار حمادة الصاوي، النائب العام، بالوقوف إلى جوارهم، حتى يسترد حق أخيه، الذى قُتَل غدرًا، مختتما بقوله: «لن يريح قلوبنا سوى إعدام القاتل».
حوادث وقضايا
زرع الخير فحصد الشر.. «حماصة» يقتل «رامى» لرفضه تصليح التوك توك
تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق