مع انتشار المشاهد العنيفة والدموية بشكل مكثف، في الأفلام والمسلسلات التي تبث عبر الفضائيات في الآونة الاخيرة، علاوة على عشرات ومئات المقاطع المصورة التي تعج بها مواقع التواصل الاجتماعي على مدار الساعة، خلقت حالة من العنف السلوكي لدى أطفال المدارس، وتجرأ الكثيرون منهم على ارتكاب الجريمة دون خوف، وحيث ليست ثمة وسيلة لاكتساب المهارات لدى النشء غير التعليم بالتجربة والتلقين، فقد بات نجوم البلطجة والعنف في الأفلام والمسلسلات والسوشيال ميديا، قدوة سلوكية ومعرفية لدى العديد من هؤلاء الاطفال، الامر الذي ينذر بكارثة تبدد المفهوم المعرفي والتربوي لدي طلبة المدارس.
فخلاف بين طالب مدرسة بحلوان مع زميله، كان حسمه تمزيق وجهة الأخير بـ"كاتر" ، وتلميذ الصف الابتدائي الذي اعتاد على البلطجة على زملائه بـ"سكين" بداخل مدرسة بالقاهرة، كان مآله أن يمزق ذراع زميله للحصول على طعامه، ولم يكن الطالب الذي أقدم على طعن زميله بزجاجة مياه غازية مكسورة في رقبته دفاعًا عن طفل، يعلم بأن روحه ستفارق الحياة بعد هذه الطعنة ليتحول من طالب إلى مجرم في لمح البصر.
وفيما يلي ترصد "البوابة نيوز" عدد من الجرائم التي قام طلبه بالاعتداء على زملائهم.
اختلف مع زميله في الفصل فمزق وجهه بـ"كتر"
اعتدى طالب على زميله بسلاح أبيض "كتر" داخل إحدى المدارس فى منطقة حلوان، مما أدى إلى إصابته بـ 70 غرزة في الوجه، حيث تم نقله إلى المستشفى لتلقي العلاج.
تلقي قسم شرطة حلوان، بلاغا من أحد المستشفيات باستقبال طالب مصاب بجرح غائر في الوجه، وتلقي الرعاية الطبية اللازمة وإجراء جراحة تجميلة له فى الوجه بإجمالى 70 غرزة.
وانتقلت قوة أمنية لمحل البلاغ وبالفحص تبين نشوب خلاف بين الضحية وزميله، فأخرج الأخير سلاح أبيض عبارة عن "كتر"، وأصاب المجنى عليه بجرح غائر في الوجه.
وعقب تقنين الإجراءات وبإعداد الأكمنة اللازمة، تم القبض علي المتهم، وتحرر عن ذلك المحضر رقم 2685 لسنة 2021 وتباشر النيابة التحقيقات.
شهدت إحدى المدارس الخاصة بشارع عباس العقاد بمنطقة مدينة نصر، واقعة مأساوية عندما أقدم طالب بالصف السادس الابتدائى على التعدي على زميله بسكين داخل المدرسة.
طعن زميله بسكين للحصول على طعامه
تعود الواقعة عندما تلقت أجهزة الأمن بالقاهرة بلاغًا من غرفة عمليات النجدة بوجود مصاب داخل مدرسة، وعلى الفور انتقلت أجهزة الأمن، وتبين إصابة طالب بالصف السادس الابتدائى، بتهتك فى أوتار اليد وقطع في أعصاب اليد.
بإجراء التحريات، تبين أن وراء ارتكاب الواقعة صديقه، وأن الواقعة بدأت بمشادة كلامية بين الطرفين، تحولت لمشاجرة قام على إثرها المتهم بضرب صديقه بسكين وتسبب فى إصابته، وتم ضبط الطالب.
وفي هذا السياق تواصلت «البوابة» مع أسرة الضحية والذى يدعى "نور الدين أحمد سمير" وهو طالب بالصف السادس الابتدائى.
وقال أحمد سمير، والد الطالب المعتدى عليه، إنه عرف الواقعة من بواب العمارة، عندما أخبره أن ابنه تم نقله إلى المستشفى بعد اعتداء زميله عليه داخل المدرسة بسكين.
وأشار إلى أن والدة الطفل فقدت وعيها عندما شاهدت يد نجلها وهي ممزقة بالسكين، حيث كان الجرح عميقا، وكانت أوتار يده خارج الجلد.
وأوضح والد الطفل أن أهل الطفل المتهم تواصلوا معهم، وطلبوا منهم التنازل عن المحضر كى لا يضيع مستقبل نجلهم.
وذكر أن الواقعة تعتبر إهمالا كبيرا من المدرسة وأولياء الأمور، فكيف يسمحون لطفل يدخل المدرسة بسكين، قائلا: «كان ممكن أن يقطع إيد ابني فى لحظة».
في ذات السياق، قال الطفل «نور الدين أحمد سمير» الذي اعتدى عليه زميله: «كان عندنا حصة أنشطة واستأذنت المدرسة إنى افطر، وبعدها جه الطالب اللى ضربنى وكان عايز ياخد منى فطارى وسندوتشاتى، قولتله دا فطارى، ولما زقيته بعيد عنى راح مطلع سكينة من شنطته وضربنى بيها».
واستكمل الطالب: «كان يريد أن يضربنى فى رقبتي وصدري لكن الضربة جت فى إيدى، ودى مش أول مرة يتعرض لى.. فقد كان يتشاجر مع زملائه قبل كده.. وأنه شاهد السكينة معه قبل ذلك».
وقالت والدة الطفل نور، إن ضربة السكين التي تعرض لها نجلها تسببت له فى قطع في الوتر الأوسطي، وتهتك فى الأعصاب، والدكتور طلب إجراء عملية استكشافية كي يتأكد من سلامة حركة الأعصاب والإحساس لصوابع اليد.
طعن زميله حتى الموت دفاعًا عن طفل
شهدت محافظة كفر الشيخ ، جريمة مروعة، حيث قام طالب بذبح زميله في الطريق العام دفاعا عن طفل صغير كان القتيل يعتدي عليه بالضرب.
وتلقى قسم شرطة أول كفر الشيخ بلاغا من أحد المستشفيات باستقباله جثة طالب، مقيم بدائرة القسم وبها جرح ذبحي بالرقبة.
وتوصلت أجهزة الأمن عبر التحقيقات إلى نشوب مشادة كلامية بين القتيل وطالب زميل له مقيم بدائرة قسم شرطة ثان كفر الشيخ، خلال تواجدهما بأحد الشوارع بدائرة قسم شرطة أول كفر الشيخ لتلقي الدروس الخصوصية بأحد المراكز، وتطور الأمر إلى مشاجرة قام الأخير على إثرها بالتعدي على المتوفـى بقطعة زجاج فأصابه بجرح قطعي في الرقبة، أودى بحياته على الفور.
وتمكنت قوة من قطاع الأمن من ضبط المتهم، الذي اعترف خلال الاستجواب، أنه خلال سيره وزملائه بالشارع شاهد المجني عليه يعتدي بالضرب على طفل صغير فحاول الدفاع عنه، إلا أن القتيل حاول التعدي عليه بالضرب فتشاجرا سويا وقام بالتقاط قطعة زجاج مكسورة من الأرض من بقايا زجاجة مياه غازية، واعتدى بها على المجني عليه فأودى بحياته، مؤكدا عدم اشتراك أي من زملائه فـي ارتكاب الواقعة.
وتمت إحالة الطالب المتهم إلى النيابة العامة للتحقيق، وأمرت بحبسه احتياطيا على ذمة القضية.