الثلاثاء 05 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

تقارير وتحقيقات

دموع في ليلة العمر.. تكفين العروس بالفستان الأبيض والصراخ ينهى الفرحة.. استشاري: متلازمة القلب المنكسر نتيجة الفرح والحزن الزائد تسبب الوفاة.. و"نفسى": عيوب خلقية وراء الوفيات

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

قبل أيام قليلة، ودع أهالي قرية الريدة التابعة لمحافظة المنيا عروسًا لم تدم فرحتها أكثر من 30 دقيقة فقط تلاها فقدان للحياة، الفتاة العشرينية نادية طه ماضي.

والدها لم يصدق ما جرى، وذكر في تصريحات صحفية أن ابنته أبلغته بسعادتها عقب انتهاء الفرح وكان سعيد جدا قبل أن يقطع سمعه خبر وفاتها، ليسرع لمكان العرس ويجد أن الله قضى أمرا كان مفعولا، ولم يملك سوى الدعاء لها وترجح أسباب الوفاة إلى أزمة قلبية.

نادية..عروسة المنيا

وتتزايد حالات الوفاة بين الشباب نتيجة تعرضهم للموت المفاجىء نتيجة التعرض لأزمات قلبية، وفسر الخبراء بأن متلازمة القلب المنكسر قد تكون السبب لزيادة الضغط على القلب نتيجة الإفراط فى الحزن أو الفرح، وأرجعوا إخفاء الأهالى لإصابة ذويهم بالأمراض من دافع الوصمة أو العار بسبب غياب الثقافة والوعى.

فى أغسطس الماضي دوت مفاجئة بقرية ميدوم إحدى قرى مركز الوسطى، قلبت الزفاف رأسًا على عقب وتعالى الصراخ، ولما لا فقد ماتت العروس ذات العشرين عامًا، إسراء شعبان سعد القاضي فتاة محافظة بنى سويف، لم تتركها الأزمة القلبية الحادة بحسب توصيف الطبيب المعالج  لأن تكمل فرحة ليلة زفافها وأفقدتها حياتها ولم تمُهلمها سوى 60 دقيقة فقط من ليلة العمر قبل أن تفارق الحياة بين يد عريسها.

إسراء عروسة بنى سويف

وبحسب روايات الأهالي، فإنهم سمعوا بدلًا من الزغاريد والمباركات صرخات ودموع واستغاثات، وحينما أسرعوا كانت مفاجئة سقوط العروس مغشيًا ليسرعوا لنقلها لأقرب مستشفى بذات المركز ولكنها التقطت أنفاسها الأخيرة بين جدارانها بدلًا من مكان الزوجية.

فيما استبدل الأهل والأقارب ما دونه عبر صفحات السوشيال ميديا وتحول من منصة للفرح والمباركة إلى سرادق عزاء: "لله الأمر من قبل ومن بعد، كانت عروسة في الدنيا، واليوم عروسة في الجنة، رحمها الله وغفر لها".

 

وقال الدكتور طارق الخولى، استشاري القلب بكلية القصر العيني: إنه من الوارد حدوث مثل هذه الحالات والموت المفاجئ نتيجة الفرحة أو الحزن الزائد أو مجموعة الاضطرابات التى تتم فى فى هذا التوقيت ما يمكن تفسيرها بظاهرة  متلازمة "القلب المنكسر"، وهنا علميًا يفرز القلب هرمونات معينة نتيجة الإجهاد، مثل الأدرينالين، تؤدى إلى عدم انتظام الكهرباء فى الجسم ما يوقف عضلة القلب.

الدكتور طارق الخولى

وواصل "الخولى": يمكن تعريف متلازمة "القلب المنكسر" باسم "اعتلال تاكوتسيبو لعضلة القلب"، وفيها يتم تعطيل وظيفة ضخ القلب للدم بشكل مؤقت، ويشعر المصاب بألم مفاجئ في الصدر، وقد اكتشفت لأول مرة في اليابان سنة 1990، وتشبه فى أعراضها بالنوبة القلبية، حيث يشعر المصابون بها بألم في الصدر وضيق تنفس.

واقعة أخرى فى يوليه الماضي، فبدل من تلقى التبريكات والتهنئة تحول الزفاف إلى سرادق عزاء لوفاة العروس ليلة زفافها، خلود أحمد فتاة مركزههيا بالشرقية، كانت سعيدة بالخطوبة وأنهت كل تجهيزات الفرح ونقل العفش إلى شقة الزوجية، وبدون أية مقدمات سقطت مغشيًا عليها قبل ليلة الزفاف بـ6 أيام، ودون أي أمراض تشكو منها، وتم نقلها على الفور لمستشفى ههيا المركزي والتي حولتها إلى الزقازيق الجامعي.

وفي اليوم الذي كان محدد له أن تزف خلود عروسة الجنة على عريسها، لفظت فيه أنفاسها الأخيرة، ليتم زفافها إلى قبرها، حيث وضع الأهالي طرحة العروسة على نعشها وتم تشييعها إلى قبرها وسط زغاريد النساء.

وقال الدكتور"جمال فيرويز استشارى الطب النفسى، أحيانا بعض الشباب يعانى من بعض الأمراض أو عيوب خلقية في القلب أو المخ دون علم وبالتالى عند التعرض للفرح الزائدة أو الاضطرابات الزائدة ترفع هرمون الأدرينالين، ما يسبب تمدد هذا العيب الخلقي "التصاق بين شريان ووريد " وتسمى "النقطة الضعيفة" ما يرفع ضغط الدم وانقباض في الأوعية الدموية وتبدأ في فتح الشرايين الضعيفة أو الملتصقة وإذا حدثت في المخ تسبب الغيبوبة ثم الوفاة وفى الوفاة المباشرة في إصابة القلب.

وأضاف "فيرزيز: قد تخفى الأهالى المرض سواء "عضوى أو نفسى" باعتباره وصمة أو عار وفى حالة الإعلان عنها ستسبب تقليل فرص الارتباط بالمستوى الذى يأمل فيه فيخفى المرض نتيجة غياب الوعى أو الثقافة وزيادة من الإخفاء والمشاكل.