الخميس 24 أكتوبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

ثقافة

الحجارة تصرخ فيلم وثائقي إيطالي يقدم حكاية المسيحيين الفلسطينيين

 المخرجة الإيطالية
المخرجة الإيطالية ياسمين بيرني
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تسلط المخرجة الإيطالية ياسمين بيرني الضوء على تاريخ المسيحيين الحديث في الاراضي الفلسطينية وما تعرضوا له منذ النكبة في فيلمها الوثائقي (الحجارة تصرخ: قصة الفلسطينيين المسيحيين).
من جانبها قالت بيرني بعد عرض فيلمها في قاعة كنيسة الروم الارثوذكس في رام الله مساء السبت أن "السبب وراء تنفيذ هذا الفيلم كان الصدمة التي شعرت بها عندما زارت مدينة بيت لحم في عام 2006، لتجد مدينة ميتة تحيط بها الجداران والعديد من الحواجز على الطرق المؤدية لها."
وتابعت "أن الغالبية تعتقد أن الصراع هنا بين المسلمين واليهود ولا يعرفون أن المسيحيين جزء من الشعب الفلسطيني ولهم دور في هذا الصراع ويتعرضون لما يتعرض له المسلمون."
وتقدم بيرني في فيلمها الذي عملت عليه على مدى ست سنوات ولا زالت تضع عليه بعض اللمسات لقطات حية من الارشيف لما تعرض له المسيحيون الفلسطينيون عام 1948 واختارت قرية كفر برعم في الجليل نموذجا لذلك.
ويستضيف الفيلم العديد من سكان تلك القرية الذين عاشوا في تلك الفترة وكانت اعمارهم آنذاك بين العاشرة والخامسة عشرة مقدمين شهادات حية لما حدث في قريتهم التي لم يعودا اليها إلى يومنا هذا.
ويعرض الفيلم حكاية الفلسطينيين وما يتعلق بالمسيحيين فيها تحديدا بتسلسل زمني من النكبة عندما أعلن قيام إسرائيل مرورا بحرب عام 1967 التي ادت إلى الاستيلاء على ما تبقى من الاراضي الفلسطينية وصولا إلى الانتفاضة الأولى عام 1987 والثانية عام 2000.
واختارت المخرجة بلدة بيت ساحور المجاورة لمدينة بيت لحم مهد السيد المسيح ذات الغالبية المسيحية لتقدمها نموذجا على نضال المسيحيين في الانتفاضة الأولى.
ويتناول الفيلم قصة البلدة التي بادرت إلى العصيان المدني خلال تلك المرحلة وما تسبب لها ذلك من معاناة بسبب الحصار الذي فرض عليها من قبل الجيش الإسرائيلي وفقدان عدد من ابنائها في المواجهات العنيفة التي كانت تشهدها بين الشبان وقوات الاحتلال الإسرائيلية.
وتعيد المخرجة إلى الاذهان ما شهدته البلدة بصور من الارشيف إضافة إلى شهادات حية من السكان الذين عاشوا تلك المرحلة.
ويتضمن الفيلم أيضا عرضا للحصار الذي شهدته كنيسة المهد عام 2002 بعد أن تحصن فيها عدد من المقاتلين الفلسطينيين.
ويستضيف الفيلم إضافة إلى السكان العاديين بعض رجال الدين مثل البطريرك ميشيل الصباح والاكاديمي الراحل جابي برامكي إضافة إلى حنان عشرواي التي تشغل حاليا منصب عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية.
وأوضحت مخرجة الفيلم أن الإجراءات التي قامت بها إسرائيل ضد الفلسطينيين بمن فيهم المسيحيون دفعت العديد منهم إلى الهجرة.
وقال حنا عيسى الأمين العام للهيئة المسيحية الإسلامية في مقال له يوم الأحد أن نسبة المسيحيين في الاراضي الفلسطينية أقل من واحد في المئة حاليا.
وأضاف "الاحصائيات الأخيرة تشير إلى أن عدد المسيحيين يبلغ 40 الفا في الضفة الغربية و5000 في القدس و1250 في قطاع غزة."
وقالت بيرني التي قدمت عروضا لفيلمها في الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا خلال الفترة الماضية أن عددا كبيرا ممن شاهدوا الفيلم قالوا انهم لا يعرفون أن المسيحيين جزء من الصراع العربي الفلسطيني.
وقال الارشمندريت جوليو عبد الله راعي كنسية الروم الكاثوليك في رام الله خلال النقاش الذي جرى بعد عرض الفيلم "هناك متضامنون مع القضية الفلسطينية يعرفون أكثر من اولادنا. نحن نسينا واصبح التصريح (لدخول إسرائيل) أهم الينا من التحرير." وأضاف "يجب أن يمثل هذا الفيلم وقفة وجدانية حتى نعود إلى ماضينا المجيد."
وقالت المخرجة ردا على بعض التساؤلات إنها أرادت تبسيط الأمر قدر الامكان حتى يسهل على كل من يشاهد الفيلم فهمه.
ورأى الارشمندريت الياس عواد الرئيس الروحي للروم الارثوذكس في رام الله أن الفيلم "يشكل مساهمة في سد النقص في المعرفة ويقدم الواقع كما هو."
وتستعد المخرجة لتنظيم سلسلة عروض لفيلمها المقدم باللغتين العربية والانجليزية في مدن الضفة الغربية على مدى الايام القادمة قبل أن تعود مجددا إلى الولايات المتحدة وبريطانيا لعرضه هناك مرة أخرى.