الأحد 22 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

بوابة العرب

في عيدها الوطني.. العلاقات المصرية - العمانية تاريخ ممتد ونموذج يحتذى به

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

استطاعت سلطنة عُمان أن تحقق إنجازات عديدة ومتنوعة في جميع القطاعات خلال الفترة الماضية من مسيرة النهضة المتجددة رغم الظروف العالمية التي فرضتها جائحة كورونا.

كما استطاعت مسقط أن تتبوأ مكانة دولية وإقليمية وعربية رفيعة المستوى، وحققت العديد من الإنجازات العالمية المتتالية بالداخل والخارج أيضًا في ظل النهضة المتجددة التي يقودها السلطان هيثم بن طارق بكل حكمة وكفاءة.

وقد حرص السلطان هيثم بن طارق منذ توليه مقاليد الحكم على التأكيد بأن سياسة عُمان الخارجية ستظل ثابتة، سيرًا على خطى السلطان قابوس بن سعيد – طيب الله ثراه - دعائمها التعايش السلمي وحُسن الجوار وعدم التدخل في الشئون الداخلية للغير واحترام سيادة الدول والتعاون الدولي في مختلف المجالات، إلى جانب الدعم والمساهمة في حل الخلافات بالطرق السلمية وإيجاد حلول مرضية لها بروح من الوفاق والتفاهم.

العلاقات العُمانية المصرية

وبتسليط الضوء على العلاقات العُمانية المصرية، نجد أنها تشهد دومًا دفعات قوية للأمام، بفضل الانسجام والتشاور والتفاهم والتنسيق والتعاون المشترك إزاء مختلف القضايا الثنائية والعربية والإقليمية والدولية، وتستمد هذه العلاقات قوتها من عمقها التاريخي والحضاري المتجذر، ومن تعدد جوانب التعاون بين البلدين وتشعبها وعدم اقتصارها علي جانب واحد.

وتُعد العلاقات بين عُمان ومصر، نموذجية بامتياز، لأنها ترتكز على أبعاد تاريخية وحضارية تمتد لأكثر من ٣٥٠٠ عامًا، حيث التبادل التجاري بين القدماء المصريين وأهل عُمان من خلال تصدير اللُبان العُماني الشهير إلى مصر، بل إن الملكة المصرية "حتشبسوت" قامت برحلة تاريخية إلى "ظفار" في عصر الفراعنة، مما يدلل على حضارة البلدين وعلاقاتهما التي تضرب في جذور التاريخ، وهو ما أدى إلى علاقات اقتصادية وتجارية واسعة، تطورت مع الوقت إلى علاقات سياسية واستراتيجية وروابط اجتماعية وثقافية كبيرة، ومن ثم فإن تلاقى الأفكار والمواقف بين الدولتين تجاه قضايا المنطقة لم يأت من فراغ، بل كان للتاريخ والجغرافيا الأثر الكبير في بلورة مواقف مشتركة بين الدولتين الشقيقتين.

3 مراحل تاريخية

وتمر العلاقات بين السلطنة ومصر بثلاث مراحل تاريخية، الأولى: كانت بين مصر الفرعونية والحضارة العُمانية في ذلك الزمان، حيث كان "اللُبان" العُماني يستخدم في المعابد الفرعونية، وكان المصريين القدماء يستوردونه من جنوب عُمان في ذلك التوقيت.. والمرحلة الثانية: حينما فتح عمرو بن العاص مصر، جاء عدد من القبائل العُمانية في ذلك الوقت، وأكدت المؤشرات التاريخية على بقاء أفراد من عُمان وشكلوا فيما بعد بعض القبائل.. أما المرحلة الثالثة فكانت في سبعينيات القرن الماضي، حينما تولى السلطان الراحل مقاليد حكم السلطنة، وبدأت العلاقة في العصر الحديث واستمرت إلى الأفضل دائمًا، وقد أكد السلطان هيثم بن طارق حينما تولى مسئولية الحكم على استمرار نهج سياسة عُمان الخارجية، ويؤكد المسئولون العُمانيون دومًا أن مصر لها الأولوية والاهتمام لدورها الريادي والأساسي في قاطرة الأمة العربية.

ومن أبرز مظاهر تعزيز العلاقات بين عُمان ومصر مؤخرًا، الاتصال الهاتفي الذي أجراه السلطان هيثم بن طارق، بالرئيس عبدالفتاح السيسي خلال شهر يوليو الماضي، حيث تناول الاتصال موضوعات العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين، وذلك في إطار المسيرة المتميزة للتعاون بينهما، فضلًا عن بحث تطورات عدد من الملفات الإقليمية المختلفة ذات الاهتمام المشترك.

وأشاد السلطان هيثم بن طارق بتميز العلاقات المصرية العُمانية، وأواصر المودة والأخوة التي تجمع بين الشعبين الشقيقين، معربًا عن حرص السلطنة على تعزيز أطر التعاون القائمة بين البلدين وفتح آفاق جديدة للتعاون الثنائي بينهما، فضلًا عن مواصلة التشاور والتنسيق بين الجانبين حول القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، خاصة في ضوء كون مصر محورًا  أساسيًا في الحفاظ على أمن واستقرار المنطقة، إلى جانب سعي مسقط للاستفادة من التجربة التنموية الرائدة والملهمة لمصر التي تحققت من خلال الرؤية الثاقبة والقيادة الحكيمة للرئيس السيسي.

ومن جانبه، أعرب الرئيس السيسي خلال هذا الاتصال، عن أطيب التمنيات للسلطان هيثم بن طارق بالتوفيق لاستكمال مسيرة التنمية الشاملة التي أرسى قواعدها وبدأها السلطان الراحل، والنجاح في تحقيق رؤية "عُمان ٢٠٤٠"، وأشاد بالعلاقات الودية التاريخية التي تربط بين البلدين والتي تشكلت عبر عقود ممتدة من التضامن والتكاتف والوقوف صفًا واحدًا ضد الأزمات والتحديات، كما أكد حرص مصر على الحفاظ على تلك العلاقات المتميزة والارتقاء بها على نحو مستمر بما يحقق مصالح الشعبين الشقيقين ومصالح الأمة العربية بأسرها.

كما أكد الجانبان خلال الاتصال، على حرص عُمان ومصر على تعزيز العلاقات الثنائية المشتركة في كافة المجالات خلال الفترة المقبلة، خاصة على الصعيد الاقتصادي والاستثماري وزيادة معدلات التبادل التجاري بما يحقق مصلحة الشعبين، بالإضافة إلى أهمية الارتقاء بتلك العلاقات لتصل إلى المستوى المتميز للعلاقات السياسية بين الجانبين.