بتكليف تام من جلالة سلطان عمان هيثم بن طارق وعلى هامش فعاليات الدورة الحادية والأربعين للمؤتمر العام لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة ـ اليونسكو ـ المنعقدة حاليًا في العاصمة الفرنسية باريس ، سلَّمت الدكتورة مديحة بنت أحمد الشيبانية وزيرة التربية والتعليم رئيسة اللجنة الوطنية العُمانية للتربية والثقافة والعلوم مساء أمس للفائزين جائزة اليونسكو - السلطان قابوس لصون البيئة في نسختها السادسة عشر لعام 2021 ،مناصفة لكل من معهد بحوث غابات ماليزيا (FRIM) بماليزيا، وجامعة التعاون الدولي (UCI) ممثلة في كلية أمريكا اللاتينية للمناطق المحمية (ELAP) ـ كوستاريكا حيث أكدت الوزيرة العمانية في كلمتها التزام سلطنة عُمان بالمحافظة على البيئة وحمايتها، ودأبها على تبني سياسة شاملة في هذا الصدد لضمان وضع البيئة في طليعة خطط التنمية.
هذا وتُمنح جائزة اليونسكو - السلطان قابوس لصون البيئة مرة كل عامين، وقد أُنشئت بفضل المنحة الكريمة للمغفور له السلطان قابوس بن سعيد السعيد. ويحصل الفائزون بالجائزة على مبلغ قدره 100 ألف دولار أمريكي، وعلى شهادة وميدالية في أثناء حفل تسليم الجائزة.
وقد وقع اختيار معهد أبحاث غابات ماليزيا ـ الذي تأسس عام 1929م ـ لكونه إحدى المؤسسات الرائدة في مجال أبحاث الغابات الاستوائية في العالم، ويعمل على تعزيز الإدارة المستدامة والاستخدام الأمثل لموارد الغابات في ماليزيا من خلال إنتاج وتطوير المعارف والتكنولوجيا عبر البحث والتطوير وتطبيقاتهما في مجال الغابات الاستوائية.
كما أن جامعة التعاون الدولي ممثلة في كلية أمريكا اللاتينية للمناطق المحمية تشارك بفاعلية في مجال المناطق المحمية في مختلف بلدان أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي، بالإضافة إلى جهودها في مجال التوعية بتغيّر المناخ وفقدان التنوع البيولوجي عبر تنفيذ مبادرات في شبكة المجتمعات المتجددة.
جدير بالذكر أن الجائزة منحت منذ عامين إلى مركز أشوكا ترست للبحوث في مجالي الإيكولوجيا والبيئة، ومقره في بنغالور فيما منحت عام1997 مناصفة بين كل من قسم العلوم البيئية لكلية العلوم بجامعة الأسكندرية بجمهورية مصر العربية، ودائرة حماية الغابات في سريلانكا. فيما يقول الشيخ الدكتور غازي بن سعيد البحر الرواس سفير سلطنة عمان في فرنسا إن دور السلطنة في المحافظة على البيئة قد ذاع صيته إقليمياً وعربياً ودولياً بفضل التوجيهات للمغفور له السلطان قابوس بن سعيد طيب الله ثراه والجهود التي تبذلها الجهات المعنية بالسلطنة في هذا المجال ويتم التنسيق بين السلطنة عن طريق اللجنة الوطنية العُمانية للتربية والثقافة والعلوم ووفد السلطنة الدائم لدى اليونسكو للتعريف بهذا الدور العظيم الذي تضطلع به السلطنة في مجال البيئة وحمايتها والحفاظ عليها بالتعاون مع " برنامج الإنسان والمحيط الحيوي " المعروف باسم "الماب" التابع لليونسكو.
وأوضح السفير العماني لدى فرنسا بأن جائزة السلطان قابوس أنشئت تتويجاً لجهود السلطنة في المحافظة على البيئة وهي تمنح للمهتمين بشؤون البيئة على المستوى العالمي ، وذلك أثناء زيارة السلطان قابوس إلى مقر اليونسكو في عام 1989.
وقد تبرع رحمه الله بالجائزة كي تمنح في مجال المحافظة على البيئة ، وفي يناير 1991 تم الإعلان بأن الجائزة سوف تمنح للأفراد والمنظمات والمؤسسات الحكومية وغير الحكومية التي تقوم بجهود مميزة في مجال العمل البيئي والمحافظة على البيئة ، وقد شرعت سكرتارية "برنامج الإنسان والمحيط الحيوي " في تنفيذ المهام الموكلة إليها ووضع لائحة بأسماء المنظمات التي لها علاقة ببرنامج الإنسان والمحيط الحيوي والتي يمكن أن ترشح نفسها لهذه الجائزة . هذا ويتم تقديم الترشيحات الخاصة بأسماء المرشحين إلى اليونسكو مصحوبة بوصف تفصيلي عن طبيعة العمل البيئي الذي استحق من خلاله هذا الفرد أو المنظمة الجائزة مع تقييم للنتائج التي حققها هذا العمل.
وأكد الدكتور غازي بن سعيد أن هذا النهج السامي مستمر وقد أعلن حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم – حفظه الله ورعاه- أن حماية البيئة والحفاظ على مواردها الطبيعية المختلفة هي من أولويات مضامین الخطط التنموية في سلطنة عُمان انطلاقًا من القناعة الراسخة بأن العناية بالبيئة ومقدراتها مسؤولية عالمية لا تحدها الحدود السياسية للدول، وقال في كلمة جلالته - أعزه الله - في الكتيب الخاص بمرور 32 عامًا على إنشاء جائزة “اليونسكو – السلطان قابوس لصون البيئة وهذا التوجه ينبغي أن يحرص عليه المجتمع الدولي بتوفير كل الإمكانيات المتاحة للحفاظ على النظام البيئي وصون موارده الطبيعية، ووضع خطط عمل لتحقيق أهداف التنمية المستدامة على المستويات الوطنية والإقليمية والدولية، ونشر الوعي بأهمية المحافظة على توازن البيئة، والاستثمار في مواردها بالقدر الذي يحقق التنمية ويضمن استدامتها للأجيال القادمة.