السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

نحر الذبائح ورقصة الدبكة والحمولة.. مظاهر إحياء أفراح شمال سيناء

صورة لتجمع القبائل
صورة لتجمع القبائل لأفراح شمال سيناء
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

عادات وتقاليد مراسم الزواج الممتزجة بنكهة الماضى العريق، الذي يتميز بالبساطة والبعد عن البذخ، نجدها فى قبائل شمال سيناء، بداية من الخطبة والمهر ونهاية بالحفل، وذلك رغم ظهور السوشيال ميديا والتي أحدثت أثرًا بالغًا فى تغيير بعض المفاهيم والعادات والتقاليد فى بعض المحافظات، إلا أنها لم تؤثر فى عادات أهالى سيناء.

ويقول حسين سالم: «نحتفظ بعادات الآباء والأجداد، فأفراحنا تظل بطابع التراث القديم، الذى لا نستطيع الاستغناء عنه، فهو مصدر البهجة والسعادة، فهذه العادات بها من المودة والمحبة والمشاركة ما يجعلنا نحتفظ بها، وعندما يتقدم الشاب لدينا لخطبة فتاة، يطلب والده من مشايخ القبائل الذهاب معه، والذى يصل عددهم إلى عشرين شخصا، وذلك احترامًا لوالد الفتاة وتقديرًا له، مع أخذ الهدايا حسب عرف كل عائلة، ويبدأ الحديث فى تفاصيل الخطبة الأكبر مقاما وسنا، ثم بعد ذلك يتم أخذ موافقة العروس لتحديد المهر وحفل الزفاف».

وتابع «سالم» لـ«البوابة نيوز»: «يختلف المهر من عائلة إلى أخرى، فيكون عبارة عن مبلغ مالى أو بعض الحلى الذهبية، والقرابة عامل مهم فى تقدير المهر، فيتم تسهيله وتيسيره للأقربين لإتمام الزواج، وفى حالة عدم وجود قرابة بين العروسين يكون المهر أكثر، ولكن على قدر المستطاع، فأهم ما يرجوه الآباء لبناتهم، رجال يتمتعون بالشهامة والرجولة والنبل، قادرين على احترام الحياة الزوجية والتكفل بالأمور المعيشية».

وأضاف عبدالحميد سليمان: «أهم ما يميز أفراح أهالى شمال سيناء، هي نحر الذبائح منذ الصباح الباكر فى يوم الزفاف من الضأن والماعز، وذلك لإعداد الوليمة والمكونة من الفتة (عيش الصاج والأرز) واللحم، وتقدم كغداء وعشاء أيضا للمدعوين، ويحضر العريس عروسه فى موكب سيارات جماعى (الزفة)، ويقوم أصدقاء العريس باحياء حفل الزفاف، ومن أهم الطرق لإحياء الحفل هى رقصة (الدبكة)، والتى تتكون من عدة أشخاص يصل عددهم إلى ما يقرب من العشرة يدعون دبيكة، يقدمون خلالها عروض السامر البدوى، وهم يحركون أقدامهم ويصفقون، والبعض الآخر يحضرون فرق شعبية خاصة بأداء هذه الرقصة إلى جانب ترديد الأغانى البدوية».

وتابع «سليمان» لـ«البوابة نيوز»: «يجلب أقارب العريس الأغنام والخراف له وهى دين عليه لا بد له من وفائه، وتسمى (الجود) أو (الحمولة)، ويقوم بذبحها مع ما يملك من أغنام، وتقدم الوليمة فى مجلس القبيلة، فيقوم شباب القبائل بحمل الصواني والسير فى صف مستقيم وبشكل منظم، تعبيرًا عن فرحتهم واظهارًا لمدى ترابطهم، ويحضر الرجال أطفالهم إلى مجلس القبيلة لتناول الطعام، وبعد ذلك يتم تقديم الشاى والقهوة، أما السيدات فيقام لهم خيمة بالقرب من منزل العريس، وتقدم لهم الوليمة بداخلها، ويقوم بعملية الذبح وطهى اللحم الرجال، أما السيدات فيقمن بطهي الخبز (العيش الصاج) وذلك بكميات كبيرة تكفى لجميع العائلات، وفى ثانى أيام العرس تقدم وليمة لأهل العروس فقط، فينحر الذبائح تقدريًا وإكرامًا لهم».

وتقول سليمة محمد: «نستيقظ منذ الصباح الباكر ليوم الزفاف وذلك لطهى الخبز (العيش الصاج)، بالتعاون مع سيدات العائلات الأخرى، فى جو يسوده البهجة والسرور، ونتبادل الحديث فيما بيننا والنكات مع ترديد الأغانى البدوية، وتختلف عادات أهل سيناء فى الزواج من قبيلة إلى أخرى، إلا أن العريس فى معظم قبائل سيناء يقوم بتجهيز مسكن الزوجية بالكامل ولا تتحمل العروس شيئا، كما أنَّه يعطيها أموالًا لشراء الملابس، وتتحمل هي وأسرتها تكاليف الحنة فى منزلها، وعلى الجانب الآخر يوجد أيضًا من يساعد من أهل العروس فى شراء الأجهزة الخاصة بالمطبخ، والستائر والسجاد، وبعض مستلزمات المطبخ لتخفيف العبء على العريس». وتابعت «سليمة» لـ«البوابة»: «عندما يقبل الشاب على الزواج فهو يكون أهل لذلك من حيث الشهامة والرجولة والقدرة على نفقة منزله والتعهد بمعاملة زوجته بالمعروف أو الانفصال بإحسان، لذلك نسبة الطلاق قليلة جدًا فى شمال سيناء، فلا يفضل أحدًا من الرجال أو النساء أن يقدموا على خطوة الطلاق، إلا فى حالات نادرة، واذا استقر الأمر على الطلاق، أخذ الزوج زوجته إلى أحد الأشخاص المشهود لهم بالنزاهة والسمعة الحسنة ليتم التطليق، وذلك بعد محاولات عديدة للصلح، فبعض الأزواج تستجيب للصلح والبعض الآخر لا يستجيب وينتهى الأمر بالطلاق».