دعا قادة ست منظمات إقليمية في أفريقيا إلى حوكمة أقوى لمكافحة مقاومة مضادات الميكروبات، وذلك قبيل الأسبوع العالمي للتوعية بشأن مضادات الميكروبات الذي ينطلق غدًا الخميس ويستمر حتى 24 نوفمبر الجاري.
وقال بيان مشترك: “يؤدي ظهور وانتشار مقاومة مضادات الميكروبات في أفريقيا، حيث تفقد الكائنات الحية الدقيقة مثل البكتيريا والفيروسات والطفيليات والفطريات حساسيتها إزاء تأثير الأدوية المضادة للميكروبات، إلى تعقيد إدارة العديد من الأمراض المعدية، ويهدد صحة الحيوان وسلامته، وإنتاج الغذاء والأمن الغذائي والسلامة الغذائية وتتطلب معالجة مقاومة مضادات الميكروبات نهجاً شاملاً ومتعدد القطاعات”.
ويهدف الأسبوع العالمي للتوعية بشأن مضادات الميكروبات في أفريقيا إلى تشجيع أفضل الممارسات بين عامة الناس، والعاملين في مجال الصحة، والمزارعين، والمتخصصين في صحة الحيوان، وصانعي السياسات لمنع ظهور الأمراض المقاومة للأدوية وانتشارها بين البشر والحيوانات.
وأشار إلى أن الأسبوع يتزامن مع الذكرى السنوية الثانية لعقد الشراكة الاستثنائية التي جمعت بين ست منظمات إقليمية في سعيها إلى مكافحة مقاومة مضادات الميكروبات في إفريقيا، بما في ذلك الشركاء الثلاثة: منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)، والمنظمة العالمية لصحة الحيوان، ومنظمة الصحة العالمية، إلى جانب برنامج الأمم المتحدة للبيئة، والمركز الأفريقي لمكافحة الأمراض والوقاية منها، والاتحاد الافريقي - المكتب الأفريقي للموارد الحيوانية.
وتشمل الفعاليات المقرر عقدها في إفريقيا خلال الأسبوع العالمي للتوعية بشأن مضادات الميكروبات 2021، وعقد اجتماع رفيع المستوى غداً الخميس 18 نوفمبر الجاري، تجري خلاله ثلاث حلقات نقاش مع ممثلي المنظمات الإقليمية ووزراء صحة الإنسان والحيوان والبيئة، وستصدر المنظمات الإقليمية الست بياناً يدعو إلى تعزيز إدارة مقاومة مضادات الميكروبات في إفريقيا وتجدد فيه التزامها بمعالجة هذه القضية عن طريق التعاون المشترك.
وتشمل مناقشات المائدة المستديرة حول القضايا الرئيسية، اللوائح التنظيمية والتشريعات اللازمة لإدارة مخاطر مقاومة مضادات الميكروبات، وتنفيذ وتمويل خطط العمل الوطنية لمقاومة مضادات الميكروبات، والدروس المستفادة من جائحة كوفيد-19: دور منظمات المجتمع المدني والهيئات المتخصصة في مكافحة مقاومة مضادات الميكروبات، واعتماد نهج "الصحة الواحدة" وآليات تنسيق متعددة القطاعات لمقاومة مضادات الميكروبات.
وأضاف البيان: تؤثر مقاومة مضادات الميكروبات على الإنسان والحيوان والبيئة، كما تتسبب مقاومة مضادات الميكروبات في وفاة 700.000 شخص سنوياً.
وأوضح بأنه بدون اتخاذ الإجراءات اللازمة، من المتوقع أن يخسر الاقتصاد العالمي بحلول عام 2050 أكثر من 6 تريليون دولار سنوياً بسبب مقاومة مضادات الميكروبات، أي نحو 4% من إجمالي الناتج المحلي، وفي غضون عشر سنوات فقط، قد يضطر 24 مليون شخص، معظمهم في بلدان منخفضة الدخل، إلى العيش في فقر مدقع بسبب مقاومة مضادات الميكروبات، ما يؤدي إلى زيادة عدد الأشخاص الذين يعانون الجوع أو سوء التغذية.
وقال: من المتوقع أن يبلغ الإنفاق الصحي الإضافي 1.2 تريليون دولار سنوياً بحلول عام 2050 بسبب ارتفاع مقاومة مضادات الميكروبات، مشيرًا إلى أن مقاومة مضادات الميكروبات قد تودي بحياة 4.1 مليون شخص في جميع أنحاء إفريقيا بحلول عام 2050 ما لم نتخذ الإجراءات اللازمة لمكافحتها بشكل فوري.
وتخسر البلدان النامية في جميع أنحاء أفريقيا ما يصل إلى 5% من ناتجها المحلي الإجمالي نتيجة مقاومة مضادات الميكروبات وهذا يعني أن الخسائر المالية المترتبة على مقاومة مضادات الميكروبات ستكون أشد بكثير من الأزمة المالية لعام 2008.
وأشار بيان المنظمات الست إلى أن الأمراض القاتلة مثل السل أصبحت مقاومة لعقاقير مضادات الميكروبات (المضادات الحيوية) التي تنقذ الأرواح، وأصبحت الملاريا، التي تودي بحياة 3000 طفل في إفريقيا يومياً، مقاومة لعلاج كان فعالاً في السابق، لذلك إذا لم نكافح مقاومة مضادات الميكروبات، فقد نخسر هذه الأدوية المنقذة للحياة يتسبب فيروس كورونا في تفاقم مقاومة مضادات الميكروبات، كما أثبتت إحدى الدراسات الحديثة أن من بين مرضى كوفيد-19 المعالجين في المستشفيات، حصل 7% على مضادات للميكروبات لا يحتاجون إليها، فيما كان 8% فقط مصابين بأمراض يمكن علاجها بهذه الأدوية المنقذة للحياة.