الجمعة 20 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

التوأم والتفاصيل الصغيرة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

تفاصيلنا مختلفة أنا وأنتِ، نعم لم تلدنا أمي في نفس اليوم، ولم يجمعنا رحمها كتوأمتين، ولكننا عشنا الحياة هكذا أذهب لأتبضع بعض الأشياء من مكتبة قريبة من منزلنا فيسألني الرجل السؤال الذي اعتدت عليه هو مش إنتي  جيتي هنا امبارح، فأضحك وأخبره بأن توأمتي كانت هنا بالأمس في إشارة مني لك كنت أنا الصغيرة على أوراق السجل المدني فقط ولكنني دائمًا ما كنت أمارس دور الكبيرة فأستمع في فصول الإعدادية  إلى صياح يخبرني بأن هناك عراكًا دائرًا معكِ في فصول الثانوية فلا أشعر بنفسي إلا وأنا أهرع بكامل سرعتي إلى فصلك، وبرغم قصر قامتي وقتها مقارنة ببنات ثانوي إلا إنني أحاول بكل قوتي أن أتسلق التختة لأصيح في وجه الفتاة، قائلة: ملكيش دعوة بأختي إنتي فاهمة، وينتهي العراك بأيادٍ تحاول فك خصلات شعرها من يدي، نعم فكنت أنا المشاغبة الصغيرة أحاول الإمساك بيدك لعبور الشارع إلى الجهة الأخرى من المدرسة، وأحاول أن أهون عليكِ الوقت الذي يغيب فيه أبي وأمي عن المنزل لحضور زفاف أحد أصدقائهما، فأجلب لكِ التمر المثلج في أكياس فهذا كل ما أستطيع أن أجلبه مقابل جنيهين حصلنا عليهما رشوة من أبي حتى نسكت عن عدم ذهابنا معهم، بينما أنتِ تبكين، عايزة ماما، أذكر كل خلاف بيننا، على ألوان ملابس العيد، وعلى هدايا الميلاد، وعلى كل شيء يجلبه أبي من الخارج، فقد كان يحتار، فيجلب من كل قطعة ثنائي بنفس اللون حتى لا يقع في فخ لعبة ملك وكتابة، لأنه يعرف أنكِ ستختارين ما أختاره في النهاية، تذكرين ذلك الفيلم الذي ظلت بطلته تحكي لمديرة دار الأيتام الشمطاء سيئة الطباع عن كيف كان يعاملها أبيها كالأميرة وأنها لن تشعر بهذا الإحساس ولو لحظة لأنها لم تنعم بأب يحبها في صغرها أبدًا، وعاملة النظافة بالدار التي هربت مع بائع الحليب الذي تحبه بناءً على نصيحة الفتاة الصغيرة بأن افعلي ما تحبينه حتى وإن كان ذلك يتطلب المغامرة حتى ألقت نفسها من بير المبنى لينتصر الحب في النهاية، أريد مشاهدته مرة أخرى معكِ، ولكن يحزنني أنني لا أتذكر اسمه، هل تذكرين أيام الصيف البعيدة؟ تلك التي كنا نقضيها في مدينة الإسكندرية يوليو من كل عام، كان لوننا يميل إلى التمر الرطب لا نبالي لاسمرار بشرتنا، ولا نعرف للصن بلوك طريقًا، كنا صادقين نعيش طفولتنا لا نبالي بكل ما يحدث حولنا، أعرف أن الحياة أثقلتنا بتفاصيلها الصعبة، وأن الحياة تقاتل حتى تغير أجمل ما فينا، ولكنني على يقين أنها لم ولن تستطيع أن تسرق طيبتك يا أختي، أو أن تبدل صدقك، أو أن تلوث نقائك، ففي عيد ميلادك دُمتي طيبة نقية وصادقة.