تحل اليوم الأربعاء، الموافق 17 نوفمبر، الذكرى الثامنة لاستشهاد البطل العقيد محمد مبروك الضابط بقطاع الأمن الوطني، حيث نفذت 7 عناصر إرهابية من جماعة الإخوان الإرهابية عمليتها الخسيسة التي نالت من الشهيد البطل، الذي كان شاهدًا في قضية التخابر الإخوانية.
وُلد العقيد محمد مبروك، بمحافظة القاهرة فى منطقة الزيتون عام 1974، وتخرج في كلية الشرطة عام 1995، والتحق بجهاز أمن الدولة عام 1997 حتى مايو عام 2011، وبعدها تم نقله إلى جهاز الأمن الوطنى بمديرية أمن الجيزة، ثم عاد إلى جهاز الأمن الوطنى بمدينة نصر عقب ثورة 30 يونيو والإطاحة بحكم الإخوان.
اغتيال البطل
كان البطل محمد مبروك، على رأس قائمة الاغتيالات لدى الجماعات الإرهابية منذ سقوط حكم مرشد الإخوان عام 2013، حيث كان الشاهد الرئيسى في قضية التخابر الكبرى، وعندما علمت قيادات الإخوان أصدرت أوامرها باغتياله، حيث نجح مبروك فى تسجيل مكالمات هاتفية ورصد إيميلات متبادلة بين الرئيس المعزول محمد مرسى عضو مكتب الإرشاد، وأحمد عبدالعاطى مسؤول التنظيم الدولى للإخوان فى تركيا قبل عام 2011، وتم القبض على مرسي و34 من قيادات الإخوان على ذمة القضية وأودعوا بسجن وادى النطرون.
قدم مبروك تقريرًا مفصلًا عن جماعة الإخوان الإرهابية مكون من 35 صفحة، يؤكد خيانة مرسي وجماعة الإخوان الإرهابية، مطالبًا بإعدامهم، فلم تقتصر شهادته على كشف تفاصيل المؤامرة الإخوانية بعد أحداث يناير فحسب، لكنه نجح أيضًا فى كشف العلاقة بين قيادات الجماعة الإرهابية وعناصر المخابرات الأمريكية، من أجل تنفيذ المخطط الموضوع لمنطقة الشرق الأوسط، بإحداث تغييرات جذرية فى نظم الحكم فى المنطقة العربية، عن طريق موجات متتالية من الفوضى الخلاقة، كما عرفتها وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة كونداليزا رايس، وهو المشروع الذى أطلقت عليه مادلين أولبرايت وزيرة الخارجية الأمريكية الأسبق «الشرق الأوسط الكبير».
وخططت الجماعة الإرهابية لاستهداف الشهيد محمد مبروك، بعد أن نجحت في استقطاب الضابط الخائن محمد عويس، صديق عمره والذي كان يعمل بالإدارة العامة لمرور القاهرة وقتها، حيث تعاون مع عناصر تنظيم الإخوان الإرهابي بعد شرائه بالأموال ليمدهم بالمعلومات عن خط سير ضابط الأمن الوطني، مما سهل مهمة الجماعة في تنفيذ مخططها، وتم ضبطه بمعرفة ضباط قطاع الأمن الوطني.
ونالت يد الإرهاب الأسود من البطل محمد مبروك، في عملية نفذها 7 أشخاص ملثمين أثناء خروجه من منزله بمدينة نصر متوجهًا إلى عمله، وسطر البطل اسمه في تاريخ بطولات مصنع الأبطال من رجال الشرطة والجيش البواسل، الذين قدموا أرواحهم فداءً للوطن، وفى 18 نوفمبر ودعت مصر الشهيد العقيد محمد مبروك، وسط جنازة عسكرية وشعبية كبيرة، وأكاليل الورود والموسيقى العسكرية والنعش الملفوف بالعلم والنسر.
رثاء زوجة الشهيد البطل مبروك في ذكرى وفاته
وجهت رشا حسني، أرملة الشهيد محمد مبروك، عبر صفحتها الشخصية بموقع "إنستجرام"، رسالة مؤثرة لروح زوجها الشهيد، تزامنا مع الذكرى السنوية الثامنة لاستشهاده، قائلة: «جعل الله صباح هذا اليوم حسناتك مقبولة وذنوبك مغفورة، مقبول بإذن رب العالمين شهيدا منعما في الفردوس الأعلى مع الأنبياء والصديقين وحسن أولئك رفيقا، كل عام وذكرك الفواح باق ماحيينا في دمانا، كل عام وأثرك يا حبيبي باقي وأثرك يا محمد لن يزول، كل عام يا حبيبي وأنت الضهر والسند ليا ولأولادنا بسيرتك الطيبة ورجولتك وجدعنتك وأخلاقك وجميل صفاتك، كل عام يا حبيبي وأنت في العين والقلب والروح لم ولن تفارقهم، ولا أملك يا حبيبي لك سوى الدعاء فاللهم بحق احتياجنا له وفقداننا له أكرم نزله واجمعنا به عاجلا وليس آجلا، الحاضر الغائب، جميل الخلق والخلقة، الشهيد العقيد العظيم النبيل البطل حبيبي محمد بك مبروك».