أدانت الكنائس المصرية محاولات شق الصف والوقيعة بين عنصري الأمة المصرية وإحداث حالة من الفتنة والاحتدام الديني ببث فيديو لكاهن خارج الكنيسة المصرية منذ نهاية تسعينيات القرن الماضي.
وأكدت الكنائس رفضها لهذا الفيديو ومحاولات بعض المغرضين تشويه الرموز الدينية أي أن كانت مسيحية أو إسلامية، وأشادت بإدراك الجميع لهذا المخطط الآثم، وكالعادة الكنيسة والأزهر بكل وطنية تتصدى لهذه المخططات التي تجاهد من قديم الزمن للنيل من أمن واستقرار مصر، وأصدرت الكنائس المصرية بمختلف طوائفها ومذاهبها بيانات تؤكد على ذلك فالكنيسة القبطية الأرثوذكسية أكدت على أن الأب سابقًا زكريا بطرس انقطعت صلته بالكنيسة القبطية الأرثوذكسية من أكثر منذ 18 سنة.
وأضاف بيان الكنيسة بأنه كان كاهنًا في مصر وتم نقله بين عدة كنائس، وقدم تعليمًا لا يتوافق مع العقيدة الأرثوذكسية لذلك تم وقفه لمدة، ثم اعتذر عنه وتم نقله لأستراليا ثم المملكة المتحدة حيث علم تعليمًا غير أرثوذكسي أيضًا، واجتهدت الكنيسة في كل هذه المراحل لتقويم فكره.
وتابع البيان: «الكاهن السابق قدم طلبًا لتسوية معاشه من العمل في الكهنوت وقَبِل الطلب المتنيح قداسة البابا شنودة الثالث بتاريخ 11 يناير 2003 ومنذ وقتها لم يعُد تابعًا للكنيسة القبطية الأرثوذكسية أو يمارس فيها أي عمل من قريب أو بعيد».
واستطرد: «بعدها ذهب إلى الولايات المتحدة واستضاف البعض اجتماعاته في بيوت وفنادق وحذرت إيبارشية لوس أنجلوس شعبها من استضافته وقتها».
وأكدت الكنيسة الأرثوذكسية: «نحن من جهتنا نرفض أساليب الإساءة والتجريح لأنها لا تتوافق مع الروح المسيحية الحقة ونحن نحفظ محبتنا واحترامنا الكامل لكل إخوتنا المسلمين».
الكنيسة الإنجيلية
قال الدكتور القس أندرية زكي رئيس الطائفة الإنجيلية بمصر: «أثبت التاريخ صلابة النسيج المصري الأصيل في مواجهة جميع أشكال التطرف والكراهية، وأثبت المصريون أن التسامح وقبول التنوع من القيم المصرية التاريخية، فالعلاقة بين المصريين لها رصيد ومخزون عظيم من المحبة والعيش المشترك في مواجهة التحديات ونشر التطرف. وقد برهن - على مر العصور- المصريون على إيمانهم بالاعتدال والوسطية الدينية».
وأكد رئيس الطائفة الإنجيلية بمصر، في البيان الصادر له، أننا نقف بكل إخلاص ووطنية، صفًّا واحدًا، وقلبًا واحدًا مع الدولة المصرية، ومع جميع المؤسسات الدينية المصرية الوطنية المخلصة لتحقيق السلام والتسامح والمحبة بين الشعوب، كما أننا نقف بكل قوةٍ ضد الإساءة إلى الرموز والعقائد الدينية، وفي مواجهة أي سلوك متطرف يستهدف التشتيت والزعزعة.
واستطرد «زكي»: «إنَّ احترامَ التنوعِ والتعدديةِ أساسُ العيشِ المشتركِ. وإنْ كنا غيرَ قادرينَ على أن نحبَّ إخوتَنا الذينَ نراهم، فكيفَ نستطيعُ أنْ نحبَّ اللهَ الذي لا نراه؟».
وتابع «زكى»: «إن كنا غير قادرين على أن نحب إخوتنا الذين نراهم، فكيف نستطيع أن نحب الله الذي لا نراه؟».
واختتم بيانه بهذه الكلمات: «النسيج المصري أصيل وأقوى من أي محاولات للتشتيت والزعزعة، احترام التنوع والتعددية أساس العيش المشترك».
وأسرعت الرموز المسيحية لاستنكار الفيديو وكتب الكاتب فقال الكاتب والمفكر الدكتور القس إكرام لمعي رئيس مجلس الإعلام والنشر بالكنيسة الإنجيلية بمصر، بأن هناك مخططا خفيا من بعض التيارات الدينية الجهادية والمسيسة كالإخوان المسلمين وغيرها من الحركات التي تسعي إلى استهداف مصر وأمنها بعد المجهود والخطط التي سعت لها الدولة المصرية بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي في تحقيق المواطنة وترسيخ قيم العدل والسلم المجتمعي.
وقال النائب البرلماني القبطي مجدى ملك: «إخوتى في الله والوطن والإنسانية، بين الحين والآخر تطل علينا رؤوس الأفاعى في الأبواق الإعلامية المأجورة التى تستخدمها بعض المنظمات المشبوهة مستغلة بعض الأشخاص المرتزقة المطرودين من أوطانهم والمرفوضين من ملتهم والمحتمين في مجتمعات تتشدق بالحريات وتتعامل معنا بمعايير مزدوجة في الفعل والقول نرفضها ونشجبها، فهى وهم ليسوا منا ولن نكون منهم فهم أبعد ما يكونوا عن تعاليم رسالات السماء السمحة المحبة بقوة، ولهم نقول إن الأديان والرسل والأنبياء أكبر وأعظم من أن تهان من بشر وإن كانت الإساءة تجرح مشاعر العاشقين لمعتقداتهم ورسالاتهم ولكن لن تطال أبدا من جوهر الأديان وقيمة وقدر الرسل والأنبياء عند ربهم الذى جاء في قوله تعالى (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) صدق الله العظيم.
بينما قال الكاتب والمفكر القبطي كمال زاخر: «انتبهوا أيها السادة، تسجيلات قديمة يعاد بثها من جهات تعرف ماذا تفعل، تعيد زرع ألغامها في أرض المحروسة. لماذا الآن، لإفساد ما حققته مصر في باريس».