الدم هو سائل يتدفق فى الأوعية الدموية وجهاز الدوران ليصل إلى كل أنحاء ومناطق الجسم، ويتكون الدم من عدد من المكونات التى يقوم كل منها بوظيفة معينة كبلازما الدم وخلايا الدم البيضاء وخلايا الدم الحمراء والصفائح الدموية.
وحديثنا اليوم عن إحدى هذه المكونات وهى الصفائح الدموية وخصوصًا فيما يتعلق بالصفائح الدموية والحمل، ويجيب عن أسئلتنا اليوم الدكتور سامح عمارة – استشارى أمراض الدم وزرع النخاع.
* ما هى الصفائح الدموية؟
- الصفائح الدموية هى أحد مكونات الدم وهى المكون المسئول عن مكافحة النزيف بأنواعه، فالصفائح الدموية تقوم بالتجمع مع بعضها البعض والتفاعل مع مواد التجلط المختلفة فى الدم لتكوين الجلطة الدموية التى تقوم بسد الجروح أو القطع فى الأوعية الدموية وبالتالى توقف النزيف، ولهذا يجب أن يتوفر شرطان فى الصفائح الدموية لتقوم بعملها على أكمل وجه الأول هو أن تكون الصفائح الدموية وتعمل بشكل جيد والثانى هو أن تكون الصفائح الدموية متوفرة بالعدد الكافى الذى يمكن به أن تقوم بوظيفتها على الوجه الأكمل، ويتراوح العدد الطبيعى للصفائح الدموية بين 150 ألفا و450 ألفا فى الملليلتر المربع الواحد من الدم، وأى نقص فى عددها عن هذا المعدل يعتبر نقصًا غير طبيعي والجدير بالذكر أن عدد الصفائح الدموية يتم فحصه بشكل روتينى مع تحليل صورة الدم الكاملة CBC قبل إجراء العمليات الجراحية وعمليات خلع الأسنان أو الولادة أو بعض التدخلات الطبية الأخرى الأبسط مثل تركيب القسطرة الوريدية وغيرها.
* كيف تتم متابعة الصفائح الدموية أثناء الحمل؟
- تتم متابعة الحمل بشكل دورى وتشمل هذه المتابعة عمل تحليل دورى لصورة الدم «CBC» حيث يكتشف طبيب النساء نقصًا فى الصفائح الدموية لدى نحو 10% من السيدات الحوامل، ويرجع 90% من هذا النقص إلى ما يسمى نقص الصفائح المصاحب للحمل «gestational thrombocytopenia»، بينما يرجع 10% منه لأسباب أخرى، وتحتاج السيدات اللاتى يكتشفن نقصًا فى أعداد الصفائح الدموية لديهن أثناء الحمل للمتابعة الدورية بشكل أكثر للوقوف على شدة هذا النقص وما إذا كانت تحتاج إلى تدخل علاجى لعلاج هذا النقص أم لا.
* ماهو العلاج المتبع أثناء الحمل فى حالة نقص الصفائح الدموية؟
- لا تحتاج أغلب السيدات اللائى تعانين من نقص الصفائح المصاحب للحمل إلى العلاج ولكن تحتاج فقط للمتابعة اللصيقة حتى موعد الولادة، وينصح المعهد القومى للصحة الأمريكى NIH بأن الولادة كى تكون آمنة فلا بد أن تكون الصفائح الدموية أكثر من 70 ألفا لكل ملليلتر مربع بالنسبة للولادة الطبيعية وأن تكون أكثر من 90 ألفا لكل ملليلتر مربع بالنسبة للولادة القيصرية... وبالتالى فإن النقص فى الصفائح الذى لا يصل لهذه الأرقام لا يحتاج لأى تدخل علاجى ولا يسبب أى خطورة أثناء الولادة.
أما بالنسبة للنقص فى الصفائح الأكثر شدة، أى إذا كانت الصفائح الدموية أقل من 70-90 ألفا لكل ملليلتر مربع من الدم فهنا يجب أن يبدأ الطبيب المعالج أولًا بإجراء المزيد من الفحوصات للسيدة لكى يتوصل إلى سبب ما لنقص الصفائح لأن نقص الصفائح المصاحب للحمل نادرًا ما يصل لهذه الشدة فى النقص وغالبًا ما يكون هناك سبب آخر لنقص الصفائح مثل النقص المناعى للصفائح الدموية والذى يشكل 3% من أسباب نقص الصفائح أثناء الحمل ويحتاج إلى علاج بعقاقير الكورتيزون أو عقاقير الأجسام المضادة الوريدية لزيادة أعداد الصفائح وبعض الأمراض الأخرى التى يمكن أن تسبب نقصًا للصفائح أثناء الحمل مثل مرض تسمم الحمل أو ما يسمى بـالـ«preeclampsia» أو مرض الـ«TTP» ولكن هذه الأمراض نادرة إلى حد ما.
* وبماذا تنصح السيدات الحوامل بخصوص هذا الموضوع؟
- ينصح السيدات اللائى يعانين من نقص الصفائح المصاحب للحمل بتناول أقراص حمض الفوليك والمتابعة الجيدة مع طبيب أمراض النساء والتوليد وطبيب أمراض الدم، كما ينصح أن تتم الولادة لهؤلاء السيدات فى مستشفيات مجهزة بوحدات صفائح دموية وبنك للدم لمواجهة أى طارئ قد يحدث «مثل النزيف الشديد» أثناء الولادة.
وفى النهاية جدير بالذكر أن نقول إنه بشكل عام لا يحدث أى مضاعفات نزفية حادة أثناء الولادة إذا كانت نسبة الصفائح الدموية أكثر من 70 ألفا فى الملليلتر المربع من الدم، وأحيانا تتم الولادة بشكل آمن مع أعداد أقل من ذلك.