قالت الناقدة الدكتورة منى طلبة: إن البنية الخاصة برواية (1956) للكاتبة الدكتورة جمال حسان لافتة ومدهشة واستطاعت أن تجمع ثلاثة عناصر متضافرة في العمل دون أن يطغى أحد منها على الآخر، وهي الأسر المصرية البسيطة وكيف تعيش عيشة بسيطة تحمل خفة ظل، ووقائع حرب 56 وكأنك تقرأ تقرير عسكري محكم أو تشهد سرد حربي مبهر لأنه بمنتهى الدقة، مثل عدد الطلقات، أما العنصر الثالث فهي مقاطع من الأغاني المصرية البسيطة.
وأضافت طلبة: مع هذا التباين نجد القارئ مشدود، لا يمل، لأن هناك انسجام بين هذه الأنواع المختلفة وكأنها نسيج واحد، وخلال العمل رسمت لوحة للشخصية المصرية ولخصوصية مصر، وهذه الرواية تقوم على الفن والحب وفي نفس الوقت نجد قدرا كبيرا من المقاومة والتلاحم الموجود وقت الخطر وهذه هي جمال الشخصية المصرية.
وواصلت: استوقفني بنية النص وجعلني أعد تفكيري في طبيعة الشخصية المصرية التي تتميز بالوداعة والرقة المتناهية والصلابة والشراسة والقوة التي لا تقهر، إذا اعتدى عليه أحد، وهي رواية بديعة لم أقرأ لها مثيل في حياتي، وتذكرت ما حدث إبان فترة حرب ١٩٧٣، عندما زرت الجنود المصريين في المستشفيات الميدانية وكانت الأغاني الوطنية تذاع طوال الوقت.