الإثنين 23 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

ثقافة

قريبا.. صدور نسخة عربية لكتاب "الثورة في العالم القديم"

غلاف الكتاب
غلاف الكتاب
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

يصدر قريبا عن دار رسالتنا للنشر بالقاهرة النسخة العربية لكتاب "سفر الخروج: الثورة في العالم القديم" لمؤلفه عالم المصريات الألماني يان أسمان، ترجمتها عن اللغة الأصلية لميس فايد، الباحثة بجامعة هامبروج بألمانيا.
ووفق كلمة المترجمة "فايد" فإن أي من أسفار الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد لم يترك تراثا وأثرا هائلاً على تاريخ الإنسانية مثلما ترك ثاني أسفار موسى الخمسة، وهو سفر الخروج. حيث يظل هذا السفر ملاذا للمظلومين والمقموعين في كل مكان وزمان، يستلهمون منه الطريق والنور في صراعاتهم السياسية بين الحق والباطل. ولاشك أن هذا السفر يحمل مكانة خاصة بالنسبة لمصر والمصريين، لما فيه من مشاهد وتفاعل حيوي مع مفردات الحضارة المصرية القديمة، مما جعل الاقتراب منه شائكا بعض الشيء. 
وتابعت "فايد": استطاع يان اسمان عالم المصريات الألماني المخضرم، بمعرفة متمكنة من الأدب المصري السياسي والديني والعقدي، وماله من باع طويل بالتراث الكلاسيكي اليوناني وأدب الشرق الأدنى القديم من بابل وآشور وكنعان، علاوة على اطلاع واسع بتراث الكتاب المقدس وتفسيراته المتباينة في المسيحية الغربية أن يستعيد سردية حدث ضخم ترك علامة فارقة في العالم القديم وهو حادث الخروج من مصر. 
ينقسم الكتاب إلى عشر فصول ضخمة، ناقش فيها حسب ترتيب سردية الخروج كل الوثائق التي عالجت الوجود الأجنبي الآسيوي في مصر القديمة وما سببه من فاجعة في تاريخ الذاكرة الوطنية للمصريين، أفصحت عنها بعض المصادر بوضوح، وأخرى اختلطت فيها الذاكرة مع أحداث أخرى مشابهة، كان حضور الغزو الأجنبي المعروف بالهكسوس ومن ثم شعوب البحر لاعبا أساسيا في رسم صورة سلبية عن الأجنبي في الذاكرة المصرية. 
واستكملت "فايد": ليس هذا فحسب، فلقد استعاد اسمان ميراث سيجموند فرويد غيره من علماء اللاهوت والفلاسفة الأوربيين في عصر الأنوار إعادة بناء تاريخي للنبي موسى، فكان من أهم انتاج اسمان الفكري هو كتابه الأول المعروف باسم "موسى المصري"، وما سببه من جدل محتدم مع علماء اللاهوت اليهودي، وعلماء الكتاب المقدس، فما كان منه إلا أنه استفاض في الردود على منتقديه بهذا العمل الضخم "سفر الخروج" الثورة في العالم القديم. 
يأخذنا الكتاب مع رحلة بني إسرائيل في صحراء سيناء، ورسم لوحة آخاذة لعقد العهد مع الله، عهد وحدانية الرب، عهد التوحيد الذي تأسست عليه ديانتين عالميتين كبيرتين وهما المسيحية والإسلام، والعواقب التي يقتضيها القبول بمثل هذا العهد غير المسبوق في العالم القديم، ومن ثم مناقشة الشريعة اليهودية والوصايا العشر والفروض والأحكام، ومناقشة التناول المسيحي الكاثوليكي والبروتستاني في التعامل مع الوصايا العشر بنسختيها المختلفتين، أولهما في سفر الخروج، والأخرى في سفر التثنية. وكيف قضى هذا العهد بتمايز بني اسرائيل عن بقية الأمم؟ وإلى أي مدى كان متاحى لإسرائيل التماهي مع الأمم الأخرى؟ ولماذا حمل أنبياء بني إسرائيل التقريع والذم لإسرائيل جراء خرقها العهد مع الله. هل قتل بنو إسرائيل كليم الله حقًا على إثر تذمرهم وسخطهم الدائم على مشروع الخروج من مصر؟ ولماذا لم ير موسى دخول الأرض المقدسة المحطة الأخيرة والأهم في مشروع الخروج؟