حدث فى مثل هذا اليوم 16 نوفمبر عام 1869 افتتاح الخديوى إسماعيل قناة السويس وإنشائها بالإسماعيلية.
وكانت قناة السويس حلما كبيرا تاريخيا بين المصريين منذ عهد الفراعنة، والبداية بقيام المهندس الفرنسى لوبيير أثناء وجود الحملة الفرنسية بمصر عام 1799 بتشكيل لجنة لدراسة إمكانية حفر قناة تصل بين البحرين الا ان التقرير قطع بسبب منسوب المياه بين البحرين .
وبعد ان تولى محمد سعيد باشا حكم مصر عام 1854 تمكن ديليسبس من الحصول على فرمان بحفر قناة السويس على ان تكون مدة الامتياز 99 عاما من تاريخ فتح القناة
وقام ديليسبس برفقة لينان دى بلفون بك وموجل بك كبير مهندسى الحكومة المصرية بزيادة وقدما تقرير بإمكانية تحقيق هذا وتكوين مجلس ادارة الشركة بعد تاسيسها عام 1859
وأقيم حفل بسيط ببورسعيد للبدء بحفر قناة السويس وضرب دليسبس بيده أول معول فى الأرض إيذاناً ببدء الحفر الذى توقف بسبب معارضة إنجلترا والباب العالى وبعد تدخل الإمبراطورة أوجينى لدى السلطان العثمانى استؤقف الحفر فى نوفمبر 1859 ثم قام الخديوى إسماعيل عام 1861 بزيارة مناطق الحفر بجوار بحيرة التمساح واختار موقع المدينة التى ستنشأ بها والتى حملت اسم الإسماعيلية.
حفر القناة
تم حفر القناة واتصال مياه البحرين فى منطقة الشلوفة و استخراج ٧٤ مليون متر مكعب من الرمال وبلغت تكاليف الحفر ٣٦٩ مليون فرنك فرنسى وبلغ عدد العمال مليون عامل وكان عدد الذين توفوا أثناء الحفر ١٢٥ ألف عامل ثم دعا الخديوى إسماعيل أباطرة وملوك العالم وقريناتهم لحضور حفل الافتتاح والذى تم فى مثل هذا اليوم عام 1869 وسط حفلا اسطوريا و تلاقت مياه البحرين الأحمر والمتوسط في 18 اغسطس 1869 لتظهر إلى النور قناة السويس " شريان الخير لمصر والعالم " التي وصفها عالم الجغرافيا الراحل الدكتور جمال حمدان بأنها " نبض مصر"
وحضر حفل الافتتاح ستة آلاف مدعو فى مقدمتهم الإمبراطورة اوجينى زوجة إمبراطور فرنسا نابليون الثالث ، وإمبراطور النمسا ، وملك المجر ، وولى عهد بروسيا ، وشقيق ملك هولندا ، وسفير بريطانيا العظمى فى الآستانة ، والأمير عبد القادر الجزائري، والأمير توفيق ولى عهد مصر ، والكاتب النرويجى الأشهر هنريك إبسن ، والأمير طوسون نجل الخديو الراحل سعيد باشا ، ونوبار باشا وغيرهم.
وعبرت القناة في ذلك اليوم السفينة "ايغيل" وعلى متنها كبار المدعوين تتبعها 77 سفينة منها 50 سفينة حربية، وأقيمت بهذه المناسبة احتفالات ومهرجانات تفوق الوصف ، أنفق فيها الخديو اسماعيل نحو مليون ونصف مليون جنيه.