طالبت الولايات المتحدة، المواطنين الأمريكيين الموجودين في إثيوبيا بسرعة مغادرة البلاد فورًا، مشيرة إلى أنه لن تكون هناك عملية إخلاء عسكرية كما كان الحال في أفغانستان.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس في مؤتمر صحفي أمس الاثنين، إن دعوات واشنطن لمواطنيها بهذا الصدد لا تأتي من منطلق التشاؤم بشأن آفاق السلام في إثيوبيا، ولكنها تعتبر أمرا عمليا في الوقت الحالي.
وتابع: "أنه يخشى حدوث سوء تفاهم لدى الأمريكيين في إثيوبيا"، مضيفا أنهم قد يعتقدون أن ما حدث في أفغانستان يمكن إعادته من قبل الحكومة الأمريكية في أي مكان آخر في العالم.
وكانت السفارة الأمريكية منذ عدة أيام، دعت مواطنيها إلى السفر برحلات تجارية خارج البلاد، كما تقترح تقديم قروض للأشخاص الذين لا يستطيعون شراء تذكرة على الفور.
كما أعلنت الأمم المتحدة، أنها ستقدم 40 مليون دولار في صورة تمويل طارئ للأقاليم الإثيوبية الشمالية التي مزقها الصراع، والأقاليم الجنوبية التي تضررت من الجفاف.
وخصص منسق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة مارتن غريفيث 25 مليون دولار من صندوق الأمم المتحدة للاستجابة الطارئة، وقدم الصندوق الإنساني الإثيوبي 15 مليون دولار.
وقالت الأمم المتحدة إن هذا المبلغ سيساعد في توسيع نطاق عمليات الطوارئ لتقديم المساعدات الإنسانية وحماية المدنيين في الشمال ودعم استجابة مبكرة للجفاف في الجنوب.
وقال غريفيث الذي عاد الأسبوع الماضي من إثيوبيا: "ملايين الأشخاص في شمال إثيوبيا يعيشون على حافة الخطر، في ظل تنامي الأزمة الإنسانية بشكل أعمق وأوسع"، مشيرا إلى أنه "في جميع أنحاء الدولة تتزايد الاحتياجات. هذا الضخ المالي سيساعد منظمات الإغاثة على الوفاء بحاجة بعض الأشخاص الأكثر ضعفا والمحتاجين للحماية والإغاثة".
وعن مناطق تيغراي وأمهرة وعفر الشمالية، قالت الأمم المتحدة إن الأموال المعلن عنها مؤخرا ستدعم منظمات الإغاثة لتوفير الحماية ومساعدات إنقاذ الحياة الأخرى للمتضررين من الصراع.
وعن منطقتي صومالي وأوروميا الجنوبية المتضررتين من الجفاف، قالت الأمم المتحدة إن التمويل الإضافي سيمكن منظمات الإغاثة من توفير مياه الشرب النظيفة للوقاية من الأمراض التي تنتقل بالمياه، والتخفيف من مخاطر تفشي الكوليرا، كما سيساعد المجتمعات الرعوية في الحفاظ على مواشيها.
وأعلنت الأمم المتحدة لأن عملياتها الإنسانية في جميع أنحاء البلاد تواجه فجوة تمويلية تبلغ 1.3 مليار دولار منها 350 مليون دولار للاستجابة في تيغراي.
ما زالت التصريحات التي أطلقتها إثيوبيا لتوليد الكهرباء من سد النهضة دون مستوى الآمال مع انتهاء موسم الأمطار دون تحقيق أي من تلك الوعود عمليا.
وقال الخبير الجيولوجي عباس شراقي في تصريحات إخبارية، إنه لم يتم إنتاج الكهرباء من السد حتى الآن، رغم التصريحات الإثيوبية التي كانت تأمل بتشغيل التوربينات فى أكتوبر الماضي.
ويضيف شراقي أن إثيوبيا أجرت التخزين الأول العام الماضي بنحو 5 مليار م3، والتخزين الثاني الذى لم يكتمل في يوليو الماضي وبنحو 3 مليار م3، أي بإجمالي 8 مليار م3 دون إنتاج كهرباء حتى الآن.
ويشير شراقي إلى استمرار تدفق الماء بدون كهرباء، قائلا إن موسم الأمطار في إثيوبيا انتهى، ومع ذلك تتدفق المياه من أعلى الممر الأوسط (حسب الصور الفضائية اليوم 15 نوفمبر 2021) وهي المياه المنصرفة من بحيرة "تانا" التي تخزن نحو 33 مليار م3، ويخرج منها نحو 4 مليار م3 سنويا، بمعدل 10 مليون م3/ يوم من خلال بوابة صغيرة "شارا شارا"، ونفق "تانا-بيليس".
ويقول شراقي إن ذلك التدفق من أعلى السد سيستمر إلا إذا قامت إثيوبيا بفتح إحدى البوابات الأربع في سد النهضة (وهما بوابتا تصريف دون توربينات، وأخريتان فيهما توربينان)، ويوضح أنه عندئذ يجف الممر الأوسط ويصبح جاهزا لوضع خرسانة جديدة للتخزين الثالث "المشكوك في أمره".