ظل الناقد المسرحي فؤاد دوارة، الذي تحل ذكرى ميلاده اليوم الإثنين، ناقدا مخلصا للمسرح لدرجة العشق، لقد استطاع أن مواكبة الحركة المسرحية والأدبية طيلة حياته، بالرصد والتسجيل والتحليل والتقييم لأهم المنجزات الثقافية، فلم يكتب عن جيل الرواد فقط، بل ساهم بشكل كبير في اكتشاف رفاق دربه، بالإضافة إلى إلقاء الضوء على الموهوبين من أبناء جيله، فكان دايما يقول: "لكي تكتب مقالا نقديا جيدا لابد أن ترى عملا فنيا جيدا يلهمك هذا المقال".
قال المخرج سعد أردش عنه: "مما لا شك فيه أن الناقد فؤاد دوارة يعد علامة بارزة من علامات النقد المسرحي، واستطاع من خلال تقييم موضوعي يستند إلى معايير واضحة أن يواكب الحركة المسرحية، وأن يضع مصر وبنية المسرح فوق كل اعتبار".
روشتة فؤاد دوارة النقدية
وضع دوارة عدة نصائح لنقاد المسرح في روشتة نقدية تتضمن الآتي:
- عن أمانته النقدية والإيمان بالموهبة فقال: "لا بد للناقد من عدة صفات، فالأمانة شيء أساسي للناقد، وتلى ذلك الموهبة في النقد والخلق والإبداع، كما يجب يجب صقل الموهبة بالدراسة والتجارب الشخصية الذاتية والتعرف على المدارس النقدية المختلفة".
- عشقه لوطنه وحنينه لأرضها جعلته يقول: "إنني أحب بلدي ولا أطيق البعد عنها، حتى حينما زرت الغرب لم يحدث أن انبهرت به بل أزددت حبا لمصر وترابها، وأنني لا أطيق أن يجرح النسيم خدها".
- انقطاعه عن الكتابة النقدية الأسبوعية لأسباب يؤمن بها الناقد الجاد جعلته يقول: "لن أعود للكتابة النقدية الأسبوعية المنتظمة إلا إذا انصلح مسار الحركة المسرحية، وقد قدم المسرح ما يستحق النقد والتقويم".
- إيمانه بتكريم الناقد عرفانا بدور النقد فقال: "اختيار ناقد للتكريم هو إعتراف بدور النقد في حياتنا بشكل عام وليس المسرح فقط وهو معنى يجب أن نحرص عليه ونبرزه في كل مجالات حياتنا".
- وعن رأيه في التجريب المسرحي يقول: "نحن لسنا ضد التجريب ولا التجديد، وإنما أي تجديد لا يمكن أن تقوم له قائمة إلا على أساس القديم، أي بعد معرفة الأصول والتقاليد".
- الصمود ضد المعوقات والتمسك بالأمل جعلته يقول: "رغم قتامة الصورة في هذه المرحلة من حياتنا المسرحية إلا أننا ما زلنا نعقد الأمل على هذا الفن العظيم ليظل قادرا على المواجهة والصمود في وجه المعوقات والمغريات، وليعود كما كان مدرسة للحق والعدل والفضيلة".
- وفي نصيحته لكتاب المقال النقدي قال: "لكي تكتب مقالا نقديا جيدا، لا بد أن ترى عملا فنيا جيدا يلهمك هذا المقال".
اهتم دوارة بالنقد المسرحي وألف أكثر من ثلاثين كتابا، بالإضافة إلى ترجماته ومقالاته ودراساته الأدبية، وقد أعادت الهيئة العامة لقصور الثقافة، طباعة كتاب "الإنسان والسلاح" أحد مترجمات الناقد المسرحي فؤاد دوارة، هذا العام 2021، وذلك احتفاء بمناسبة مرور ربع قرن على رحيله، ذلك الكتاب الذي صدر عن الدار المصرية للتأليف والنشر في 1962.