الإثنين 25 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

سياسة

"اعترافات داعشي".. المسئول المالي بالتنظيم يتحدث عن مصادر التمويل

الإرهابي الموقوف
الإرهابي الموقوف سامي جاسم الجبوري
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

جمع تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" ثروات ضخمة تجاوزت ملايين الدولارات، وذلك من الأراضي التي خضعت لسيطرته في العراق وسوريا، حيث تم تركيز الأموال في إدارة تحمل اسم "ديوان بيت المال" تقوم على تنظيم الموارد والمصروفات والموازنة الممنوحة للولايات التابعة لسلطة "داعش"، ويتولى مسئولية الديوان الإرهابي سامي جاسم الجبوري، مواطن عراقي من محافظة "صلاح الدين".

 

الأمن العراقي يعلن توقيف الجبوري

ونجحت قوات الأمن العراقية، في أكتوبر الماضي، وبالتعاون مع استخبارات دولة أخرى، في إلقاء القبض على الجبوري، المسئول المالي، ونائب زعيم تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" أبو بكر البغدادي الذي قُتل في غارة أمريكية استهدفته.

وتشير تقارير إعلامية ذات صلة، إلى دور "الجبوري" في توفير سيولة نقدية وتدفق الأموال إلى خزينة التنظيم من خلال الضرائب المفروضة على المواطنين في المناطق الخاضعة لسيطرته، إلى جانب بيع الفتيات اللواتي اختطفن كجواري وسبايا، بالإضافة لبيع الغاز والنفط والآثار والمعادن، فكل هذا ساهم في تحقيق عائدات مالية ضخمة للتنظيم خاصة أثناء مدة سطوته وسيطرته السوداء. 

الجبوري خلف القضبان

وأدلى الجبوري بالكثير من الاعترافات أمام أجهزة التحقيقات العراقية، وفق ما نقلته وكالات الأنباء عن المجلس الأعلى للقضاء العراقي، منها سجل ترقيه في التنظيم الإرهابي للمناصب الرفيعة التي وصل إليها، كما تحدث عن بدايته التي كانت مع الفراغ الأمني الذي حدث في العراق بعد العام 2003 واستيلاءه على أسلحة من معسكرات الجيش العراقي، وانضمامه لحركة باسم "التوحيد والجهاد" يقودها "أبو مصعب الزرقاوي" الذي اُستهدف في ضربة جوية في العام 2006.

صهاريج النفط

في اعترافاته، قال الجبوري إن تنظيم داعش عمل على استخراج النفط وباقي المشتقات من حقول الغاز في العراق وسوريا، وذكر منها حقلي "القيارة وعلاس" في العراق، وحقول "التنك وعمر والشولة وصعيوة وكوناكو" في سوريا، وهي من الثروات المستخرجة من باطن الأرض ويتولى أمرها إدارة تحمل اسم "ديوان الركاز"، وفيما يخص المواد المستخرجة من الحقول أوضح الجبوري أنها تتم باستخدام الآلات الموجودة بالمواقع، حي يتم توجيه صهاريج النفط إلى معامل ومحطات التكرير الصغيرة داخل العراق، كما يتم توجيه عدد من الصهاريج إلى دول مجاورة.

أشار الإرهابي الموقوف إلى تعليمات أبو بكر البغدادي المشددة بشأن تطوير الموارد المالية، والاهتمام بتجهيز السيارات المفخخة التي يفجرونها في القوات الأمنية العراقية.

الإرهابي أبو علي الأنباري

ووصل الجبوري إلى رئاسة ديوان بيت المال بعد مقتل أبو علي الأنباري، مسئول الديوان السابق، والذي استهدفته غارة جوية لطائرات التحالف في العام 2016، ما جعل البغدادي يستدعي الجبوري ليعطيه التعليمات المشددة ويقلده مسئولية ديوان بيت المال.

باشر الجبوري أعماله بعد تكليفه من زعيم التنظيم، حيث اكتشف المبالغ الضخمة التي تمتلكها خزينة داعش، كما اهتم بمراجعة إدارات الديوان والمتمثلة في هيئات النقد والمحاسبة والرقابة، ولاحظ توزيع ثروات الخزينة المجمدة في الذهب على أعضاء ومنتسبي بيت المال، والذين يعملون على إخفاء الذهب في أماكن سرية وأنفاق تحت الأرض.

تحدث الجبوري عن طريقة داعش في تزويد خزينته بالمال وذلك عن طريق السرقات التي ينفذها التنظيم خارج حدوده، والإتاوات التي يفرضها على التجار والأثرياء في مناطقه، إلى جانب الاستيلاء على بيوت الأثرياء الهاربين أو الرافضين لدفع الإتاوة.

تحطيم داعش للمتاحف

وحول مصادر تمويل خزينة داعش أشارت تقارير عدة إلى بيع التنظيم للقطع الأثرية التي يستولي عليها، وأشار إلى ذلك فيتالي تشوركين سفير روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة في أبريل من العام 2016، حيث قال إن تنظيم داعش يجني ثروات طائلة جراء بيع الآثار المنهوبة، حيث تتراوح ما بين 150 و200 مليون دولار سنويا.

وأضاف "تشوركين" في رسالة إلى مجلس الأمن، أن قرابة 100 ألف مادة ثقافية ذات أهمية عالمية من بينها 4500 موقع أثري خاضع لسيطرة تنظيم الدولة في سوريا والعراق.

ولفت السفير الروسي آنذاك أن التنظيم لا يسمح بالتنقيب عن الآثار إلا لمن يملك تصريحا مختوما بخاتم التنظيم.

الناشطة الإيزيدية نادية مراد

أما الناشطة الإيزيدية نادية مراد، الناجية من أسر تنظيم داعش، كانت قد تحدثت باستفاضة في كتابها "الفتاة الأخيرة" عن عملية خطف النساء في المناطق التي سقطت في يد داعش في العراق بعد أغسطس 2014، وشرحت طريقة التنظيم في تجميع النساء في مراكز لعرضهن وبيعهن للأفراد تحت مسمى "السبايا والجواري". فضلا عن تقديم الفتيات كهدايا لأصحاب العمليات القتالية الناجحة.