الإثنين 25 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

ثقافة

خبير آثار: القمنى يشكك فى آيات القرآن الكريم عن غرق فرعون وجيشه

خبير الآثار الدكتور
خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراس
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

أكد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بجنوب سيناء بوزارة السياحة والآثار ردًا على الحلقة المذاعة على فضائية القاهرة والناس يوم 26 أكتوبر وإعادتها يوم 11 نوفمبر مع الدكتور سيد القمنى عن التجلي الأعظم أنه يحاول طوال الحلقة تطويع الآثار والاكتشافات الأثرية لتأكيد وجود مدينة رعمسيس التى ذكرت فى سفر الخروج: الإصحاح الأول – الآية 11 ويعتمد على نصوص التوراة فى كل ما يذكره وعندما يأتى لحقائق القرآن الكريم لا نجد إلا التشكيك والإنكار.

ويشير الدكتور ريحان إلى نماذج من هذا التشكيك منها التشكيك فى معجزة شق البحر ونجاة نبى الله موسى وغرق فرعون مدعيًا أن شق البحر تم بحيلة من نبى الله موسى كما يفعل أصحاب الطرق الرفاعية وربط بينهم وبين «الرافايين» المذكورين فى التوراة لعبًا بالألفاظ من الاحتيال على الناس بإخراج الثعابين من المنازل ويدخلون المنزل بعصا وهى فى الحقيقة ثعبان حيث أن الأفعي  لها غدة بالضغط عليها تصبح عصي وبالضغط عليها مرة أخري تصبح حية وشبه نبه الله موسى معاذ الله بهؤلاء فى احتيالهم على الناس وإيهامهم فى وجود ثعابين فى منازلهم على أن شق البحر تم بالاحتيال وذكر مشككًا فى آيات القرآن الكريم أنه لا توجد وثيقة تاريخية تؤكد غرق فرعون وجيشه 

ويرد الدكتور ريحان بأن الحقيقة القرآنية الدامغة لا تحتاج إلى وثيقة تاريخية أو اكتشافات أثرية لإثباتها فإذا ذكر القرآن الكريم حادثة الإسراء والمعراج والذى أنكرها القمنى أيضًا فلا نبحث عن دليل تاريخى أو أثرى على صدقها وإذا ذكرت الآيات الكريمة غرق فرعون وجيشه ونجاة نبى الله موسى فلا حاجة لوثيقة تاريخية تؤكد ذلك وقد جاء فى الآية الكريمة }إِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ{ سورة البقرة آية 50 فالنص هنا واضح عن نجاة بنى إسرائيل وغرق فرعون وفى الآية الكريمة }وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْيًا وَعَدْوًا حَتَّىٰ إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنتُ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ{ سورة يونس آية 90 تؤكد تتبع فرعون وجنوده لنبى الله موسى مع بنى إسرائيل حتى أدركه الغرق ومن المعروف نطق فرعون بالإيمان فى آخر لحظة وأنجاه الله بجسده ليكون فى مكان ما يراه الجميع ولا يعرفون مومياؤه كعبرة وعظة كما جاء فى الآية الكريمة }فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً{ سورة يونس آية 92

وعن سبب عدم وجود وثائق تاريخية وأدلة أثرية على وجود بنى إسرائيل فى مصر وخروجهم لأن التاريخ دائمًا يكتبه المنتصر وقصة بنى إسرائيل لا تمثل انتصارًا بل بلاءات متعددة نتيجة رفض أحد حكامها خروج بنى إسرائيل ومشاكل متعددة أثناء وجود بنى إسرائيل فى مصر وقد فتحت مصر أبوابها لمختلف العمالة الأجنبية مع الاحتفاظ بالعناصر التى لم تشارك الهكسوس العداء للمصريين ومن بينهم بنى إسرائيل إذ ظل هؤلاء يتمتعون بكافة امتيازاتهم ورعى قطعانهم وزراعة جزءًا من أراضى منطقة شرق الدلتا الخصبة وممارسة مهنة صيد الأسماك والطيور من أحراش الدلتا المجاورة، ولم ينس المصريون فى بداية الدولة الحديثة فضل يوسف الصديق عليه السلام عليهم وإنقاذ مصر من المجاعة

ولفت الدكتور ريحان إلى العلاقة بين المصريين وبنى إسرائيل تغيرت إلى الأسوأ بسبب سيطرتهم على أخصب بقاع الدلتا والواد بحيث أنهم أقاموا حدودًا من العلامات الحديدية التى دقوها على أراضيهم ثم جعلوا لهم أسوقًا خاصة استخدموها فى تسويق ما يريدون وكونوا علاقات نسائية خاصة قائمة على الرشوة والدس بالفساد وأنهم فى مرحلة الأسرتين السابعة عشرة والثامنة عشرة كانوا صفًا ثانيًا يمثل موقفًا مضادًا لمصر والمصريين وبدأوا أعمال الشغب والإضراب عن العمل فبدأ الفرعون يفكر فى التخلص منهم بقتل الأبناء واستحياء النساء

كما تخوف منهم الملك المصرى خاصة أنهم ليسوا على انسجام مع المصريين وخشى إذا حدثت حرب أن ينضموا إلى أعداء مصر، ويقال أن الإسرائيليين تجسسوا أو عملوا جواسيس على المصريين لصالح أعدائهم وخشى فرعون أيضًا من خروجهم من مصر لعلمهم بأسرار المصريين 

وأشار الدكتور ريحان إلى أن الإشارة الوحيدة لكلمة إسرائيل فى تاريخ مصر القديمة تجسّد فى لوحة مرنبتاح وهى لوحة لا تعنى إسرائيل كشعب بل قبيلة ما أو مجموعة ما بهذا الإسم من خلال المخصص الخاص للكلمة وما دون ذلك فلم يذكر تاريخهم بالمرة ورغم علم الدكتور القمنى بذلك لكنه يتخذها حجة للتشكيك فى آيات القرآن الكريم فى نفس الوقت الذى يتخذ التوراة أدلة كاملة وتاريخية وأثرية ويطوع لها الاكتشافات الأثرية لخدمة رؤية خاصة لا علاقة لها بالمنهجية أو البحث والأمانة العلمية والمصداقية