بالتزامن مع حلول الذكرى الثامنة لاستشهاد العقيد البطل محمد مبروك شهيد الغدر والخيانة استهدفته جماعة الإخوان الإرهابية في نوفمبر 2013 بعد خروجه من مسكنه بمدينة نصر متوجها إلى عمله في عملية إرهابية خسيسة نفذها 7 أشخاص ملثمين، فتحوا النيران على الشهيد وكانوا يستقلون سيارتين ملاكي بدون لوحات معدنية، ومن على بعد 5 أمتار أمطروا جسد الشهيد برصاصات الغدر ما أدى إلى استشهاده على الفور توفي اليوم الأحد المستشار مبروك أبو خطاب والد الشهيد العقيد محمد مبروك .
تتعدد قصص البطولات في صفوف قوات الأمن وعلى رأسهم ضباط الداخلية حماة الوطن اليوم نحن أمام قصة من أعظم قصص البطولات التي ستذكرها مصر على مدى تاريخها.
العقيد محمد مبروك كان أحد ضباط الشرطة بقطاع الأمن الوطني الذين يعملون ليل نهار لا يزعجهم رصاص الإرهاب ولا يبالون الموت، يعملون ساعات طويلة في مكاتبهم وخارجها لا تعرف أسرهم عنهم شىء أيام طويلة، فهم مشغولون دومًا بحماية الوطن يسهرون الليالى من أجل أن ننام جميعًا، أنا وأنت في سلام وأمان، يبحثون دوما عن الرتبة الأعلى والأغلى في جهاز الشرطة، وهى رتبة "شهيد".
مرت ثمانية أعوام على ذكرى استشهاد البطل العقيد محمد مبروك، الضابط بقطاع الأمن الوطني الذي سجل اسمه بأحرف من ذهب مخلدا بطولته في التاريخ المصري مثله مثل جميع شهداء الجيش والشرطة الذين ضحوا بدمائهم للدفاع عن أمن واستقرار الوطن، حيث استهدفته جماعة الإخوان الإرهابية في 18 نوفمبر 2013 بعد خروجه من مسكنه بمدينة نصر متوجها إلى عمله في عملية إرهابية خسيسة نفذها 7 أشخاص ملثمين، فتحوا النيران على الشهيد وكانوا يستقلون سيارتين ملاكي بدون لوحات معدنية، ومن على بعد 5 أمتار أمطروا جسد الشهيد برصاصات الغدر ما أدى إلى استشهاده على الفور.
ولد الشهيد العقيد محمد مبروك بمحافظة بالقاهرة في منطقة الزيتون عام 1974، وتخرج في كلية الشرطة عام 1995، ثم التحق بجهاز أمن الدولة عام 1997 حتى مايو 2011، وبعدها تم نقله إلى جهاز الأمن الوطني بمديرية أمن الجيزة، ثم عاد إلى جهاز الأمن الوطني الرئيسي في منطقة مدينة نصر .
عقب نجاح ثورة 30 يونيو والإطاحة بحكم الإخوان عاد الشهيد ليمارس دوره بكل قوة وأدلى بأقواله أمام نيابة أمن الدولة في قضية التخابر الشهيرة ويعد الشاهد الرئيسي في القضية، وعندما علمت قيادات الإخوان داخل السجون أن مبروك يقف وراء المعلومات التي قدمت للنيابة، سارعوا لاغتياله، واستشهد محمد مبروك على يد ذات المجموعة الإرهابية التي حاولت اغتيال اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية الأسبق.
استطاع الشهيد محمد مبروك خلال فترة عمله كمسئول ملف التطرف والإرهاب في جهاز الأمن الوطني تسجيل مكالمات هاتفية ورصد إيميلات متبادلة بين محمد مرسي عضو مكتب الإرشاد، في هذا الوقت، وأحمد عبد العاطي مسئول التنظيم الدولي للإخوان في تركيا، فتم القبض على محمد مرسي و34 من قيادات الإخوان على ذمة القضية وأودعوا بسجن وادي النطرون.
كما قام الشهيد البطل بكتابته تقرير مفصل عن جماعة الإخوان الإرهابية مكون من 35 صفحة يؤكد خيانة مرسى وجماعة الإخوان الإرهابية مطالبا بإعدامهم.
وحفلت حياة محمد مبروك بالعديد من القضايا المهمة والبالغة الخطورة التي أشرف عليها ومنها قضية خلية مدينة نصر، كما أشرف على تحريات هروب الرئيس المعزول وأتباعه من سجن وادى النطرون، وأجرى التحريات عن أحداث مكتب الإرشاد، وكذلك أحداث المقطم، وأحداث شارع النصر، ورابعة العدوية والنهضة، وجامعة القاهرة.
ارتبط اسم الشهيد "مبروك"، بالعديد من الأحداث المهمة التى وقعت داخل البلاد فهو الذى سطر محضر تحرياته المؤرخ في 9 يناير 2011، حول اجتماع قيادات الإخوان للتنسيق لأحداث العنف التى وقعت بعد أحداث ثورة 25 يناير والتى خدع بها الكثيرون من أبناء الوطن المحبين لوطنهم.
ففى قضية التخابر مع حماس والتى كان يعاد فيها محاكمة 23 متهما من قيادات الإخوان، والتى كانت تنظرها دائرة الإرهاب المنعقدة بطرة، برئاسة المستشار محمد شيرين فهمى، بتاريخ 19 نوفمبر 2017، فضت المحكمة حرزا عبارة عن مظروف بنى داخله محضر تحريات الشهيد مبروك مؤرخ 9 يناير 2011، الساعة الواحدة مساء ومثبت به أنه ورد إليه معلومات من مصادره السرية بقيام القيادات الإخوانية وعلى رأسهم محمد بديع بعقد عدة لقاءات بمقر التنظيم بالمنيل.
وأضاف المحضر: "خلال الاجتماع تمت دعوة العناصر الشبابية والناشطين السياسيين إلى تنظيم تظاهرات بتاريخ 25 يناير 2011 بالتزامن مع الاحتفال بعيد الشرطة، وملاءمة ذلك بتدخل عناصر الجماعة وكوادرها ومشاركتها في التظاهرات، وتوجهات التنظيم الدولى الإخوانى الذى يستهدف إشاعة الفوضى في البلاد تمهيدا لإقامة الدولة الإسلامية".
جاء في المحضر: "أنه تمكن من رصد تكليف من الإخوانى محمد مرسى العياط عضو مكتب الإرشاد المشرف على القسم السياسى للهيكل التنظيمى الإخوانى لكل من الإخوانيين محمد الكتاتنى ومتولى صلاح عبد المقصود متولى، للسفر إلى دولة تركيا والالتقاء مع هارب "أحمد عبد العاطى" في دولة تركيا لتدارس إمكانية استثمار الجماعة للأحداث المتوقعة في البلاد واستغلالها بما يخدم الجماعة، فضلا عن الوقوف على آخر مستجدات الموقف الأمريكى من الأحداث".
ورحل الشهيد محمد مبروك عن عالمنا تاركا 3 أطفال في عمر الزهور، هم: زينة 14 سنة، ومايا 12 سنة، وزياد 9 سنوات، كما أسهم الشهيد بعد ثورة 30 يونيو في عمليات إلقاء القبض على القيادات التنظيمية لجماعة الإخوان الإرهابية، بدءا من خيرت الشاطر وصولا إلى المرشد العام محمد بديع.
وفي 22 نوفمبر 2013 قرر محافظ المنوفية إطلاق اسم شهيد الواجب محمد مبروك "شهيد الأمن الوطنى"، على مدرسة كفر ربيع الابتدائية وذلك بمسقط رأسه بمدينة تلا بالمحافظة، ويأتي ذلك تخليدا لذكرى الشهيد وتقديرًا لدوره في حماية الوطن.
العقيد محمد مبروك بحسب شهادات المقربين له كان من أكفأ الضباط في عمله ورأت الجماعة الإرهابية أن التخلص منه أمرًا ضروريًا في ظل الضربات الأمنية التى حققتها أجهزة الأمن ضد هذه الجماعات الإرهابية.
اغتيال "مبروك" لم يأت من المرة الأولى، فقد سبق واقعة الاستشهاد محاولتين فاشلتين، وفقًا للتحقيقات، التى تشير إلى أن المتهم محمد على عفيفى بدوى ناصف، مؤسس تنظيم أنصار بيت المقدس خارج نطاق محافظة سيناء ومدن القناة، ومحمد بكرى محمد هارون، اجتمعوا مع باقى المتهمين المنفذين لعملية الاغتيال، وهم أشرف على حسنين، وعمرو محمد مصطفى عبد الحميد، ووسام مصطفى سيد، وأحمد عزت شعبان، رجل أعمال ومدير إحدى الشركات، وأحد ممولى التنظيم، وأنس إبراهيم، اتفقوا على قتل المجنى عليه.
وقالت التحقيقات إنهم وضعوا مخططًا حدد دور كل منهم، فأعدوا لهذا الغرض سيارات وأسلحة نارية وبنادق آلية، وتنفيذًا لذلك انطلقوا حيث مسكن المجنى عليه، وتواجد أمامه المتهمون أشرف على حسانين، وعمرو حسنين مصطفى، ووسام مصطفى سيد، وفور مشاهدتهم للشهيد متوجهًا إلى سيارته لاستقلالها للمغادرة، هاتفوا المتهمين محمد على عفيفى، ومحمد بكرى هارون، والمتوقفين الكامنين على مقربةِ من مسكنه بسيارةِ قادها المتهمُ بكرى هارون؛ فتتبعوه حتى حاذوا سيارته، وما أن ظفروا به أمطره المتهمون بوابلٍ من الأعيرةِ الناريةِ قاصدين إزهاق روحه فأحدثوا به الإصابات الموصوفة بتقرير الصفة التشريحية، والتى أودت بحياته.