ينفتح الشعر على التجربة الإنسانية اللانهائية، متحركًا في فضاء الخيال والدهشة، محاولا إعادة بناء الوجود عبر أصواته الحميمية القريبة من روح المتلقي، ويُعد الشعر هو الوسيلة الأكثر فاعلية في التعبير عن الأحلام والانفعالات والهواجس التي تجوب الوعي الإنساني واللاوعي أيضًا، وتتنوع روافد القصيدة من حيث الموضوع والشكل ليستمر العطاء الفني متجددا ودائما كما النهر..
تنشر "البوابة نيوز" عددا من القصائد الشعرية لمجموعة من الشعراء يوميا.
واليوم ننشر قصيدة بعنوان "أعطني الناي وغني" للشاعر جبران خليل جبران.
أعطنى النايَ وغنّ فالغناء سر الخلود
و أنين الناي يبقى بعد أن يفنى الوجود
هل تخذتَ الغابَ مثلي منزلاً دونَ القصور
فتتبّعتَ السواقي و تسلّقتَ الصخور؟
هل تحمّمتَ بعطرٍ و تنشّفتَ بنور
وشرِبتَ الفجر خمرا في كؤوسٍ من أثير؟
أعطنى الناي وغنّ فالغناء سر الخلود
وأنين الناي يبقى بعد أن يفنى الوجود
هل جلست العصر مثلي بين جفنات العنب
والعناقيد تدلّت كثريّات الذهب
هل فرشت العُشبَ ليلاً و تلحّفتَ الفضاء
زاهداً في ما سيأتي ناسياً ما قد مضى؟
أعطني الناي وغنّ فالغنا عدل القلوب
وأنينُ الناي يبقى بعد أن تفنى الذنوب
أعطني الناي وغنّ و انسَ داءً ودواء
إنما الناس سطورٌ كُتِبت لكن بماء
أعطنى النايَ وغنّ فالغناء سر الخلود
وأنين الناي يبقى بعد أن يفنى الوجود