يزخر تاريخ الثقافة والتنوير المصري والعربي والعالمي بآلاف الأدباء والشعراء والكتاب والمؤرخين والفلاسفة عبر العصور تنوعت كتابتهم قديما وحديثا بين كافة فروع المعرفة البشرية.
وجاء تنوع رموز المعرفة في الكتابة في مجالات عدة مثل الروايات والقصص القصيرة والحكايات والشعر الفصحى والعامي والنثر.. دافعا لتدشين سلسلة "شخصية ثقافية" التي نحاول خلالها أن نلقي الضوء على علم من أعلام الثقافة والتنوير ونركز عليه بصورة دقيقة.
"البوابة نيوز" تبدأ أولى حلقات سلسلة "شخصية ثقافية" بالأديب يحيى حقي صاحب الأخلاق الفاضلة..
"جمعية الأخلاق الفاضلة" هي أول تشكيل اجتماعي انخرط فيه الكاتب الروائي يحيى حقي وذلك خلال دراسته التعليمية في المدرسة الإلزامية، تلك الجمعية كانت مهمتها حماية الأخلاق والحفاظ على القيم الاجتماعية، والالتزام بها.
ولكن أكتشف يحيى حقي أن أعضاء تلك الجمعية أنفسهم هم الذين لا يحمون خلقا، ولا يحافظون عليه أو يلتزمون به، فتركهم ليعيش الأخلاق الفاضلة في حياته الشخصية الخاصة، دون أن يندرج تحت شعار براق لا يحميه من يشرعه في وجوه الآخرين.
وزامل يحيى حقي خلال دراسته في كلية الحقوق نخبة من عباقرة القانون الذين عرفتهم مصر فيما بعد وهم حلمي بهجت بدوي، وعبد الحكيم الرفاعي، وسامي مازن، بالإضافة إلى أساتذته أمثال عبد الحميد أبو هيف، ونجيب الهلالي، وأحمد أمين، وخلال تلك الأيام استطاع أن يبدأ يحيى حقي خطواته الأولى في طريق الكتابة.
وأنضم "حقي" إلى جماعة الأدباء عن طريق شقيقه إبراهيم حقي، وكانوا يجتمعون في مقهى الفن بشارع عماد الدين أمام مسرح نجيب الريحاني، وكان من ضمن أعضاء جماعة الأدباء وقتها كلا من محمود طاهر لاشين، وحسين فوزي.
يذكر أن يحيى حقي ولد يوم 7 يناير سنة 1905 في حي السيدة زينب، وحصل على ليسانس الحقوق سنة 1925، وتم تعيينه أميناً لمحفوظات القنصلية المصرية في مدينة جدة السعودية سنة 1929، وأصبح رئيس تحرير مجلة "المجلة" سنة 1961، وتزوج الفرنسية جان ميري، وتوفى يوم 9 ديسمبر عام 1992، ومن أشهر رواياته "البوسطجي"، و"قنديل أم هاشم"، و"أم العواجز"، و"خليها على الله"، و"صح النوم".
