صدر حديثا، عن الهيئة العامة السورية للكتاب، الجزء الثالث لرواية "البؤساء" للكاتب فيكتور هوجو، ترجمة زيادة العودة، وذلك ضمن المشروع الوطني للترجمة "الرواية العالمية"، التي تصدره الهيئة.
يقع الجزء الثالث من الرواية في 574 صفحة من القطع الكبير، فقد أنهى "هوغو" في أثناء سنوات النفي، وفي عام 1862 نشر رواية طويلة، كان قد بدأها من قبل عام 1850، وهي "البؤساء" وتحت هذا العنوان، أشار إلى ضحايا نظام اجتماعي يزداد عزمه أكثر فأكثر على إدانة قسوته وتعسفه.
"البؤساء" عمل أدبي كثيف إلى أقصى حد، وهو بالتناوب ساذج مثل قصة تربوية، ونابض بالحركة مثل رواية ومغامرات، وغنائي مثل اعتراف شخصي، وواقعي مثل دراسة للطباع الإنسانية، لكنه مستوحى من أوله إلى آخره من قصد اجتماعي.
أراد هوجو أن يفضح: "الحط من شأن الإنسان عن طريق وضع البروليتاريا، والمرأة عن طريق الجوع، والطفل عن طريق العتمة"، وجان فالجان هو رمز الافتداء الذي جعلته نزعته المتفائلة ممكنا، وهو إذ يستنير برأفة الأسقف المشرقة، يغدو بدوره، مبشرا وداعية، فيغيث فانتين، ويحمي كوزيت، ويساند ماريوس، ويعفو عن جافير، ويدافع عن البائسين الذي يكافحون من أجل انعتاقهم، ومن خلال هذه الشخصية الكبيرة، يُجسد الكاتب كل وثبات قلبه النبيل وآماله.
شغفت "البؤساء" جمهورا واسعا، ويمكن عدها رائعة الأدب المشبع بالإلهام شعبي الطابع، وقد شجع نجاحها فيكتور هيغو على تأليف روايات أخرى تتعاقب فيها الحوادث المؤثرة، والرؤى الآسرة، والاستطرادات إنسانية الاتجاه: عمال البحر 1866، والرجل الضاحك 1869، وعام 93 (1872).