قال الدكتور عبد الرحيم ريحان، مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بجنوب سيناء بوزارة السياحة والآثار، إن القدس تعرضت للغزو البابلى بقيادة نبوخذ نصّر عام 586 ق.م وأطلقوا عليها اسم "أورو سالم"، وانتشرت اللغة البابلية وأصبحت اللغة الرسمية أمّا اللغة الدارجة فكانت الكنعانية، حتى احتلها ملك الفرس كورش عام 538 ق.م ، ثم الإسكندر عام 332 ق.م، وانتشرت اللغة اليونانية كلغة رسمية وكانت اللغة الدارجة الآرامية، وأطلق عليها اليونانيون "يرو سالم"، ثم احتلها بومبي 63 ق.م. وأصبح اسمها "هيرو ساليما"، ومنها أخذت أوروبا الاسم Jerusalem "جيروزاليم".
وأضاف "ريحان"، أن الإمبراطور الروماني تيتوس استولى على القدس عام 70 م ، وفي عام 139 م أطلق عليها الإمبراطور الروماني أوريانوس "إيلياكابيتولينا" وتعني "بيت الله"، وظلت تعرف بهذا الاسم حتى أوائل الفتح الإسلامي، وفي عام 614 م احتلها الفرس ثم استعادها الرومان عام 628 م، وفتحها المسلمون في عهد الخليفة عمر بن الخطاب رضى الله عنه على يد الصحابي الجليل أبو عبيدة بن الجراح عام 15هـ 636 م، ولمكانتها العظيمة تسلم المدينة الخليفة عمر بن الخطاب بنفسه، وليس قائد الجيش الفاتح وأطلقوا عليها "القدس".
وأشار "ريحان" إلى أن الصليبيين احتلوا القدس عام 1099م، واستردها السلطان صلاح الدين الأيوبي عام 583هـ ، 1187م ثم احتلتها بريطانيا من عام 1917 حتى 1947، مشيرًا إلى أنه في حرب 1948م سيطرت إسرائيل على الجزء الغربي من القدس، بينما خضع الجزء الشرقي للأردن بما فيها المدينة القديمة التي تضم المواقع الدينية.
وأوضح أن إسرائيل استولت خلال عام 1967 على القدس بأكملها، وكان قرار ضم المدينة المقدسة في 27/6/1967 بعد ثلاثة أسابيع من احتلالها رغم احتجاجات الرأي العام العالمي والمؤسسات الدولية وقرارات الأمم المتحدة، التي نددت بهذا الإجراء ثم بدأت بتوطين أعداد هائلة من اليهود في المنطقة العربية وحولها.
وأكد أنه لم يكن هناك يهودي واحد في القدس العربية قبل عام 1967، وأخذ عدد العرب يتناقص من جراء الضرائب الفادحة والقوانين الجائرة، ثم أحاطوا القدس العربية بأحياء يهودية أشبه ما تكون بالحصون العسكرية تلتف حول المدينة لفصلها عما جاورها، وبدأت ممارسات تغيير ملامح المدينة وطمس هويتها العربية الإسلامية، بالعبث بالمعالم التاريخية والدينية للمدينة وتحويلها لبارات وملاهٍ ليلية للجذب السياحي.