حذر بعض الأطباء من تفاقم المخاطر الإهمال في مرض السكري، وذلك على هامش الاحتفال باليوم العالمي لمرضى السكري، الموافق 14 نوفمبر من كل عام، تحت شعار «إتاحة الأدوية والرعاية الخاصة لمرضى السكري»، من أجل التوعية بالمرض والتدبير العلاجي للمرضى.
ما هو مرض السكري؟
يعد السكري مرض مزمن يحدث إما عندما لا ينتج البنكرياس ما يكفي من الأنسولين أو عندما لا يستطيع الجسم استخدام الأنسولين الذي ينتجه بشكل فعال، حيث أن الأنسولين هو هرمون ينظم نسبة السكر في الدم، ويعد فرط سكر الدم أو ارتفاع نسبة السكر في الدم هو أحد الآثار الشائعة لمرض السكري غير المنضبط، ويؤدي بمرور الوقت إلى أضرار جسيمة للعديد من أجهزة الجسم، خاصة الأعصاب والأوعية الدموية.
وأوضحت منظمة الصحة العالمية، أنه يتزامن اليوم العالمي لمرضى السكري أيضًا مع فترة لا يزال العالم فيها يكابد جائحة كورونا، التي لم تؤدٍ تبعاتها فقط إلى ارتفاع نسبة مرضى السكري بين المرضى في المستشفيات بسبب مضاعفات كورونا الوخيمة وبين من فارقوا الحياة بسبب هذا الفيروس، بل أدت أيضًا إلى حدوث اضطراب شديد في الخدمات الخاصة بمرضى السكري، مضيفة أنه قبل حلول يوم 14نوفمبر تسلط المنظمة الضوء على التحديات المتعلقة بتوسيع نطاق إتاحة الأدوية والرعاية الخاصة بالسكري، والأهم من ذلك، تسلط أيضًا الضوء على الحلول في هذا المجال.
422 مليون مصاب بالسكري حتى 2014
كشفت المنظمة، ارتفاع عدد المصابين بالسكري من 108 مليون شخص في عام 1980 إلى 422 مليون شخص في عام 2014، وتضاعف عدد مرضى السكري 4 مرات منذ عام 1980، ومن المتوقع أن يرتفع هذا العدد إلى أكثر من نصف مليار بحلول نهاية العقد، حيث يعود السبب الرئيسي لانتشار داء السكري إلى زيادة معدل السمنة، وقلة النشاط البدني، وقد ارتفع معدل زيادة الوزن والسمنة بين الأطفال والمراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 5-19 عامًا ارتفاعًا كبيرًا من 4% في عام 1975 إلى أكثر من 18 % في عام 2016، وعلى الصعيد العالمي زادت حالات الوفاة بسبب داء السكري بنسبة 70% بين عامي 2000 و2019.
نتائج إهمال مرض السكري
وأكدت المنظمة، أن مرض السكري أحد الأسباب الرئيسية للعمى، والفشل الكلوي، والنوبات القلبية والسكتات الدماغية وبتر الأطراف السفلى، ومن بين البالغين المصابين بالسكري من النوع الثاني، فإن شخص واحد من كل شخصين لا يعرفون أنهم مصابين بمرض السكري، وعلى الصعيد العالمي، تفشل بعض النظم الصحية في تشخيص المصابين بالسكري وتقديم الرعاية لهم.
مضاعفات المرض وتوصيات
ومن ناحيته، يقول الدكتور محمد عز العرب، أستاذ الجهاز الهضمي والكبد، والمستشار الطبي للمركز المصري للحق في الدواء، إن مرض السكري من الأمراض التي تأتي دون أي مقدمات، وقد لا يعرف المريض أنه مصاب بالسكر وخاصةً من النوع الثاني إلا بعد فترة متقدمة والشعور بمضاعفات مثل التغيرات في الأعصاب والعين والكلى، موضحًا أن مبادرة 100 مليون صحة التي شملت حوالي 63 مليون مواطن أظهرت نسبة السكر حوالي 6% من العينة، فإن مصر تحتل رقم 9 في مسألة نسب الإصابة بالمرض.
ويواصل عز العرب، في تصريح خاص لـ«البوابة نيوز»، أن السكري من الأمراض التي إذا لم يتم التحكم فيها يؤدي إلى مضاعفات تؤثر على حياة الإنسان، لافتًا إلى أن التهاب الأعصاب يؤثر على كفاءة الكلى وشبكية العين بسبب مرض السكر، والشرايين الطرفية أو المخية أو القلب، فإن الإهمال في المرض دون متابعة التحاليل الدورية والتحكم في مقاومة الإنسولين فهو من ضمن المضاعفات ويصبح الجسم غير مجيب للإنسولين الذي يفرزه البنكرياس، كما يؤثر السكر على دهون الكبد ويؤثر على كافة الاجهزة مثل الجلد والمفاصل وعدم التئام الجروح، فإن عمليات زراعة الكبد في أمريكا تتصدر رقم 2 بسبب النوع الثاني من السكر، فضلًا عن أمراض الكلى والوصول إلى الفشل الكلوي وبتر الأطراف، مشددا على ضرورة تنظيم الأكل والبعد عن السكريات العالية والدهون المركبة المشبعة.
كما يضيف محمود فؤاد، رئيس المركز المصري للحق في الدواء، أن الإصابة بمرض السكري ترج لسوء الحمية الغذائية وتناول الزيوت النباتية وغيرها من العادات التي تم التحذير منها، حيث يحتاج مرضى السكر إلى التغذية السليمة وعدم الاكتفاء بالعلاج فقط، لأن إهماله ينتج عنه مخاطر عدة مثل بتر الأطراف في حالة عدم تلقي العلاج اللازم في الوقت المناسب، مطالبًا بزيادة حملات التوعية بمخاطر المرض للتغلب عليه.