أكد خبير الآثار الدكتور عبدالرحيم ريحان، مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بجنوب سيناء بوزارة السياحة والآثار، ردًا على ما أذيع يوم 25 أكتوبر وإعادتها يوم 10 نوفمبر الحالى فى برنامج تليفزيونى للدكتور سيد القمنى، عن التجلى الأعظم فى فضائية القاهرة والناس، أن القمنى ينكر معجزة شق البحر.
وأضاف أن “القمني” يبحث لها عن تفسير بأن هناك طائفة اسمهم الرفائيين ذكروا فى التوارة وهم الرفاعيين حاليًا الذين يتعاملون مع الثعابين وإخراجها من المنازل بحيلة إحضار ثعبان يتحكمون فيه ليصبح متصلبًا كالعصى ثم يدخلون البيوت ثم يعيدون هذه العصى إلى ثعبان ليوهموا أصحاب المنزل بأنهم أخرجوا الثعبان من المنزل أى يحتالون على الناس وربط بينها وبين شق نبى الله موسى للبحر بأنه استخدم هذه العصا المتصلبة عن ثعبان.
ويوضح الدكتور ريحان، أن المعجزة واضحة ولا تحتاج إلى دليل لأن كلمة معجزة تعنى أنه فعل يعجز البشر عن فعله ولا يتأتى إلا بقدرة إلهية وما دام البشر يعجز عن فعله فلا نملك أمامه إلا قول سبحان الله كما جاء فى القرآن الكريم عن معجزة الإسراء والمراج ﴿ سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ﴾ سورة الإسراء آية 1 والذى حاول البعض تفسير الإسراء بأنه حلم وإذا كان حلم فأين المعجزة؟ وبالتالى فمحاولة التفسير هى إنكار واضح للمعجزة.
ولفت الدكتور ريحان، إلى أن تفسير الدكتور القمنى لطبيعة الرفائيين أنهم الرفاعيون هو لعب بالألفاظ ولا يرتقى إلى التفسير والرؤية العلمية لأن كلمة رفائي قيل إنها كلمة كنعانية تعني "ظلال الموتى" أو "أرواح الراحلون" وهي قبائل روحانية سكنت شمال كنعان امتدادًا من درعا وسهول حوران حتى شمال وشرق فلسطين وقد اعتبروا ذوي قربى كبيره مع العناقيون وكذلك الزمزميون الذين قطنوا عمق كنعان اذ كان جميعهم يتبعون لفئة الرفائيين العمالقة على ما جاء بنص الكتاب المقدس وقد كانت الفلاحة والصيد مصدر العيش الأساسي للرفائيين وليس الاحتيال لإخراج الثعابين.
وينوه الدكتور ريحان بأن العديد من الدراسات الممولة من منظمات مشبوهة حاولت تفسير معجزة انشقاق البحر ومنها دراسة قام بها بعض الباحثين الأمريكيين فسروا فيها معجزة انشقاق البحر لنبي الله موسى عليه السلام برياح قوية هبت من الشرق ليلًا ودفعت المياه إلى الخلف وذلك لإنكار المعجزة ونسبها للصدفة حيث أن عبور بنى إسرائيل وغرق فرعون كما زعموا كان بفعل المد والجزر النشط فى بحيرة البردويل بشمال سيناء واعتمدوا على نص في التوراة يقول "أن الله أرسل ريحًا شرقية على البحر فأزالت الماء حتى ظهرت اليابسة وعبر بنو إسرائيل فتبعهم فرعون فغرق".
وأشار الدكتور ريحان إلي أن ما يهدم هذه النظرية من أساسها أن بحيرة البردويل علميًا لا تبقى على حال فإذا سدت الأفواه التي تربطها بالبحر المتوسط تبخر ماؤها وبقى في الطريق عدة برك موحلة تغطيها الرمال فتخدع المسافرين فيغوصون فيها بينما نبى الله موسى وبني إسرائيل رأوا بحرًا بالفعل وخشوا أن يعبروه ولم يخدعوا برمال فوق ماء "فلما تراءى الجمعان قال أصحاب موسى إنا لمدركون" الشعراء" 61 أى البحر أمامنا وفرعون وقومه خلفنا فما هو السبيل فرد عليهم نبي الله موسى " قال كلا إن معي ربى سيهدين" الشعراء 62.
وبهذا فإن المعجزة جاءت واضحة بنص القرآن " فأوحينا إلى موسى أن أضرب بعصاك البحر فانفلق فكان كل فرق كالطود العظيم" الشعراء 63.
أى انشق البحر وكان كل جزء كأنه جبل مانع يحمى نبى الله موسى وقومه وعندما عبر فرعون وقومه عاد البحر كما كان .
وبالتالى فإن نظرية الأمريكان ورؤية الدكتور القمنى لا تحمل فى طياتها إلا إنكار واضح للمعجزة.