اختتم الملتقى الدولى السنوى الذى نظمته الأكاديمية الدولية للحوار التابعة لمجلس الحوار والعلاقات المسكونية بالكنيسة الإنجيلية المشيخية بمصر، فعالياته والذى أقيم تحت شعار « نعيش معا.. نفكر معا.. نعمل معًا»، بمقر الأكاديمية بسنودس النيل الإنجيلي.
وناقش الملتقى فى إطار فعالياته كتابى «الحوار والعيش المشترك بين اتباع الديانات» للدكتورة هدى درويش، و«الأنسنة والحوار والتعايش فى الإسلام» للدكتورة منجية السواحيمن تونس، واللذين أكدا على ضرورة التعايش بين مختلف الأديان والثقافات.
وأوصى أعضاء الملتقى الدولى بأن الحوار يمثل الطريق الوحيد للفهم والتفهم والعيش المشترك بعيدا عن صراع الحضارات وصدام الثقافات المختلفة.
كما أكد على أنه لا مساس بالثوابت الدينية للأديان المتعددة والاحترام المتبادل بين أصحاب العقائد والثقافات المختلفة.
وشدد الملتقى على التمسك بالثوابت الوطنية التى تحددها كل دولة لنفسها.
وحاورت «البوابة نيوز» الدكتورة منجية النفزى السوايحي، أستاذ العلوم الإسلاميّة والتفسير بالمعهد العالى لأصول الدين بجامعة الزيتونة فى تونس ومديرة مدرسة الدكتوراه بالمعهد العالى لأصول الدّين والباحثة والكاتبة والخبيرة فى التنمية البشرية.
نص الحوار:
- فى البداية، نود أن تعطينا نبذة عن العمل المجتمعى الذى تؤدينه؟
على المستوى الوطنى نقدم حلقات تدريب للنساء اللاتى تقمن بمشاريع صغري، ويحتجن تكوين معرفى مبسط يحمهن من الوقوع فى الإرهاب ومن محاور هذا العمل والحوار داخل الأسرة – القيادة النسائية – كيف تنجحين فى مشروعك – حقوق النساء الاقتصادية والسياسية والمدنية والأسرية منظمة أندا للعالم العربى هى التى تشرف على هذا العمل. وهؤلاء النساء يتحصلن على قروض صغرى من هذه المنظمة والعمل الذى اقوم به يشمل كامل ولايات الجمهورية بمعدل 4 حلقات تكوين فى الشهر منذ عام 2011 حتى اليوم.
أما بالنسبة لعملى فى منظمة الاتحاد الوطنى للمرأة التونسية، فهى منظمة عريقة تهتم بكل ما يتعلق بالأسرة وبالنساء وبالفتيات، والمحور الذى أعمل فيه هو حقوق المرأة والطفولة والمسنين « كعضوة فى المكتب التنفيذى للمنظمة منذ أكثر من 10 سنوات «، كما أعمل كعضو المكتب التنفيذى فى جمعية نساء ورياده ونهتم بالمرأة من الناحية الاقتصادية وبالمجتمع من نشر السلم المجتمعي، ونقدم مجموعة تدريبات للائمه والمحامين والقضاة لمقاومة التطرف العنيف.
- ماذا عن دورك فى جمعية قادرات وفى الجامعة؟
أنا أمينة الصندوق بجمعية قادرات، ونقدم إعانات مادية عند العودة إلى الدراسة وفى الأعياد والمناسبات الاجتماعية الكبرى، نشتغل على حماية الشباب والشابات من مخاطر استخدام المخدرات بمساعدة شبكة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للتصدى لمخاطر استخدام المخدرات وأنا عضو فى هذه الشبكة.
وفى الجامعة إضافة إلى التدريس اشارك على توعية الطلبة بمخاطر التطرف العنيف والتثقيف على مبدأ الاختلاف واحترام الآخر وقبوله كما هو، وهذا على مستوى الندوات والملتقيات والمؤتمرات وورش العمل كمديره مدرسة الدكتوراه، كما أعمل كأستاذة جامعية بجامعة الزيتونة واهتم بالأنشطة الثقافية زيادة على تأثر الطلبة والمناقشات نقدم ندوات، وهذه الندوات تخرج بكتاب يشمل كل ندوة على عدد من القضايا العلمية والاجتماعية التى تهم الجامعة وتهم المجتمع التونسي.
- حدثينا عن زيارة الوفد الأكاديمى المتخصص بشأن الحوار بين اتباع الاديان والثقافات لمصر؟
لاحظت خلال زيارتى أن مصر بلد الثقافة والتنوع، يعيش على أرض الكنانة المسيحى والمسلم واليهودي، ومن حيث الظاهر لم ألاحظ تصنيف لفئة على فئة فالشارع المصرى يشمل الجميع حتى لا أستطيع أن أفرق بينهم.
وجئت الى مصر فى 2018 و2021، وتجولت فى دوائر القاهرة، حيث لاحظت تغيرا ايجابيا فى البنية التحتية والمبانى والمنازل وتطور كبير من حيث النظافة واسطول النقل والطرق ووسائل المواصلات، مع حرية الكتابة والتعبير.
- وما تعقيبك على زيارة الكاتدرائية المرقسية بالعباسية والمقر البابوى؟
التقينا بالأنبا دانيال، وهذه الزيارة كان لها تأثيرها الإيجابى فى حياتي، لأنى كنت أتصور دائما أن رجل الدين كهذا وبالأخص على هذا الكرسى وفى الكنيسة لا يقبل المختلف، قد يتكلم معه أو يستضيفه ولا يمنحه من وقته ولكن ما حدث لى عكس ما كنت أتصوره، حيث شاهدنا سماحة هذا الرجل المشدود إلى أرض مصر المتشبث بنيلها وحب المصريين لها واستمدادهم لقوتهم وتسامحهم من أرضهم الطيبة ومن نيلها كما انى وجدت فى الأنبا دانيال صفات التسامح والمحبة والعمل على نشر السلم المجتمعى والقيم التى تجمع ولا تفرق.
- ماذا عن زيارة متحف الحضارة الجديد؟
عندما دخلت المتحف شعرت ان المسئول فى البلد يحب مصر ويحب تاريخها ومجدها واختلافها الحضاري، ويحافظ على هذه الثروة فى هذا المتحف، ولو لم يتم بناء هذا المتحف وبهذا الشكل، فالكثير من تاريخ مصر والكثير من حضاراتها سيختفي، وهو إنجاز سيخلده التاريخ لقرون من الزمن، فانت تتعلم من الصور والتماثيل والكنوز ومن كل ما تراه فى المتحف، تأخذ درسًا حضاريًا يبقى خالدًا فى الذهن وأشير أيضا هنا إلى الجمع بين الحفاظ على تراث مصر والعناية بالبيئة المتمثلة فى بركه الماء الجميلة والنباتات والأشجار ومن غيرها التى تعكس فنا وذوقا رفيعا.
- إلى أى مدى وصلت قضايا التعليم ووضع المرأة فى تونس؟
بالنسبة للتعليم تونس تتميز بالتعليم المجاني، الذى فرضه الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة للفتيات والفتيان، فتمكنت العائلات الفقيرة من تعليم ابنائها، وتواصل ذلك إلى أن نزلت نسبه الأمية إلى ما يقارب 13 %، ولكن اليوم هناك مناطق وصلت فيها نسبة الأمية إلى 40 % وخاصة بين النساء، نظرا لغلاء المعيشة وللبطالة.
أما المرأة فقد حافظت على حقوقها المتمثلة فى مجال الأحوال الشخصية بفضل نضال نساء تونس ورجالها الذين تصدوا لكل محاولة للتراجع عن هذه القوانين، بل تطورت حقوق للمرأة ليصدر قانون عدد 58 لسنة 2017 لمنع كل أنواع العنف ضد المرأة، ولكن الإشكال ليس فى ترسانة القوانين الموجودة ولكن المشكل فى التطبيق على أرض الواقع والمشكل فى تقبل بعض النساء للعنف إلا أن المجتمع المدنى يقوم بدور كبير فى مناصرة النساء والدفاع عن حقوقهم وعن حقوق الأسرة وهو عمل متواصل.
