الإثنين 03 يونيو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

الاستشراق ما له وما عليه.. الأهداف الدينية للاستشراق

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

من الطبيعي أن تكون للأهداف الدينية دور فاعل ومهم في نشأة الاستشراق، من أجل ذلك كانت رغبة رجالات الاستشراق إلي تعلم اللغات الشرقية وأهمها اللغة العربية، لماذا لمقارنة الكتب المقدسة بالقرآن الكريم، فعلي سبيل المثال المسيحية اتخذت ذلك سببا رئيسا لمنع المد الإسلامي إلي أوروبا وبلاد الغرب.
وهنا فكرت الباباوية في روما في مواجهة هذا الزحف برد فعل معاكس،بالارساليات التبشيرية وهذا ما يفسر أن بدايات الاستشراق كانت علي يد بعض القساوسة والرهبان، الذين بذلوا جهودا حثيثة لتحقيق معرفة دقيقة بالشرق العربي الإسلامي في دياناته ولغاته وفلسفاته وعلومه وآدابه.
ما أهم الوسائل التي اتخذها الاستشراق سبلا لتحقيق الغايات الدينية، بجانبيها الايجابي بالنسبة للمسيحية، السلبي بالنسبة للإسلام.
آليتان مهمتان أولهما، إنشاء كراسي لتعلم اللغات الشرقية، ومنها اللغة العربية ففي عام 1539تم إنشاء أول كرسي لتعلم العربية في الكولج دي فرنس في باريس.
أما الآلية الثانية،فما قام به بعض المستشرقين من بحوث ودراسات تضرب في اتجاهين الأول: تعلم الكتاب المقدس وشرحه وفهمه فهما صحيحا، وذلك للدفاع عن المسيحية وهذا من حق أي صاحب دين، الدفاع عن دينه وهذا جانب إيجابي بالنسبة للمسيحي.
والاتجاه الثاني: الهجوم والتشكيك في الإسلام ومصادره، مصادر التشريع، القرآن والسنة والاجتهاد والاجماع.
فبدأ بعض المستشرقون بتتبع سيرة النبي صلي الله عليه وسلم، وتتبع حياته، واتخذ المستشرقون الخلافات السياسية طريقا لضرب الإسلام في الصميم وكذلك انقسامات الأمة الإسلامية وتشعبها إلي فرق،وأحزاب كل حزب بما لديهم فرحون وهذا ما نجده عند فلها وزن في كتابه الخوارج والشيعة أول حزب سياسي معارض في الإسلام، لكننا نري أنهما لم يكونا حزب سياسي وانما معارضتهم جاءت لهدم الأمة العربية والإسلامية بل وإن الخوارج اقعدوا الأمة الإسلامية عن الفتوحات لمدة 50عاما_ولكل عصر مآرقته وخوراجه_ وهكذا الأمر بالنسبة للشيعة الذين أثاروا الفتن حول الصحابة الكرام.
كذلك ظهور بعض الأفكار الصوفية مثل الحلول والإتحاد ووحدة الوجود والشهود والإنسان الكامل، كل ذلك تذرع به بعض المستشرقون للطعن في المعتقد، وأن هذا الدين ليس دينا قويا بمجرد وفاة النبي بدأت الفرقة تدب فيه وحدثت شروخات وتصدعات في بنيانه، وهذه فريات وشبهات أثارها بعض الحقدة من المستشرقين.
ونرد قائلين، القرآن الكريم منهج حياة ودستور ينظم حياة الإنسان والمجتمع دنيا ودينا.
وسنة النبي شارحة ومفسرة للقرآن الكريم، بل والقرآن هو معجزة الله الخالدة ما دامت السموات والارض، وهو معجزة النبي صلى الله عليه وسلم، وأنه كتاب لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، وما هو بقول البشر.
تقول المستشرقة، آن ماري شيمل القرآن هو المعجزة الكبري للنبي محمد والتي تثبت نبوته.
أما ماسينيون فيقول أن القرآن نظام عالمي واقعي موحي، وهو معالج لكل مشاكل الحياة.
وكذلك نري  ليبون يقول، حسب هذا القرآن جلالا ومجدا أن الأربعة عشر قرنا التي مرت عليه لم تبدل منه شيئا ولم تغيره، ولايزال غضا كأن عهده بالوجود أمس، وأنا أقول كأن عهده بالوجود الآن، لماذا لأنه هو الوجود.
وكذلك المستشرق بلانشيه، لقد أتي محمد بكتاب تحدي به العالم أن يأتوا بمثله أو حتي بسورة من مثله،*وإن كنتم في ريب مما نزلنا علي عبدنا فأتوا بسورة من مثله وأدعوا شهداءكم من دون الله إن كنتم صادقين*
ويقول كارليل، أصبح من العار علي كل عقل متمدن يعمل عقله ويفكر تفكيرا موضوعيا،  أن يصغي إلي القول أن دين الإسلام كذب وأن محمد مخادع ومزور ومغرور.
لكن السؤال المهم، هل من الممكن ترجمة القرآن الكريم بآياته وحروفه 
يقول بالمر، إن ترجمة القرآن كم هي مهمة عسيرة ومحاكاة بلاغته وقافيته ومحسناته سيفقده رونقه وجماله.
ومن الترجمات الخاطئة المقصودة لتشويه القرآن، ترجمة جورج سل، إذ ترجم، قوله تعالي، يا أيها الناس إن رسول الله إليكم جميعا، ترجمها، يا أهل مكة، أي أن القرآن نزل إلي قوم النبي فقط، وهذا لغرض خبيث في نفس هذا المستشرق وماتخفي صدورهم أكبر، هو دحض مقولتنا الخالدة، التي اخذناها من دستورنا القرآن الكريم، عالمية الإسلام، وارسلناك للناس كافة، وما ارسلناك إلا رحمة للعالمين،ونقول له مستشهدين ببيتن للدكتور الشاعر فاروق جويدة، أفعل ما شئت ولاتخجل فالكفر مباح*أفعل ما شئت ولا تخجل فالكل مهان.
ومن الشبهات الخطيرة التي أثارها هذا المدعو جورج سل، أن القرآن ما هو إلا ظاهرة بشرية من تأليف محمد، استمده من اطلاعه علي مؤلفات وكتب اليهود والنصاري، ونرد علي ذلك، النبي صلى الله عليه وسلم، كان لايعلم القراءة والكتابة، هذه واحدة، أما الثانية فالنبي لم يلتق مع أحبار اليهود إلا في رحلته مع عمه أبي طالب، وكان وقتها صبيا، وكذلك لم يلتق مع النصاري قبل البعثة إلا مرة واحدة مع قريب السيدة خديخة ورقة بن نوفل، وكان حال النبي وقتها لا يسمح حتي بالكلام مع أحد من الرعشة والاضطراب بعد نزول جبريل عليه ورآه رؤيا العين، فكيف لمن مثله هذه الحالة أن يتحاور مع أحد ويتعلم.
كذلك لو كان من تأليف النبي، هل كان سيعاتب نفسه بمعني هل كان سيذكر آيات فيها معاتبة لنفسه عبس وتولي أن جاءه الأعمي، عبدالله بن أم مكتوم الأعمي الكفيف الذي أتي للدخول في الإسلام فأجله النبي لأنه كان ذاهبا إلي علية القوم_ وهم من وجهة نظري عرة القوم_فكان كلما يشاهده النبي صلي الله عليه وسلم يناديه قائلا تعالي يا من عاتبني فيك ربي.
هل كان سيذكر حادثة الإفك التي اتهمت فيها السيدة عائشة في شرفها من بئيس تعيس.
نقول لهذا السل، قف عند منتهاك، وإذا أردت أن تنتقد فانتقد نقدا موضوعيا ولا تطعن طعن اللئام، فالنقد له ضوابطه وشرائطه، فقف عند منتهاك، فإن الله بالغ أمره قد جعل الله لكل شيئ قدرا.
أما ماتفعله فهو نقض تريد الهدم والطعن، لكن لن نتركك تفعل ذلك.