أشاد نقاد وفنانون بتجربة مصطفى بط الفنية فى أمسية نظمها صالون عفيفي مطر الثقافي تحت إشراف الشاعر والصحفي محمد حربي، مساء اليوم السبت.
حضر وتحدث من النقاد الدكاترة أحمد الجنايني وإسماعيل صيام وأحلام فكري وسامى البلشي، وعدد كبير من الفنانين التشكيليين الذين أشادوا بمعرض مصطفى بط " القرية والأسطورة " الذي تستضيفه قاعة ضي بالمهندسين ومديرها الناقد التشكيلي هشام قنديل.
يقول مصطفى بط : عالم سحري شدني إليه حبي للأساطير والروايات المملؤة بالخيال في العصور المختلفة مما انعكس على رؤيتي التشكيلية فجاءت المنحوتات التي تم صبها بخامة الألمنيوم، ولحاء النخيل الذي تحول إلي كولاج، ولوحات التصوير آلتي احتوت على مفردات غير متعودة في أعمالي. كذلك اختزال الأشياء مما أعطاها بعدا دراميا.
الفنان الكبير مصطفي بط هو عضو أتيلية القاهرة وعضو لجنة تجميل بالمنوفية الغربية وعضو نقابة المهن التعليمية وعضو جمعية أصالة وموجه عام تربية فنية بمديرية التربية والتعليم بالمنوفية سابقا.
أقام الفنان مصطفي بط العديد من المعارض الخاصة داخل وخارج مصر معرض بقاعة إخناتون 1968، 1970، 1981 ومعرض بقاعة عرض بروما بإيطاليا 1971 ، 1986 ومعرض بالمركز الثقافى السوفيتى 1976 – بالقاهرة ومعرض بالمركز الثقافى السوفيتى 1977 – بالإسكندرية ومعرض بالمركز الثقافى الأسبانى 1979 ومعرض متجول بقصور الثقافة 1969، 1970، 1981 - 2003 ،معرض بالمركز المصرى للتعاون الدولى 2005 ،معرض بقصر ثقافة أسيود مع الفنان عبد الوهاب عبد المحسن والفنان مصطفى مشعل.
شارك فى الحركة الفنية التشكيلية منذ تخرجه ومن المعارض الجماعية المحلية التي شارك بها الفنان معرض الطلائع السابع ( جمعية محبى الفنون الجميلة ) 1966 ،القاهرة ومعرض بقاعة اخناتون مع الفنان مصطفى عبيد 1981 ،معرض ( طيور تأبى الرحيل ) بقاعة ( أبعاد ) بمتحف الفن المصرى الحديث بالأوبرا نوفمبر 2013 ، معرض الموروث الشعبى بقاعة نهضة مصر بمركز محمود مختار 2006 ،معرض ( ثورة شعب ) بمركز كرمة بن هانىء الثقافى - بمتحف أحمد شوقى يوليو 2017 .
كما شارك في العديد من المعارض الجماعية الدولية منها ،بينالى الإسكندرية الدولى لدول حوض البحر المتوسط الثامن 1970 ، بينالى أثينا الدولي بأسبانيا 1971، 1972 وبينالى فنانى مصر في الأقاليم الدولى بالإسكندرية 2005
وحاز علي العديد من الجوائز المحلية والدولية منها الميدالية الفضية فى التصوير من صالون القاهرة 1971 جائزة حفر من الثقافة الجماهيرية 1986 ، الجائزة الثانية بمسابقة سابك.
عالم الفنان مصطفى بط له خصوصية وجدانية حدد القرية مكانا ومصدرا لها، إلا أن أعماله تبحث فيما هو أبعد مكانا من القرية إلا إذا كان استلهم من القرية براءتها.
هذا ما قالته الناقدة فاطمة علي وأكملت: لوحاته الأبعد
من القرية كمكان تستكشف علاقة الإنسان مع من هم من جنسه و علاقته مع كائنات أخرى
تشاركه الكون الأكثر اتساعا من القرية ليشكل بهم عالما مرتبطا بذكرياته بالمكان المحدود والبيئة مع بدء عمل اللوحة لم يعد المكان محدودا، فجميع خلفيات لوحاته التي تتصدرها عناصره ليست مرئية في مشاهد قروية أو أرضية تحيط عناصره.
وقد قصد الفنان بحساسية شديدة في تقنيته المكونة من توليفات أصباغه والاحبار و الأكريليك أن يخلق منها
عالما موازيا بصريا لتصوير الأجواء القريبة الملتقى، داخلها كائناته لتتعادل، ومعنى أجواء الأسطورة التي قصدها الفنان مكنها علي السطح تجولت الفانتازيا بصرية ثرية.
ويبدو أن الفانتازيا بدأت عند الفنان من الخيال عن أصل واقعي للغاية، كان الفنان نفسه جزءا
منه استوعبه ومزجه داخله وتركه يتحرك بفانتازيا الذكريات والمعيشة داخل مساحات اللوحات المتوسطة والصغيرة الحجم كأنه يتحدث أو يدندن مع لوحاته التي يجيد التعامل معها دون أن يشاركنا في حواراياته، حتى أنه جعل شخوصه وطيوره وحيواناته لا تواجهنا بل
نراها فقط من الجانب "بروفايل"
حتى لا نسمع أحاديثها أو نكتشف أنها من عالم آخر.
أما الضوء في لوحاته ندركه متجانسا دون تسليطه على جزء أكثر من الآخر من
عناصره،
سطوح اللوحات ملونه دون الاهتمام بظلال و نور الألوان بل اعتمد الفنان علي
اللون في ذاته بتداخله و امتزاجه ودرجات لونية أخرى واعتمد أكثر على نور الخيال.
ويقول الناقد صلاح بيصار عن الفنان مصطفى بط:
من وحى الحقيقة والخيال والواقع المعاش والأحلام انبعثت الأسطورة من دنيا متخيلة كانت تدب على مسرح الحياة وتشكلت فى عالم مصطفى بط. هذا العالم الذى يمثل
امتدادا لأعماله السابقة بطول تاريخه ولكن فى تحولات وآفاق جديدة وغريبة. عالم سحرى
لا يعرف الحدود ولا القيود تنوعت فيه الخامات وطرق الأداء كما تنوع الشكل والتشكيل من
المنحوتات والمجسمات التى تم صبها بخامة الألمنيوم.
ويردف: لكن يظل الفضاء التصويرى للفنان بتاريخه الطويل معه ما بين الخطوط والألوان والأضواء والظلال والشرائح الكولاجية ذروة أعماله فى هذا العالم الذى تشكل من وحى الأسطورة و
انفرج عن صور وأخيلة يمتزج فيها الواقع بالخيال والتعبير السحرى بروح الفن الشعبى
وعناصر من التراث تتواصل مع المصرى القديم وتستحضر الزمن فى نسيج من النغم.
كل هذا بلمسة عصرية يموج
بإحساس ميتافيزيقى وإن شئنا قلنا إحساس كونى يجعلنا نتساءل: إلى أين يأخذنا مصطفى بط؟
هل إلى الزمن الماضى أم إلى حاضر الأشياء وما نعيشه فى حياتنا المعاصرة؟ أم أنه يومىء إلى المستقبل؟