الثلاثاء 05 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

تقارير وتحقيقات

سيول أسوان الأخطر منذ التسعينيات.. الأهالي عاشوا لحظات رعب وخوف ليلة الجمعة.. السحب الركامية الرعدية سبب سقوط الأمطار بغزارة مكونة ما يعرف بالجريان السيلي

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

ليلة أمس مرت بسلام في العاصمة القاهرة إلا أن "أسوان" مدينة الهدوء والصفاء كانت ليلتها عاصفة، فقد شهدت مساء أمس الجمعة وطوال الساعات الأولى من صباح اليوم السبت طقسًا سيئًا، صاحبه سقوط أمطار غزيرة وسيول وتساقط ثلوج مع عواصف رعدية وبرق.

لم يقف الأمر عند هذا الحد من الرعب بل كان لخروج العقارب والثعابين من جحورها خطرا آخر هدد حياة 425 مصابا وتوفى جرائه 3 أشخاص.

حالة الاستعداد القصوى بالمستشفيات 

احتقان اجتماعي يلوح في أفق مستشفيات العزل المصرية | اندبندنت عربية

تم منح مصل العقرب في مستشفيات أسوان الجامعي وكوم إمبو ودراو ونصر النوبة وإدفو وأبو سمبل إلى المصابين، كما تم رفع حالة الاستعداد القصوى بمستشفيات المحافظة، واستدعاء الأطباء من الإجازات للمساعدة فى مواجهة الظروف الطارئة، وجرى التأكد من توفر مصل العقرب في جميع المستشفيات والوحدات القروية.

هدوء ما قبل السيل

"كان كل شئ هادئ واستمعنا الي تحذير الأرصاد أن هناك سقوط أمطار ليلة الجمعة، ولكن لم نكن نحسب أن الأمر سيكون سيول لا تحمد عقباها"، هكذا يقول محمد القماح أحد سكان أسوان.

وتابع " انقلبت الدنيا ولم تهدأ حتى صبباح يوم السبت وكان الجميع يستغيث للمساعدة ما بين من انجرف منزله وبين من لدغه عقرب ويريد مصل لم يكن موجود في الوحدة التي يتبعها وكانت حركة السير بطيئة وهناك عشوائية كبيرة ضربت قرى أسوان التي واجهت السيل".

انقطاع الكهرباء وتضرر القرى الصغيرة

الشركة العامة للكهرباء: انقطاع الكهرباء من ساعتين إلى أربع ساعات - ليبيا الأحرار

تقول فاطمة سعد، فتاة عشرينية من سكان كوم أمبو، إن مدينة أسوان شهدت حالة من الرعب خاصة المناطق القروية الصغيرة التي تبنى من الطين كان وضعها الأخطر وتعرضت منازلهم للجرف من السيل.

وأضافت ان الأماكن التي لم تضرر من السيل، لاقت مصير انقطاع الكهرباء وبالتبعية المياه، وهي الاجراءات الاحترازية التي اتخذتها المحافظة تحسبا لأي تبعات اخرى للسيل وحفاظا على الأرواح.

الخسائر لم تحسب بعد

يقول محمد عيسي، إن هذا السيل لم يكن الأول الذي تشهده محافظة أسوان فقد تعرضنا لمثل تلك السيول في التسعينات وايضا في السنوات الأخيرة نتيجة لزيادة مخرات السيول وعدم التعامل معها من قبل المحافظة.

ويشير "عيسى" إلى أن الخوف من أن يكون هناك تبعات اخرى للسيل وحتى الآن فالخسائر لم تحسب بشكل دقيق فيما يخص البيوت التي تضررت.

شرق مدينة أسوان الأخطر

فيديو..الأرصاد الجوية تحذر من السيول | بوابة أخبار اليوم الإلكترونية

تبعا لأكاديمية  البحث العلمي والتكنولوجيا عن مخاطر السيول في مصر في التسعينات، فإن المنطقة من أدفو وحتى نهاية بحيرة ناصر، تمثل الأودية التي تصب فى بحيرة ناصر الحد لأدنى بالنسبة لمخاطر السيول لعدم وجود تجمعات سكانية أو زراعية كبيرة، وتمثل أحواض شرق النيل فى المنطقة بين إدفو وأسـوان خطـورة كـبيرة وبالذات على منطقة كوم أمبو وشرق مدينة أسوان.

حوادث سيول سابقة 

  في مايو عام ١٩٧٩ أدى الجريان السيلي إلى تعطيل خطوط السكك الحديدية كما أثر على مركزي إدفو وكوم أمبو وأسوان وأدى إلي انهيار ٢٠٠ منزل، ولقى ثلاثة أطفال مصرعهم تحت الأنقاض وشردت ٣٠٠ أسرة كما أدت السيول إلي سـقوط كتل صخرية على أجزاء من الطريق الزراعي وقطع خطوط السكك الحديدية.

 تكررت هـذه السيول فى شهر أكتوبر من نفس العام وأدت إلي انهيار أكثر من٣٠٠ منزل وتصدع عدد كبير مـن المساكن ولم تحدث خسائر في الأرواح وتسببت في تعطيل حركة السكك الحديدية للمرة الثانيـة في نفس العام، وسبق هذين السيلين عواصف ترابية رعدية مما يحتمل معه أن تكون هذه أمطار إعصارية، وتكررت السيول في عامي ١٩٨٠ و١٩٨٧.

أودية حجازة بقنا وعباس بأسوان أخطرهما

تسببت سيول ١٩٨٠ فى عزل مدينة أدفـو عـن العمران، وأثبتت دراسة أعقبت هذين السيلين وأجراها مركز التخطيطات البيئية والمعمارية "cpas"  أن أودية حجازة بقنا وعباس بأسوان هي أخطر الأودية بالمنطقة، ولابد من إنشاء مصدات للسيول وأقامه سدود خرسانية في الأودية، وتأسيس المنازل بالدبش (الحجر الجبري) بعمق ٨٠ سم وارتفاع٧ سم فوق سطح الأرض على الأقل. 

ووفقا لأكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا عن مخاطر السيول في مصر يبلغ عدد الوديان المؤثرة في هذه المنطقة ٢٥ واديا بمحافظة أسوان حيث تراوحت مساحات الوديان بين ٤٠ كم مربع إلى حوالي ٧٥٠٠ كم مربع، كذلك بالنسبة لأطوال المسارات الرئيسية تراوحت من 10 كم الي 100 كيلو متر.

العوامل البيئة لسقوط الامطار 

وفقا لمركز التخطيطات البيئية والمعمارية "cpas" تسقط الأمطار على الأراضي المصرية نتيجة لعاملين أساسيين:الأول هو سـقوط الأمطـار المرتبطـة بالجبهات الباردة الممطرة المصاحبة لمنخفضات حوض البحر المتوسط وتستمر لعدة أيام، وهذا النوع من المطر يحدث ابتداء من النصف الثاني من شهر نوفمبر وينتهي من الأسبوع الأول من أبريل .

الجريان السيلى

السبب الثاني هو سقوط الأمطار المرتبطة بعدم استقرار بين طبقات الجو العليا والطبقة الملامسة لسطح الأرض، ويحدث هذا النوع من المطر في فصل الربيع أو في فصل الخريف الذي نحن بصدده الآن  وبصدد تبعاته.

 يمتد منخفض السـودان المـوسمي إلى الشمال فوق البحر الأحمر وشرقي مصر إلى سيناء، وأحيانًا يمتد إلى منطقة شرق البحر المتوسط فيجلب هواء ساخن من فوق السودان إلى هذه المناطق وبمرور هذا الهواء فوق مياه البحر الأحمر من الجنوب إلى الشمال يتشبع ببخار الماء، وأيضا يتشبع ببخار الماء عند مروره فوق الجزء الشرقي من البحر المتوسط، وبناء على ذلك تكون كتلة الهواء الملامسة لسطح الأرض ساخنة ورطبة، وإذا تأثرت هذه المناطق من الأراضي المصرية في طبقات الجو العليا لهواء بارد وجاف قادم من وسط وشمالي أوربا فيحـدث عـدم الاستقرار وتتكون السحب الركامية الرعدية حيث تسقط الأمطار بغزارة وتجرى في الأودية مكونة ما يعرف بالجريان السيلى.

الاجراءات المتبعة حفاظا على الأرواح

وجه محافظ أسوان أشرف عطية بوقف حركة الملاحة النهرية في مجرى نهر النيل من أسوان إلى إدفو شمالًا، وببحيرة ناصر، إلى جانب قيام إدارة المرور بغلق الطرق السريعة مؤقتًا بعد انعدام الرؤية الأفقية بسبب العاصفة الترابية والأمطار التي أدت لانخفاض مستوى الرؤية.

وذكرت المحافظة في بيان رسمي أن الرؤية انخفضت أمام حركة المركبات بريًا والبواخر السياحية والدهبيات والمراكب الشراعية ومراكب الصيد والعبارات والمعديات الخاصة نيليًا.

كذلك ناشد عطية المواطنين الالتزام بمنازلهم وتجنب مواقع وجود الأشجار والهوائيات الكهربائية، مشددًا على أهمية التزام سائقي المركبات والسيارات المختلفة بوقف التحرك والتهدئة للحد من الحوادث المرورية وللحفاظ على أرواح وسلامة المواطنين.

وعلقت محافظة أسوان الدراسة بجميع المراحل التعليمية غدًا الأحد في ظل احتمال استمرار سوء الأحوال الجوية التي تسببت في انهيار بعض المنازل وتوقف الحركة على الطرق.