الطحاوي: إيران وداعش اتفقا على إثارة الفوضى في العراق
العفيفي: استهداف الكاظمي رد على نجاح تنظيم الانتخابات
أثارت المحاولة الفاشلة لاغتيال رئيس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي، حالة من الترقب في الأوساط العراقية، بشأن أسرار هذه المحاولة، ومدى ضلوع تنظيم داعش الإرهابي فيها، وكذلك السيناريوهات المحتملة للرد من جانب أجهزة الأمن في البلاد.
الجيش العراقي، بدأ رده على هذه المحاولة، في اليوم التالي لها، معلنا تصفية قيادي عسكري بارز في التنظيم الإرهابي، خلال مداهمة 3 أوكار للتنظيم في محافظة الأنبار.
محاولة فاشلة
محاولة اغتيال رئيس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي، تمت الأحد الماضي، عن طريق استهداف مقر إقامته المنطقة الخضراء في العاصمة بغداد، بواسطة طائرة مسيرة مفخخة، وهو ما علق عليه الكاظمي عبر تويتر قائلا: "كنت ومازلت مشروع فداء للعراق وشعب العراق، صواريخ الغدر لن تثبط عزيمة المؤمنين، ولن تهز شعرة في ثبات وإصرار قواتنا الأمنية البطلة على حفظ أمن الناس وإحقاق الحق ووضع القانون في نصابه".
وأضاف: "أنا بخير والحمد لله، وأدعو إلى التهدئة وضبط النفس من الجميع، من أجل العراق".
إيران وداعش
ويعلق الدكتور عبد الحكيم الطحاوي، العميد الأسبق لمعهد البحوث والدراسات الآسيوية، على محاولة اغتيال الكاظمي، مؤكدا أن توقيتها يشير إلى تورط إيران وداعش على وجه الخصوص، الأمر الذي يشير إلى اتفاقهما على هدف واحد وهو إثارة الفوضى في العراق.
وأشار إلى أن الطرف الذي يمتلك القدرة على تنفيذ مثل هذه الجريمة، كما وقعت، هو إيران، التي بات من الواضح أنها تستعين بعناصر داعش، حتى تبعد الشبهة عنها، في ظل اتفاق أهداف الطرفين.
وحذر الطحاوي، من أن وصول تكنولوجيا الطائرات المسيرة، إلى أيدي الدواعش، يعني إطلاق سلسلة من العمليات المشابهة التي تستهدف كبار قادة الدولة، بما يقوض أي محاولات للاستقرار.
وأضاف: "لا يمكن في الوقت ذاته، إهمال الاحتمال الذي أشار إليه رئيس الحكومة العراقية ضمنا في تصريح له عقب الحادث، حين قال إن جهة داخلية وليست خارجية، تقف وراء الحادث، واصفا هذه الجهة بأنها تمثل طرفا له مشروع سياسي وشريك في العملية السياسية.
ولفت الطحاوي إلى أن ما يجري في العراق حاليا، هو معركة تستهدف منعه من استعادة استقراره، وقوته، باعتباره البوابة الشرقية للمنطقة العربية، التي إن أمكن تقويتها فسيعود ذلك بالنفع على شعوب المنطقة، وهو ما ترفضه القوى الراغبة في إسقاط العرب.
رد على النجاح
من جهته قال الدكتور فتحي العفيفي، أستاذ الفكر الاستراتيجي بجامعة الزقازيق، إن الهجمة العنيفة للإرهاب، التي استهدفت رئيس الوزراء العراقي، سواء تقف وراءها إيران، أو داعش، فإنها تأتي ردا على نجاح العراق في تنظيم الانتخابات، ومرورها دون أزمات تعطلها.
وأشار إلى أن رئيس الحكومة العراقية، مصطفى الكاظمي، حقق مكاسب لدولته، أغضبت القوى الرافضة لعودة العراق دولة قوية منيعة.
ولفت إلى أن العراق كلما استطاع تحقيق هدف من أهداف استعادة استقراره وأمنه، ستتكالب عليه جميع القوى الرافضة لعودته، الأمر الذي يستدعي الاهتمام الحقيقي بالمرحلة المقبلة، وعدم التراخي في تنفيذ الاستحقاقات التي تعيد للدولة وحدتها، خاصة أن الشعب العراقي، أدى ما عليه، عبر لفظه للقوى التي تريد بسط سيطرتها عليه.
وربط العفيفي، بين محاولة الاغتيال غير الناجحة، وفشل جهود القوى المناوئة لاستقرار العراق في إخافة العراقيين، عبر سلسلة طويلة من التهديدات الصريحة والضمنية، التي أطلقتها هذه القوى رفضا لعقد الانتخابات، ومن ثم لنتائجها، مشيرا إلى أن فشل المظاهرات والاعتصامات، التي نظمتها هذه القوى، وفي صدارتها الحشد الشعبي الموالي لإيران، بغرض إجبار الحكومة على إلغاء الانتخابات، يجعل من المرجح أن تكون هذه القوى هي التي تقف وراء محاولة الاغتيال الفاشلة التي تعرض لها الكاظمي.
وأشار العفيفي أيضا إلى أن محاولة اغتيال الكاظمي قد تكون موجهة إلى شخصه، في ظل النجاح الكبير الذي حققه، منذ توليه شؤون البلاد العام الماضي، والتي تصب جميعها في سبيل استعادة القوة الأمنية للبلاد.
قرارات الكاظمي
وعلى مدار فترة توليه رئاسة الحكومة العراقية اتخذ الكاظمي سلسلة من القرارات التي تسعى إلى تثبيت أركان مؤسسات الدولة، وفرض قوتها.
وكان أول هذه القرارات عقب توليه رئاسة الحكومة في مايو 2020، أن تم تشكيل لجنة أمنية لتقصي الحقائق وملاحقة كتائب الاغتيالات.
واستهدف الكاظمي في إجراءاته جمع السلاح، لتقليل نفوذ المليشيات الموالية لقوى خارجية، كما أمر بملاحقة المدانين في قضايا اغتيالات.
وعمل الكاظمي على تنشيط الدور الاستخباري لمواجهة جماعات الإرهاب المنتشرة في البلاد، مما كان له أثر في نجاح الأمن العراقي، في ضبط سامي الجبوري، نائب زعيم داعش، والمسؤول المالي للتنظيم.