أثنى المستشار حسين أبو العطا، رئيس حزب "المصريين"، على زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى العاصمة الفرنسية باريس، بناء على دعوة الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون، من أجل المشاركة في مؤتمر باريس الدولى حول ليبيا والذى يٌعد محطة فاصلة فى إطار العمل الدولى للتعامل مع الأزمة الليبية والممتدة منذ 2012 حتى الآن، مؤكدًا أن العلاقات المصرية الفرنسية خلال الفترة الحالية تشهد تطورًا إيجابيًا من خلال حجم العلاقات الإقتصادية والتبادل التجاري الضخم وتوحد الرؤى والمواقف الدولية المختلفة.
وقال "أبو العطا"، في بيان الجمعة، إن العالم يشهد حاليًا أزمات صحية واقتصادية وعسكرية غير مسبوقة عملت على زعزعة موازين القوى فى بعض المناطق، مشيرًا إلى أن الشراكة مع مصر أصبحت أكثر أهمية من أى وقت مضى وهو ما تسعى إليه كافة القوى الدولية سواء عسكرية أو اقتصادية، مؤكدًا أن العلاقات بين القاهرة وباريس أصبحت ذات طابع خاص يقوم على احترام استقلالية كل من الطرفين وسيادته، وتعميق التعاون بينهما في جميع المجالات ذات الاهتمام المشترك.
وأضاف رئيس حزب "المصريين"، إن الشراكة المصرية الفرنسية تسهم في استقرار الشرق الأوسط كما أن مصر شريك رئيسي في استقرار ليبيا، نظرًا للدور المصرى الكبير فى ليبيا والجوار الإقليمي، مؤكدًا أن المرحلة الحالية التي وصلت إليها ليبيا علي صعيد الاستقرار السياسى وصولًا إلي إجراء الانتخابات في ديسمبر المقبل، ما كانت لتتم دون الخطوط الحمراء التي أعلنها الرئيس السيسى، والتى ساهمت فى استعادة التوازن فى ليبيا وبدأت الأمور تهدأ بشكل كبير تمهيدًا لمحطة الاستحقاق الانتخابى التى ترسي قواعد الاستقرار، ومن ثم خروج كافة القوات الأجنبية والمرتزقة من ليبيا.
وأكد أن مصر بقيادة الرئيس السيسي نجحت خلال سنوات قليلة فى استعادة دورها المحورى الإقليمى الفعال على نحو عكس عراقة الحضارة المصرية الممتدة، وهو ما تجسد أيضًا فى النجاحات الضخمة المتتالية داخل مصر سواء على مستوى الاستقرار والأمن ومكافحة الإرهاب أو على المستوى الاقتصادى والتنموى والاجتماعي والذى شهد طفرة غير مسبوقة، مشيرًا إلى أن تكثيف التنسيق المشترك مع مصر حول قضايا الشرق الأوسط، يأتى فى ضوء التوازن الاستراتيجى الذى تقوم به مصر فى إفريقيا والشرق الأوسط ومحيطها الإقليمي.
وأشار إلى أن القيادة السياسية المصرية متمثلة فى الرئيس السيسى تسعى دائمًا إلى إيجاد حلول سلمية للصراعات فى المنطقة العربية، لافتًا إلى أن ما توليه مصر من حرص بالغ لدعم الشقيقة ليبيا فى إطار العلاقات الثنائية أو عبر تعزيز مختلف المساعي التي من شأنها أن تصل إلي إيجاد تسوية سياسية شاملة، وتنفيذ كافة مقررات خارطة الطريق التى أقرها الشعب الليبي، وتلبية تطلعاتهم للانطلاق إلي مستقبل أفضل ويسهم فى استعادة ليبيا لأمنها واستقرارها ووحدة أراضيها وسيادتها.
وتابع، العلاقات «المصرية- الفرنسية» شهدت زخمًا إيجابيًا في المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية والتكنولوجية والذكاء الاصطناعي خلال الأعوام الماضية مدعومة بتبادل الزيارات بين كبار مسئولين البلدين، مشيرًا إلى تنامى حجم التجارة والاستثمارات بين الجانبين خلال الأعوام المقبلة نتيجة اهتمام الشركات الفرنسية بالاستفادة من الفرص الاستثمارية المتاحة في مصر، ونجاح الإصلاحات الاقتصادية والهيكلية، والمشروعات القومية الضخمة في مصر والإجراءات التي اتخذتها الحكومة المصرية لتوفير البيئة المؤاتية للاستثمار.
واختتم، "مصر أصبحت قوة إقليمية تتحكم في رسم سياسات المنطقة وتحمي مصالحها في أي مكان، وذلك بعد أن نجحت القيادة السياسية في إعادة بناء مؤسسات الدولة على مفاهيم وطنية تتوافق مع الرؤية الإستراتيجية لدولة إقليمية فاعلة في محيطها الإقليمي الأوسطي والإفريقي وامتدادها الشمالي في البحر المتوسط، وهو ما يتماشى مع بناء الجمهورية الجديدة والتي تتبنى مفاهيم إستراتيجية واضحة فى القيادة والإنماء".