يعد الفنان عبد الله غيث أحد رموز الفن العربي، والقيمة السامية التي برعت في تجسيد العديد من الأدوار المتنوعة سواء في المسرح، والسينما، والتلفزيون، والإذاعة، التي بدورها ساهمت في إثراء الحركة الفنية في مصر، لذلك احتل مكانة خاصة في قلوب المشاهدين، فهو من أبناء فرقة المسرح القومي.
يقول المؤرخ المسرحي الدكتور عمرو دوارة، في كتابه "عبدالله غيث.. فارس المسرح العربي"، إن المسرح ظل هو المجال المحبب للفنان عبدالله غيث، وعشقه الأول والأخير ودراسته الأكاديمية أيضا، الذي منحه فرصة التألق والقيام بأدوار البطولة المطلقة والمركبة الصعبة أيضا من بينها: ألكسندر عامل المناجم الذي حول المقاومة السلبية إلى كفاح إيجابي في مسرحية "تحت الرماد"، والفلاح البرىء عبدالحميد غزال بمسرحية "المحروسة"الملك الغادر في "ماكبث"، العمدة بمسرحية "آه يا عجر" وغيرها من الأدوار المتعددة، مضيفا أنه قدم العديد من المشاركت المسرحية مع فرقة المسرح القومي "دنشواي الحمراء، كفاح شعب، تحت الرماد، سلطان الظلام، مصرع كليوباترا، كفر البطيخ، ثأر الله" وغيرها، ومع فرقة مسرح الحكيم مسرحيات: "سهرة مع الجريمة، الفخ، الوزير العاشق" وغيرها، ومع فرقة الجيب عروض "الكراسي، يرما، أجاممنون، ثورة الزنج" وغيرها، أما مع فرقة المسرح العالمي قدم مسرحيات: "وراء الأفق، مرتفعات وذرينج"، إلى جانب الأعمال المسرحية الأخرى.
وذكر الناقد الأدبي رجاء النقاش، في مقالته التي تحمل عنوان "مقعد صغير أمام الستار" والمنشورة في الهيئة المصرية العامة للتأليف والنشر عام 1971، قائلا: "ما أجدر الممثلين في مسرحية "الفتي مهران" التي قدمت في 1966 بالحب والتقدير، فقد كان الفنان عبد الله غيث في الفتي مهران أصيلا وقادرا، وفي غاية التمكن والغوص في أعماق دوره، فكان في مقدمة زملائه من نجوم المسرح القومي، الذين حملوا عبء هذا العمل الكبير، فاستطاعوا تقديم هذه المسرحية الناضجة".
ويوضح الكاتب بهاء طاهر في مقالته "10 مسرحيات مصرية" بكتاب الهلال مارس 1985، أن مسرحية "الزير سالم" تثبت حقيقة بديهية أوشكنا أن ننساها وهي أنه ليس هناك تمثيل جيد دون نص مسرحي جيد، وقد أتاحت الأدوار المسرحية الناضجة لفناني المسرح القومي أن يبدوا في أحسن حالاتهم، فقد الفنان عبدالله غيث في هذه المسرحية دور عربيدا ومنتقما مثاليا، لكنه لم يستطع أن يروض نفسه تماما على المرحلة الأخيرة من السكينة والهدوء.
كان من المنطقي أن تنحصر جميع مشاركاته المسرحية من خلال فرق مسارح الدولة فقط، وأن يرفض المشاركة بعروض فرق القطاع الخاص مهما كانت الإغراءات، ويشير مؤلف الكتاب إلى اعتذاره ثلاث مرات لصديقه المخرج كرم مطاوع عن المشاركة بعروض لكبرى الفرق الخاصة، وذلك بعدما حققا نجاحا كبيرا من خلال مشاركتهما معا في أكثر من عرض بفرق مسرح الدولة: "يرما" في العام 1964، "الفتى مهران"، "أجاممنون"، حيث اعتذر عن بطولة ثلاث مسرحيات وهي: "وكالة نحن معك" للكاتب المسرحي نعمان عاشور، "عاشور" لفرقة الفنانين المتحدين في 1972، "عالم كداب كداب" للكاتب علي سالم، لفرقة ستوديو الممثل لعلي سالم في العام نفسه، "ياسين ولدي" للمؤلف فايز حلاوة لفرقة تحية كاريوكا في العام 1970.
ثقافة
عبد الله غيث.. فارس المسرح العربي
تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق