الجمعة 03 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

ما كل هذه الإنسانية يا "وزيرة الدولة للهجرة وشئون المصريين بالخارج" ؟ ( ٢ )

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

بعد يوم عمل طويل ومُرهِق قررت فى المساء  تصفُح "الفيس بوك" ولفت نظرى قيام إحدى صديقاتي على الفيس بوك بنشر استغاثة على صفحتها للرئيس عبدالفتاح السيسى مُلخصها ( سيادة الرئيس السيسي صديقتى مُقيمة فى إحدى الدول العربية الشقيقة وتُريد العودة لمصر لكنها لا تستطيع العودة نتيجة قيام والد زوج إبنتها المُتوفية بمنع سفرها هى وإثنين من أحفادها ).. قرأت الإستغاثة وقررت إرسالها إلى الكاتبة الصحفية الكبيرة "مها سالم" المستشارة الإعلامية للوزيرة نبيلة مكرم وزيرة الدولة للهجرة وشئون المصريين بالخارج

.. كانت الإستجابة سريعة وغير مُتوقعة من الوزيرة النبيلة، ففى خلال دقائق قليلة جدًا حدث ما لم أتوقعه، فقد قامت الوزيرة  شخصيًا بالتواصل مع السيدة المصرية صاحبة الإستغاثة المقيمة فى إحدى الدول العربية وتحدثت معها تليفونيًا وعرِفت منها تفاصيل أخرى عن المشكلة، وسريعًا قررت الوزيرة العمل بكل قوة من أجل حل المشكلة وعودة السيدة لمصر ومعها الطفلين، وكان لابد من إتخاذ عدة إجراءات من شأنها المساعدة فى تسهيل المُهمة ومنها: 
- التواصل مع والد زوج إبنتها  المٌتوفية وطلب عقد لقاء فى مكتب الوزيرة 
- التواصل مع شيخ الأزهر الإمام الدكتور أحمد الطيب من أجل إرسال أحد المشايخ لحضور القاء مع والد زوج إبنه السيدة المصرية المُغتربة للعمل على إقناعه بعدم حرمان الطفلين من العودة لمصر مع جدتهما التى إستغاثت بالرئيس السيسى 
- التواصل مع إحدى الجهات المسئولة عن الإقامة فى الدولة العربية الشقيقة لطلب المشورة القانونية فى كيفية حل المشكلة 
- التواصل مع السفارة المصرية بالدولة العربية الشقيقة للإطمئنان على الحالة الصحية للطفلين ومتابعته حالتهما الصحية بإستمرار خاصة وأن أحدهما حالته الصحية مٌتأخرة 
- علِمت الوزيرة بأن أحد الطفلين كان يُعالج فى ( مستشفى ٥٧٣٥٧ ) قبل سفره، فقامت بطلب ملف تفصيلي كامل بحالة الطفل 
_ التواصل معى لحضور اللقاء، والتأكيد علىّ بأن أحضر مُبكرًا حتى أعقد جلسة مع الوزيرة لشرح تفاصيل ما قامت به مجهودات فى سبيل حل المشكلة

.. فى اليوم التالى، حضرت إلى مكتب الوزيرة مُبكرًا، وعلى الفور جلست مع معالي الوزيرة نبيلة مكرم بمكتبها، وقررت أن أكون _ على غير عادتى _ مُستمعًا للوزيرة للتعرُف على مُهمتها الوزارية الثقيلة التى تحملها على عاتقها، تركت الحديث لمعالى الوزيرة وحكت لى قصص إنسانية كثيرة لمصريين بالخارج لمدة تتعدى ( ٣٠ ) دقيقة.. وأعترِف بأننى كنت صامتًا ومُستمعًا بإنصات وفى غاية التركيز لما تقوله الوزيرة.. وأعترف أيضًا بأننى سَرحِت بخاطرى مرة واحدة أثناء حديث الوزيرة بعد أن شعرت بمدى أهمية الحكايات التى تحكيها الوزيرة عن قصص إنسانية كثيرة ساهمت فى حلها للعديد من المصريين فى الخارج، سَرحِت لأننى شعرت بأننى أستمتع لحكايات جميلة مثل حكايات كتاب "كليلة ودمنة"، سَرحِت لأننى قررت فى لحظات أن أكون سعيد الحظ لو سمحت لى الوزيرة أن أكتُب هذه القصص وأُجمعها فى كتاب جديد "هايكسر الدنيا" لو تم ضم هذه الحكايات ونُشر للرأى العام

.. كُنت أستمِع لمعالى الوزيرة نبيلة مكرم وأنظر إلى لهجتها ولُغتها وإسلوبها، كُنت أستمِع إليها وأُدقق النظر فى وطنيتها وحماسها وعزيمتها، فهى شخصية قوية لديها إرادة حديدية جعلت منها وزيرة "مٌقاتلة" لا تتوانى فى عمل المستحيل من أجل حل مشكلات المصريين بالخارج، وقُلت لنفسي: شكرًا لمن إختار النبيلة نبيلة مكرم لمنصبها الوزارى، شكرًا لمن إختار إمرأة مصرية نابغة نشيطة لديها من الفِهِم والإنسانية الكثير لتتولى منصب وزارى رفيع وتكون واجه لجمهورية جديدة تُقدِم يد العون والمساعدة لأبناءها فى كل أنحاء الدنيا

.. كٌنت أستمِع لمعالى الوزيرة نبيلة مكرم وأنا سعيد بقوة علاقاتها بالمسئولين فى مصر، ومتانة علاقاتها مع المسئولين فى سفاراتنا بالخارج والجهات المعنية بالخارج، سعدت أكثر حينما قالت لى الوزيرة نصًا ( أنا مسئولة عن أحوال المصريين بالخارج لأن الإهتمام بهم يندرج تحت بند الأمن القومى للبلاد، بعضهم يتواصلون معى فجرًا وأرد عليهم لأننى فى مهمة قومية، وبطبيعة الحال لابد من النظر إلى روح القانون فى التعامل مع أبناءنا فى الخارج حينما نساعدهم فى حل مشاكلهم، لا أعرِف إلا الكفاح والسعى لخدمة المصريين بالخارج، بصراحة: أنا هنا لخدمة المصريين بالخارج وهذا شرف لى وهذه الخدمة أتشرف بها وأعتز بها وأسعى لأكون عند حُسن ظن جميع المصريين بالخارج )

.. بعد أن إنتهى لقائى مع الوزيرة والذى إستغرق نصف ساعة، بدأ توافد ثلاثة من مشايخ الأزهر وتحديدًا هُم ثلاثة من لجنة الفتوى، وحضر والد زوج إبنه السيدة المُغتربة _ حاملًا معه ملفات كثيرة _ وهو مُتأهِب ومُستعِد للمواجهة، وبدأ إجتماع أخر لإقناع والد زوج إبنه السيدة المُغتربة لكى يساعد فى عودة الطفلين إلى مصر
( ونستكمِل الإسبوع القادم )