تدعم مصر دائما القارة الإفريقية لمواجهة التحديات البيئية خاصة فيما يخص آثار تغير المناخ، وذلك من خلال خطط بناء القدرات للتكيف مع آثار التغيرات المناخية فضلا عن توحيد الصوت الإفريقي. مصر الآن تمثل شمال أفريقيا بمؤتمر المناخ بجلاسكو لاتفاقية باريس 2015 لدفاعها المستمر على مصالح القارة، من ثم وافقت أطراف المؤتمر على اختيار مصر لاستضافة كوب 27 لعام 2022 على أرضها.
وكانت وزيرة البيئة، الدكتورة ياسمين فؤاد، التقت بمبعوث التغير المناخي الإماراتي الدكتور سلطان أحمد الجابر، بمؤتمر تغير المناخ كوب 26 لتهنئة مصر لاستضافتها مؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي القادم لعام COP 27 بشرم الشيخ وذلك بالتعاون المشترك لإنجاحه وطرح شواغل مع الدول الافريقية، وتطلع الدول مواصلة العمل المشترك بين لندن والقاهرة لمعالجة قضايا تغير المناخ بالعالم.
في هذا السياق قال الدكتور ماهر عزيز، استشاري البيئة و الطاقة وتغير المناخ: “منذ عام 96 تستضيف احدى الدولة المتحدة المؤتمر على أرضها بدأ استضافته في برلين وبون ثم باقي الدولة الكبرى التي تستضيف المؤتمر على نحو سنوي بدولة من الدول، كانت القدرة التنظيمية للدول هي الأعلى وكانت الاستضافة مقصورة على الدول المتقدمة، ولكن حين قويت قدرات بعض الدول النامية على استضافة المؤتمر أصبح هناك اتفاقية على امكانية ان تستضيف الدول هذا المؤتمر على أرضها التي تتمكن من التنظيم والادارة والامكانيات حيث حضره وفود 196 دولة بالاضافة الى صحافي العالم ورجال الاعلام اكثر من 8 ألاف عضو، ويعقد المؤتمر على مدى 13 يوم، استطاعت مصر في الفترة الاخيرة ان تثبت للعالم أنها قادرة على استضافة مصر المؤتمر على ارضها لذلك تقدمت على وتمت الموافقة في عام 2022 cop 27”.
وتابع في تصريحات خاصة لـ"البوابة نيوز": تجاوز درجة حرارة جو الأرض 1.5 أو 2 درجة، جعل العالم يسعى للوقوف عند زيادة لا تتجاوز 1.5 درجة، بالتالي تكون أي تغيرات حديثة يمكن السيطرة عليها والتكيف معها ولكن تجاوز الزيادة 2 درجة سيكون من الصعب في حالات كثيرة التكيف مع آثار سلبية حدث في هذه الحالة، حيث يتأثر القطبين وكذلك درجة حرارة البحار فيتمدد ويرتفع متوسط سطح البحر من نص متر الى 2 متر تقريبا، اما اذا تجاوزت الحرارة عن 2 درجة والتي ينتج زيادة تركيزات غازات الاحتباس الحراري في جو الأرض عن 55 مليار طن ثاني اكسيد الكربون معادل ، في العام الحالي 2021 هناك 34 مليار تركيزات ثاني اكسيد الكربون المعادل في جو الارض، وذلك يساوي زيادة قدرها حوالي 0.9 من الدرجة، لذلك لابد من الحد من الانبعاثات التي تتزايد لذلك هناك جهود ضخمة في سبيل الحد من الانبعاثات.
وأوضح موقف الـ 5 مدن ومنهم الإسكندرية من الغرق، قائلا: “هناك مبالغة شديدة في الخطر عليها لأنها بطبيعتها ترتفع عن سطح البحر بحاولي 3 متر بالتالي إذا حدث زيادة نصف متر إلى متر ونصف لاتزال مدينة الاسكندرية في امان، الخطر اذا زاد متوسط التركيزات من 55مليار الى 70 مليار، التهديد هنا أن درجة الحرارة ستتراوح من 2.6 الى 4.8 درجة ، هناك 3 متر تقريبا في متوسط سطح البحر، هناك تكون الخطورة على المدن ومع ذلك تكون الاسكندريه أقلها خطرا، هناك جهود بجميع الدول المهددة بارتفاع مياه البحر للحماية الشاطئية لبناء سواتر أمواج على تلك المناطق الشاطئية ويوجد برنامج لمصر بالتعاون مع المؤسسات الدولية لبناء حواجز أمواج على طول خط الشاطئ المهدد بالغرق على البحر المتوسط ، وهذا يمكن حدوثه عند الوصول ل70 مليار في عام 2060 وهي فرصة جيدة لحماية الشواطئ المصرية. توجد غازات خاص بتغيير المناخ وتستشرف الكوارث التي يمكن ان تحدث اذا تجاوز درجة حرارة جو الأرض 1.5 أو 2 درجة، لذلك العالم أجمع يسعى للوقوف عند زيادة لا تتجاوز 1.5 درجة، بالتالي تكون أي تغيرات حديثة يمكن السيطرة عليها والتكيف معها ولكن تجاوز الزيادة 2 درجة سيكون من الصعب التكييف”.
ومن جانبه قال الدكتور صالح عزب، أستاذ الاقتصاد البيئي: هناك جزء مخصص بهيئة الأمم المتحدة في التغير المناخي حيث يسجل سيناريوهات وتغيرات المناخ ودرجة حرارة الكرة الأرضية منذ الثمانينات التي تقاس كل 30 سنة، حيث يوجد 10 سيناريوهات اسوأهم ارتفاع درجات الحرارة لـ 3 درجات خلال 50 سنة قادمة وافضلهم لا يحدث شيء ويظل العالم كما هو عليه، ومن ناحية اخرى يتجه العالم الى شراء التكنولوجيات الكربونية التي تصدرها الدول المتقدمة لتقليل الانبعاثات.
وتابع في تصريح خاص لـ"البوابة نيوز"، ان السيناريو الأسوأ توقع اذا ارتفعت درجات الحرارة إلى 3 درجات من الممكن ان تذوب جبال الجليد بالقطب الشمالي الذي تهبط على البحار والمحيطات ويرتفع مستواهم المائي مما يهدد الغرق الكثير من الأراضي المنخفضة على مستوى المياه في البحر وهم "بنجلاديش وهولندا واسكندرية وميامي وشنغهاي"، ولكن مستبعد ان تختفي مدينة الاسكندرية من على الخريطة كما تم تداوله، حيث يتم عمل حواجز على الشواطئ اذا ارتفع منسوب المياه بالبحر، وشراء تكنولوجيات الانبعاثات الكربونية لديها أقل لحماية البيئة والهواء من التلوث.
وأكمل: “ مصر تلعب دور هام عالميا وأصبحت دول العالم تحترم مصر خصوصا لموقفها الجادة فيما يتعلق بالتغير المناخي، والخطة الموضوعة أن تمثل مصر الدول الافريقية في مؤتمرات التغير المناخي وفي الوقت الحالي تمثل شمال أفريقيا، حيث تعتبر الدولة الافريقية هي الأكثر معاناة إذا ارتفعت درجات الحرارة وحدوث التغير المناخي ، مع زيادة التصحر وهي مشكلة كبيرة، لذلك مصر لها دور نشط في هذا المجال رغم أن نصيب مصر في الانبعاثات العالمية لا يتجاوز 1% بينما الولايات المتحدة 20% والصين كذلك الاتحاد الأوروبي 14% وروسيا 10%”.